رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم الأرثوذكس تنشر خطاب كنسي للأب جورج فلوروفسكي

 الأب جورج فلوروفسكي
الأب جورج فلوروفسكي

نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، خطابًا كنسيًا كتبه الأب جورج فلوروفسكي، جاء فيه إنه لا ينبغي مساواة كل ما في ماضي الكنيسة الأرثوذكسية أو حاضرها بحقيقة الله، من الواضح أن أموراً كثيرة قابلة للتغيير؛ لا بل في الواقع أشياء كثيرة تحتاج إلى تحسين.

الكنيسة الحقيقية ليست بعدُ الكنيسة الكاملة، يجب أن تنمو كنيسة المسيح وأن تُبنى في التاريخ، ومع ذلك، فقد تمّ بالفعل تسليم الحقيقة الكاملة بكاملها  إلى الكنيسة، إن المراجعة وإعادة الصياغة ممكنتان دائماً، وأحياناً ضروريتان، إن كل تاريخ المجامع المسكونية في الماضي دليل على ذلك، لقد شارك آباء الكنيسة القديسون في هذه المهمة. 

ومع ذلك، على العموم تمّ حفظ الوديعة بأمانة وكانت شهادة الإيمان تكتسب الدقة والإحكام، فوق كل شيء، حُفظَت البنية الأسرارية للجسد متكاملة وسليمة.

لكن بصفتي عضواً وكاهناً في الكنيسة الأرثوذكسية، أؤمن أن الكنيسة التي اعتمدتُ وتربيتُ فيها هي في الحقيقة الكنيسة، أي الكنيسة الحقيقية والكنيسة الوحيدة الحقيقية، أؤمن بذلك لأسباب عديدة؛ بالاقتناع الشخصي والشهادة الداخلية للروح الذي يتنفس في أسرار الكنيسة وبكل ما يمكنني تعلّمه من الكتاب المقدس ومن تقليد الكنيسة الكوني. 

لذلك أجد نفسي مضطراً إلى اعتبار جميع الكنائس المسيحية الأخرى ناقصة، وفي كثير من الحالات يمكنني تحديد أوجه القصور هذه بما يكفي من الدقة، لذلك بالنسبة لي: "إنّ لمّ الشمل المسيحي هو مجرد اهتداء عالمي إلى الأرثوذكسية. ما لديّ ليس ولاءً طائفياً إنما ولائي هو فقط إلى "وحدة مقدسة".

أعلم جيداً أن مسيحيين كثيرين سوف يتنكّرون لادّعائي. سيبدو ادّعائي متعجرفاً وعديم الجدوى. أعلم جيداً أن العديد من الأمور التي أؤمن بها بقناعة قصوى وتامة لا يصدقها الآخرون. الآن، لا أرى أيّ سبب لأن أشكّ شخصياً بهذه الأمور أو لا أصدّقها. كل ما يمكنني فعله بشكل معقول هو هذا: إعلان إيماني ومحاولة صياغته بطريقة وبأسلوب لا يسمح لمصطلحاتي الرديئة أن تحجب الحقيقة. ذلك لأني متأكد من أن حقيقة الله تحمل الاقتناع. 

مرة أخرى، أعلم أن هذه القناعة قد تُرفَض على أنها وهمٌ ومع هذا، فإن للكنيسة سلطتها الخاصة في التاريخ إنها، أولاً وقبل كل شيء، سلطة للتعليم والحفاظ بأمانة على كلمة الحق.