رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من عبدالحليم لكوكب الشرق.. إرث «الموجى» خالد فى أسماع العرب

محمد الموجي.. الموسيقار صاحب التركيبة الاستثنائية، الموهبة الفطرية التي أطربت وأسعدت الملايين، صاحب الجمل الموسيقية الرائعة لصوت أم كلثوم، فايزة أحمد، صباح، عبدالحليم، ونجاة.

الموجي بدأ رحلته مع الشهرة بعد لحن "صافيني مرة"، الذي أبدع فيه عبد الحليم حافظ، وشكل هذا التعاون الحافز الأقوى لاستمرار إبداعات الثنائي التي وصلت لـ65 عملًا فنيًا.

"صافيني مرة" عرّفت الكثير من المستمعين في الوطن العربي بموهبة شابة متجددة اسمها محمد الموجي، كما عرفتهم بعبدالحليم حافظ، إلا أن صوت كوكب الشرق، أم كلثوم، كان الصوت الذي أدخل الموجي لمملكة الكبار، وحفر اسمه بحروف ذهبية في تاريخ التلحين العربي.

الموجي التقى أم كلثوم، التي لحن لها عمالقة الفن كمحمد عبدالوهاب، رياض السنباطي، محمد القصبجي، الشيخ زكريا أحمد، عام 1954، من خلال نشيد سجلته أم كلثوم لإذاعة "صوت العرب" باسم "نشيد الجهاد"، هذا التعاون فتح الباب أمام الموجي، ولحن لكوكب الشرق في 1955، رائعتي "الرضا والنور" و"حانة الأقدار".

"الرضا والنور"،  كما قال الناقد الكبير كمال النجمي- أبرز موهبة الموجي، وأظهر مقدرته على أن يصبح "كبيرًا" في مجال التلحين.

"النجمي" رأى أن "الموجي" وجد نفسه فجأة أمام طلب لكوكب الشرق، واختبار حقيقي له في تلحين قصيدة دينية، أجواء صوفية خالصة، ورغم الصعوبة، قبل "الموجي" التحدي وقرر خوض التجربة ودخول المعترك الشائك معتمدًا على تراث من سبقوه، ولكن بأسلوب مبتكر ومتجدد.  

محمد الموجي من الملحنين القلائل الذي إذا ذكرت أسماؤهم تشعر بالجودة، والرقي الفني، فهو متمرس منذ ظهوره، ويتصف بصفات الكبار الذي أصبح واحدًا منهم سريعًا.

الموجي، تناول الأساليب المتطورة في التلحين، واهتم بالموسيقى، واعتمد المدرسة التعبيرية في صياغة الألحان، ومزج بين أسلوب الشرق والغرب الموسيقي، دقيق في تنفيذ ألحانه.

الموهبة المصرية الفذة، أطلقت العنان لأصوات فايزة أحمد، صباح، محرم فؤاد، نجاح سلام، ورده، نجاة، روى أحاسيس عبدالحليم بموسيقاه الخالدة، تمكن من الاستحواذ على إعجاب أم كلثوم ولحن لها 8 أغنيات.

الموجي أحيا إرثه الفني ليلة من ليالي موسم الرياض في المملكة العربية السعودية، الشقيقة التي باتت تقدر الفن والفنانين، فننا الراقي الذي يحيي القلوب، يدغدغ المشاعر، ويسمو بالروح.

المصريون يحملون على أعناقهم قناديل التنوير، يؤمنون بدورهم الأزلي في نشر الفن والفنون بالعالم، فهم أبناء أم الدنيا، فأبناء إيزيس وأوزوريس قدرهم إنارة العالم في كل مجال قديم وحديث.

رحم الله الموجي، المولود في 1923، والذي رحل عن عالمنا في 1995، تاركًا للإنسانية كلها مكتبة موسيقية رائعة لا تقدر بثمن.