رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وجوه تملأ ساعة المحطة».. ديوان جديد للشاعر السورى عبدالله الحريرى

 ديوان وجوه تملأ
ديوان "وجوه تملأ ساعة المحطة " جديد الشاعر السوري عبدالله

صدر حديثًا عن دار ابن رشد للطباعة والنشر ديوان جديد للشاعر السوري عبدالله الحريري بعنوان "وجوه  تملأ ساعة المحطة". 

واعتمدت نصوص الديوان على الخلط بين عددٍ من الفنون الأدبية كالشكل القصصي وبناء الشخصيات الروائي والحواريات شبه المسرحية، إضافة إلى تصوير شعري لا يثقل النصوص في أكثر حالاته، وهو شكل يعطي الفكرة نوعاً من الانفتاح في قدرة القارئ على التأويل والتأثير والتأثر بها، ربما يمكننا القول إنه شكل تفاعلي في الكتابة الأدبية. 

وهي نصوص لا تخلو من التجديد وعصرنة الصور والأدوات على الرغم من قوة اللغة وتماسك العبارات، كما تمتاز بحس تأملي عميق وموقف فكري واضح من قضايا عديدة ما زالت من التابوهات المحرمة في البلاد العربية ويعتبر الاقتراب منها لعباً بالنار بالمعنى العام، ولكنه تجرؤ على غير المألوف وفتح لأبوابه بالمعنى الأدبي.

وتناقش جملة النصوص مرحلة الحصار المفروض على منطقة جنوبي دمشق وخصوصاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بين عامي 2012 و2018 حيث مات قرابة مائتي إنسان جوعاً.

ومن الديوان نستعرض الأبيات التالية.. 

أغنية لشجرة التّوت

للبيوت رائحة الوقت؛

جريانه البطيء... 

نفاده المباغت

سيرة شجرة التّوت

الفسحة بين الطّين والحجر الأزرق والأسمنت

تسلّل الأبيض إلى رؤوس الأمّهات

القرفة والقهوة

المحسوس بين وهمين متعاقبين

(الآن) المديد بين الذّاكرة والانتظار

رعونة الرّغبة وتصلّد الوصيّة.

 

يقول الحالم للحالم

حين يرضع الذّئب من قمرٍ قرمزيّ: 

"معًا سنحمل الوردة الحمراء

إلى رؤوس التّلال

ونغنّي.. كأنّ الغناء اشتعال".

 

للبيوت رائحة الموت

في لهاث الجنود وحرقة البارود

فانبشي في الرّكام عن سيرة الجدران

ومعقل أسرارها

عن طعام الحنين

أيّتها الجراء الّتي تعوي كلّ ليلٍ

بحثًا عن أوكارها.

 

يقول الواهم للواهم

حين يشعل النّيروز كوكبًا في صدريهما:

لم تكن جهاتنا واضحة؛            

تبعنا الماء.. 

فأوصلنا إلى البحر

وحين تكدّس الملح في حلوقنا

وأصبحت أغانينا جارحة

تذكّرنا أنّ للبيوت رائحة...

 

وعبدالله الحريري.. شاعر سوري ولد في ريف درعا عام 1983، صدرت له مجموعتان شعريتان بعنوان “لا تنس قلبك حافيًا” و”الشهيق إلى الرئة الحرام”.