روائية عن مسلسل "تحت الوصاية" ابنتي قرأت الفاتحة لـ"عم ربيع" عند موته
مازال مسلسل “تحت الوصاية” يحصد إشادات النقاد والمبدعين، حيث أشادت الكاتبة الروائية شيماء أحمد بالمسلسل وصناعه، وقالت في منشور له عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: خلص رمضان وخلص المسلسل اللي أجبرني أتباعه، وأبقى مصدقة أوي كل التفاصيل وطرحها الذي يحترم عقل المشاهد، بداية من مشكلة الوصاية على الأبناء التي يرى القانون أن الأم لا تستحقها وأن أي عصب للأب أحق بها، والتي تناولها المسلسل دون تنظير بطرح مشاهد حقيقية جدا.
وتابعت صاحبة رواية “في حرم العشق” موضحة: الجد الذي يرى عمل حفيده في صنعته أفيد له ليس لأنه شرير أو لأنه يكره حفيده بل لأنه من وجهة نظره يرى أن هذا الأفضل له لتقول له الأم "أنا أُمه وعايزة ابني يكمل تعليمه"، اعتراضه على مصاريف تمارين الكرة رغم أن ابنه المتوفي كان يفعل ذلك لإبنه، تسليم المركب للعم الذي كان يعطي لها حقها وحق أولادها منقوصا وكأنه مِنة، عدم قدرتها على التقديم لأبنائها في المدارس فليست الوصي، لا يمكنها أن تتخذ قرار بعمليه لابنها فليست الوصي، لكن يمكن أن تبيع ذهبها وذهب أختها لمصاريف العملية، ليأتي الجد والعم بعد العملية يقولوا لها مش قلنا بسيطة ليه خضتنا عليك، صرخة الإعتراض لخصتها مني زكي دون خطابة فارغة أمام القاضي وهي تخبره بتفاصيل أطفالها التي لا يعرفها سوى الأم، فلا يمكن أن يكون هناك قلب وعقل وروح تخشى على الصغار كأمهم، ويستثنى الحالات الشاذة التي لا تمتلك من الأمومة سوى اللقب، فمعظم الأمهات بعد وفاة الزوج لا يريدون سوى أن يغلقوا بابهم عليهم ويربوا أطفالهم دون تدخل ومزايدة وحساب من أطراف لم يكن لهم يوما هذا الدور في حياة الأب، لا تريد من العصب سوى المودة، أما تربية أطفالها و الوصاية عليهم فهي الأحق بها هي التي حملت وسهرت وربت لا يحق لأحد أن يشكك في أمانتها على أموال أطفالها و مصالحهم..
وشددت: يحسب للمسلسل أن الشر لم يكن مطلقا، فليس هناك شرير في المطلق فالعم الطماع الذي يريد مركب أخيه ظروفه صعبة ويحتاج للمال ليتزوج الفتاة التي تنتظره من سنين، نعم أن يحصل عليه من رزق أولاد أخيه هو جرم لكن من وجهة نظره هو مُحق زوجة أخوه سرقت المركب الذي يضمن له حياة أفضل، لذا ربما كانت تلزمه صفعه قوية وأن يحترق المركب بسببه ليدرك إنه أخطأ وظلم فالبعض يجب أن يخسروا كل شيء ليكسبوا البصيرة بعد أن طُبع على قلوبهم، حتى الصيادين المتحرش واللص و المُتعاطي للمخدرات، لم يكن الشر داخلهم مطلقا ففي وقت الحاجة وعندما مُنحت لهم الفرصة ظهر داخلهم الشخص الجيد.
عم ربيع النموذج الطيب للأب البديل الذي يمنح للنهاية المشهد الذي جعلنا جميعا نبكي لصدقه وابداعه حتى أن ابنتي حين رفع الصيادون أيديهم ليقرأوا الفاتحة لروح عم ربيع رفعت يديها لتقرأ الفاتحة معهم و حين سألتها ماذا تفعلين؟.. قالت: بقرأ الفاتحة لعم ربيع ثم تنبهت إلي أنها تشاهد مسلسلا وأن عم ربيع هو دور، فقالت أنا بعمل إيه، لهذه الدرجة أبدع صناع العمل في أن يجعلوه حقيقي، من الملامح للملابس، لحركة الجسد، لطريقة الكلام، كل التفاصيل حقيقية حتى النهاية المؤلمة حقيقية، ربما لا بد أن يوجعنا قلبنا جميعا على حنان ليعاد النظر من جديد في قانون الوصاية.
وأضافت: تحية وشكر للكتابة وللإخراج والتمثيل وكل صناع العمل الذين عملوا على التفاصيل ليخرج العمل بهذا الشكل.