رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قضية سلمان رشدى ليست فكرًا وإنما بذاءة ضد الدين».. آراء يحيى حقى فى قضايا الغرب

يحيي حقي
يحيي حقي

كشف الكاتب الصحفي إبراهيم عبدالعزيز، لـ"الدستور"، عن حوار لم ينشر مع الكاتب الكبير يحيى حقي.

وفي جزء من الحوار يقول يحيي حقي عن تجاربه ما بين الصعيد وأوروبا: «تلاحظ أنني لم أبدأ حياتي خطف، لم أشأ بإرادتي أن أكون هذا أو ذاك، فالمولى سبحانه وتعالى قدر لي هذا، فسرت فيه، وكان طريقا جميلا يدل على أن المولى كان بي رحيما، ففي حياتي مرحلتان هامتان جدا جدا، الأولى وأنا فى القاهرة لا أدرى عن الصعيد ولا عن الريف شيئا، فوجدت نفسي وأنا فى سن الواحد وعشرين مغروسا فى مدينة منفلوط أعمق أعماق الصعيد، طين وزرع وحيوان، وفلاح ولغته ومشاكله، حيث لم أر أبأس ولا أفقر منه، فوجودي فى القاهرة ثم فى الصعيد حولاني إلى مصري صميم يستمد حواسه لا من مجرد التفكير النظري بفضل اطلاعه على الكتب، بل من التجربة الذاتية التى أتاحت لي التعرف على أهم مشاكل مصر فى ذلك الوقت».

ويكمل: «وحين دخلت السلك الدبلوماسي تجولت فى أوروبا، فحصل هذا الصدام بين حضارتنا وحضارة الغرب، وما موقفنا من الحضارة الحديثة وماذا نفعل بها؟، فجميع تجاربي فى الموسيقى والرسم الفضل فيها لمرحلة السلك الدبلوماسي».

وردًا على سؤال من أين أتى الصراع بين الغرب الأوروبي والشرق العربي الإسلامي يقول يحيى حقي: "الإسلام دين تقدمي جدا، ألغى الفروق بين الأجناس والألوان، وأنشأ الإسلام طبقة من العلماء حيرت العالم، الاهتمام بالكتاب لا تجده فى أي أمة كالأمة الإسلامية، فى أوروبا يمكن، إنما تسمع عن مكتبة المأمون، وفلان وفلان، شيء فظيع جدا، أوروبا انكسرت كلها في ظلام العصور الوسطي- نأتي لسؤالك.. هل فيه عداء بين المسيحية والإسلام؟، أنا أقولك: أوروبا حين قيل لهم في وقت من الأوقات جماعة عرب بدو راكبين جمال احتلوا قبر المسيح، فقامت الحركة العدائية من وقتها، وبدأت الحروب الصليبية، ونرى العداء بشكل آخر الآن فى عصرنا، مثل قضية سلمان رشدي التي جعلوها قضية فكر رغم أنها بذاءة ضد الدين، وأنا أقول هل هو أول من طعن في الرسول؟، لقد حدثت مظاهرات على قبر دانتي لأنه وضع الرسول فى الجحيم فى كتابه "الكوميديا الإلهية"، وقد بالغ الغرب باسم حماية الفكر، وقد خرج فيلم في العام الماضي فى أوروبا عن المسيح يعيب فى أمه، وخرج المتظاهرون يحرقون دور السينما لأنهم ضد البذاءة ضد الدين، فلا يوجد كتاب سماوي امتدح مريم وعيسي كالقرآن، الذي امتدح أيضا القسيسين والرهبان، فديننا ضد التعصب، ورغم تحضر أوروبا إلا أن بذور التعصب كامنة فيها".

أما عن الكاتب الكبير يحيى حقي فتحل اليوم ذكرى رحيله، حيث ولد في 17 يناير 1905م وتوفى في 9 ديسمبر 1992، وهو كاتب وروائي مصري، ورائد من رواد القصة القصيرة، ولد في القاهرة لأسرة ذات جذور تركية، درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي، يعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين. في مجاله الأدبي نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته «قنديل أم هاشم»، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.