رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تحذير الصحة.. هل يصبح "أنفلونزا الطيور" كورونا القادم؟

أنفلونزا الطيور
أنفلونزا الطيور

بعد دعوة منظمة الصحة العالمية إلى الاستعداد له والحذر منه قبل أن يتحول إلى فيروس كورونا أخر، من حيث الوفيات والإصابات الناتجة عنه، تسبب مرض أنفلونزا الطيور في إثارة قلق وخوف في العالم، خاصة بعد أن تفشى مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولم يتفش انفلونزا الطيور في الولايات المتحدة فقط، بل بدأ في الانتشار في العديد من الدول الأخرى، وهو الأمر الذي زاد التخوف منه خشية أن يكمل انتشاره حول العالم ليصبح كنظيره "كورونا" أي أن يصبح وباء العالم القادم.

وعلى الرغم من ظهور مرض إنفلونزا الطيور بين الحين والأخر، إلا أن هذه المرة ومازاد التخوف منه هو تحذير منظمة الصحة العالمية من أنه لم يقتصر على الطيور، ولكنه انتقل الى الأبقار، بل وانتقل الفيروس إلى ألبان هذه الأبقار مما جعل المنظمة تحذر من شرب ألبان الأبقار دون بسترتها. 

وفي تعليقها على الوباء المحتمل أكدت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري البكتيريا والمناعة- جامعة القاهرة في حديثها  "للدستور" أنها ليست بالفعل تلك هي المرة الأولى التي يهاجم فيها فيروس أنفلونزا الطيور العالم، ويظهر مهددًا بأخطار جمة، فهو ينتشر من فترة إلى أخرى، موضحة أن الفيروس ينتقل في الأساس من الطيور عن طريق إصابة الطيور بعضها البعض.

الدكتورة نهلة عبدالوهاب

وتابعت نهلة، أن الفيروس انتقل إلى الإنسان نتيجة تعامل الأخير مع الطيور المصابة والطيور المهاجرة التي تحمل ذلك الفيروس، وخاصة من خلال تعامله مع فضلاتها.

وأوضحت، أن المشكلة الأكبر هو انتقال هذا الفيروس إلى عدد من الثدييات من بينها البقر والنمور والقطط، لافتة إلى تسجيل إحدى الحالات التي انتقلت إلى الأبقار في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن إصابة هذا الفيروس الحيوانات الثديية أكدت نهلة أن هذا يعد أمرًا خطيرًا للغاية، وذلك لأن انتقال الفيروس من الطيور إلى الثدييات يعني قدرة هذا الفيروس على التغلب على الجهاز المناعي لهذه الثدييات، والذي يختلف اختلافًا جذريًا عن الجهاز المناعي للطيور مما يلمح بوجود خطر على قدرته فيما بعد على التغلب على الجهاز المناعي للإنسان.

يذكر أنه ونتيجة لتفشي مرض أنفلونزا الطيور حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تعالت أصوات المزارعين والخبراء فيها، مطالبين بضرورة اتخاذ المزيد من إجراءات الوقاية في مزارع الأبقار.

وكانت قد أعلنت السلطات الأميركية مؤخرًا عن ثاني إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور، منذ الكشف عن عدوى في الأبقار الأميركية نهاية مارس الماضي.

وهو ما جعل علماء الأوبئة يحذرون من أن الفيروس قد ينتشر ويبدأ بالتسبب بأمراض خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بجدية في هذه المرحلة.

وجديرًا بالذكر أنه وفقًا لما ذكره موقع وكالة رويترز، فقد أظهرت دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة نيو إنجلاند الطبية، أن إطعام الفئران لبنًا خامًا ملوثًا بأنفلونزا الطيور أدى إلى إصابتها بالفيروس، وهو الأمر الذي يزيد الأدلة على أن استهلاك الحليب غير المبستر ليس آمنًا للبشر.

كما أن هذا الأمر ما يفسر التأكيد على الإصابة البشرية الثانية، والتي كانت لأحد عمال الألبان في ميشيجان بعد اكتشاف فيروس أنفلونزا الطيور لأول مرة في الماشية المنتجة للألبان في أواخر مارس.

ومن جانبه أكد موقع وكالة رويترز، أن معظم الحليب في الولايات المتحدة مبستر، لكن هناك 30 ولاية أمريكية تسمح ببيع الحليب الخام، وهو ما يمثل أقل من 1% من المبيعات على مستوى البلاد.

بينما وجدت دراسة استقصائية على مستوى البلاد للحليب المبستر - الذي تم تسخينه لقتل مسببات الأمراض - جزيئات فيروس أنفلونزا الطيور في حوالي 20% من العينات التي تم اختبارها.