القطار الكهربائى «LRT».. المشروع الأضخم لنقل مليون راكب يوميًا وتوفير وقود بـ1.7 مليار سنويًا وإتاحة مليون فرصة عمل
تواصل الدولة إنشاء عدد كبير من المشروعات القومية الضخمة، ضمن خطة تطوير وتحديث شاملة للبنية التحتية والخدمات والمرافق العامة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحديث كل مفاصل الدولة، وتحقيق حلم الجمهورية الجديدة، ورؤية مصر ٢٠٣٠.
من بين تلك المشروعات الضخمة يبرز مشروع القطار الكهربائى الخفيف «LRT»، الذى يغطى مدن السلام، والعاشر من رمضان، والعاصمة الإدارية الجديدة.
ونفذت الدولة، ممثلة فى وزارة النقل، المشروع الذى يمتد بطول ١٠٣ كيلومترات، ويتضمن ١٩ محطة، خلال السنوات القليلة الماضية، وانتهت منه فى ٣ يوليو الماضى.
وافتتح الرئيس السيسى المرحلة الأولى من القطار الكهربائى الخفيف «LRT»، الذى سينقل ما يقرب من مليون راكب يوميًا، ويجرى تنفيذه على ٣ مراحل، المرحلة الأولى التى تم افتتاحها يوم ٣ يوليو الماضى، بطول ٧٠ كم وبعدد ١٢ محطة، والمرحلة الثانية الجارى تنفيذها بطول ١٨.٥ كم وبعدد ٤ محطات، ثم الثالثة بطول ١٦ كم وبعدد ٣ محطات.
وتتولى أعمال التنفيذ والإنشاءات شركات مصرية وصينية، ويضم المشروع نحو ٢٢ قطارًا، كل منها مكون من ٦ عربات، ويبلغ زمن التقاطر ٢.٥ دقيقة والسرعة التشغيلية ١٢٠ كم/ الساعة.
وقال مصدر فى وزارة النقل، إن مشروع القطار الكهربائى الخفيف يعد من المشروعات المهمة للدولة، لأنه يساعد فى نقل الموظفين إلى العاصمة الإدارية، من خلال وسيلة نقل حضارية صديقة للبيئة، وهو ما تهدف الدولة إلى تنفيذه، وتوفير مستوى عالٍ من الخدمة للمواطنين، وفى الوقت ذاته توفير مشروع صديق للبيئة.
وأضاف المصدر، لـ«الدستور»: «المواطن أو الموظف يتمكن من التنقل بين خطوط المترو الثلاثة وصولًا إلى محطة عدلى منصور، التى تربط بين خطوط المترو والقطار الخفيف بمحطاته: (السلام- العاشر من رمضان- العاصمة الإدارية)».
وأوضح أنه «إذا كان الراكب فى محطة حلوان ويريد الوصول إلى العاصمة الإدارية الجديدة، فعليه استقلال المترو وصولًا إلى محطة الشهداء وينتقل من الخط الأول إلى الثانى ليصل محطة العتبة التبادلية مع الخط الثالث للمترو، ويستقل الخط الثالث للمترو وصولًا إلى محطة عدلى منصور التبادلية مع القطار الخفيف، وصولًا للعاصمة الإدارية الجديدة».
وأضاف: «بذلك يكون قد اختصر وقت الرحلة، كما تمكن من التنقل بين خطوط مترو مكيفة ومريحة، وصديقة للبيئة، دون أن يعلق فى زحام الميكروباصات أو الأتوبيسات التى تستخدم الطرق الأرضية العلوية، فى ظل تميز شبكة الأنفاق بصورة عامة باختصار وقت الرحلات بين أى نقطتين، فالراكب يعلم متى يبدأ رحلته ومتى يصل، وهو ما يساعد فى توفير الوقت والمجهود، كما أن الشبكة مرتبطة مع مونوريل شرق النيل فى محطة مدينة الفنون والثقافة فى نهاية خط القطار».
وواصل المصدر: «مشروع القطار الخفيف يعتبر من أهم المشروعات التى تخدم المدن الجديدة، ويعتبر وسيلة نقل جماعية نظيفة وآمنة وسريعة للمدن الجديدة، وهو ما يساعد فى إعمار تلك المدن بشكل أسرع، سواء العبور أو الشروق أو المستقبل أو بدر أو العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة».
