رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس النبي عاموص

الكنيسة 
الكنيسة 

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس النبي عاموص، وكان راعياً للأغنام والماعز. تنبأ في عهد ياربعام الثاني ملك إسرائيل (784-744)، وعوزيا ملك يهوذا (769-737).

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إنّ حياتنا هذه دربٌ يؤدّي بنا إلى منتهى الرجاء، تمامًا كنبتة تحمل ثمرة في طور خروجها من زهرة. وبفضل هذه الزهرة، تبلغ الثمرة كمال وجودها كثمرة حتّى وإن لم تصبح ثمرة بعد. كذلك الأمر بالنسبة إلى الحصاد الذي يتولّد عن الزرع؛ فهو لا يظهر مباشرة مع سنبلة القمح، بل ينبت العشب أوّلاً؛ وبعد أن يموت العشب، تظهر السنبلة وتنضج الثمرة في أعلى السنبلة...

إنّ الباري لم يخلقنا لنحيا حياة جنينيّة وحسب؛ فغاية الطبيعة لا تقف عند مرحلة المواليد الجدد، ولا تستهدف الأعمار المتوالية التي يلبسها مع مرور الزمن مسار النموّ بأشكاله المتغيّرة؛ كما لا تستهدف انحلال الجسد بعد الموت. إنّ هذه الحالات كلّها ما هي إلاّ مراحل في الطريق الذي نسلك. فالغاية في ختام هذه المراحل هي تَمَثُّلُنا بالخالق...؛ وغاية الحياة المُنتظرة هي النعيم. أمّا اليوم، فإنّ كلّ ما يتعلّق بالجسد، من موت وشيخوخة وشباب وطفولة وتكوّن جنيني، فما هي إلاّ أطوار تشكّل، على غرار العشب والجذوع والسنابل، دربًا وتعاقبًا وطاقةً تؤدّي إلى النضوج المنشود.

هكذا إذاً قد بلغ إلينا مُنتَهى الأَزمِنَة  وتجديد العالم قد بدأ بدون رجعة، وبصورةٍ حقيقيةٍ قد سبق ظهوره منذ الآن: فالكنيسة على هذه الأرض تتميز بالقداسة الحقيقيّة، وإن كانت غير كاملة. إنَّما إلى أن يتحقّق وعدُ الله: "سَمَواتٍ جَديدةً وأَرضًا جديدةً يُقيمُ فيها البِرّ"  فالكنيسة في غربتها تحملُ، في أسرارها ومؤسساتها المنوطة بهذا الدهر، وجهَ هذا الدهر الزائل. إنَّها تعيش بين الخلائق التي تئن وتتمخض حتى الآن وتتوقع تجلي أبناء الله.