وشدد على أن جميع المشروعات التى تنفذها الدولة فى الوقت الحالى تتم دراستها بشكل كامل، مضيفًا: «تتم دراسة المشروعات وجدواها اقتصاديًا، فمشروع القطار الخفيف «السلام- العاشر من رمضان- العاصمة الإدارية» يحقق وفرة فى الوقود بمقدار ١٫٧ مليار جنيه سنويًّا».
وشرح: «القطار الخفيف يأخذ من وسائل المواصلات الأخرى مليون راكب، بواقع ٣١٠ آلاف راكب يوميًّا من سيارات الأجرة، ومن الأتوبيس والميكروباص ١٣٠ ألف راكب يوميًّا، ومن المركبات الخاصة ٣٦٠ ألف راكب يوميًّا، وهم إجمالى المليون راكب يوميًّا الذين سينقلهم القطار». وأشار إلى أن المشروعات التى تنفذها الدولة فى الوقت الحالى توفر نسبة عمالة ضخمة للشباب، ومن بينها مشروع القطار الخفيف، الذى وفر ما يقرب من مليون فرصة عمل للشباب خلال إنشاء المرحلة الأولى، إلى جانب أن الشركات المصرية هى التى نفذت الأعمال الإنشائية، فالأعمال الخاصة بالمرحلة الأولى نفذت بأيادٍ مصرية وهو ما يزيد من اعتزازنا بالدولة وبقدرتها على إنشاء مشروعات ضخمة وعملاقة.
وردًا على ما يشاع حول عدم جدوى مشروع القطار الخفيف «السلام- العاشر من رمضان- العاصمة الإدارية» اقتصاديًا، قال: إن هذا ليس له أساس من الصحة، فالمشروع له قيمة عالية، ويهدف لخدمة الأجيال الحالية والأجيال المقبلة.
ونوه إلى قرار إصدار اشتراكات مخفضة بنسبة ٥٠٪ لكل مستخدمى القطار الكهربائى الخفيف «LRT»، وتخفيض قيمة التذاكر بنسبة تتراوح بين ٣٠ و٤٠٪، لحين الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، الذى يأتى ضمن حرص الدولة، ممثلة فى وزارة النقل، على توفير كل احتياجات المواطنين وتوفير خدمة مميزة لهم، وتوفير وسيلة نقل نظيفة وآمنة مدعمة للمواطنين، لأن قيمة التذكرة الخاصة بالقطار الخفيف لا تتناسب مع الخدمة المميزة التى تقدم للمواطن خلال استقلاله القطار، الذى يعتبر واحدًا من وسائل المواصلات الجماعية النظيفة والآمنة، فالخدمة المقدمة به مميزة للغاية.
وأعلنت وزارة النقل، ممثلة فى الهيئة القومية للأنفاق، عن أنه بدءًا من اليوم السبت، الموافق ١٧ سبتمبر الحالى، تقرر إصدار اشتراكات مخفضة بنسبة ٥٠٪ لجميع مستخدمى القطار الكهربائى الخفيف «LRT»، وتخفيض قيمة التذاكر بنسبة تتراوح بين ٣٠ و٤٠٪، وذلك لحين الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وتتزامن التخفيضات مع قرب بدء العام الدراسى الجديد، واستعدادات مختلف الوزارات للانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، وهى خطوة تهدف لخدمة مستخدمى القطار من قاطنى المدن الجديدة فى شرق القاهرة.
ويبدأ جهاز النقل البرى الداخلى والدولى التابع لوزارة النقل توفير خدمة النقل بالأتوبيسات التى تعمل بالغاز الطبيعى وعليها شعار القطار الكهربائى الخفيف «LRT»، لتسهيل تنقل المواطنين من مدن شرق القاهرة لمحطات القطار الكهربائى، على أن تقدم الخدمة بالمجان لمدة أسبوعين، وتطبق التعريفة المقررة للتنقل بعد هذه الفترة، كما سيتم التنسيق مع الجامعات بهذه المدن لتيسير تقديم الخدمة للطلاب استعدادًا لبداية العام الدراسى الجديد.