رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شجرة الفيكس» المثيرة للجدل.. مفيدة أم انتشارها جريمة؟

شجر الفيكس
شجر الفيكس

تمتلئ شوارع مصر بها، وقد يظن الكثيرون أنها تتمتع بالفائدة التي يبثها النبات الأخضر في أي مكان توجد به، ولكن هناك العديد من الأقاويل التي انتشرت في الفترة الأخيرة لعدد من خبراء الزراعة حولها، بأنها تتسبب في خطورة كبيرة على البيئة والبنية التحتية، تلك هي أشجار "الفيكس" التي تعالت أصوات بعض من أعضاء مجلس الشعب لوقف زراعتها في مصر لما تسببه من أضرار، الأمر الذي يدعو إلى التوقف وأخذ هذه الأصوات بالاعتبار، خاصة في الوقت الذي يعاني العالم اضطرابات قوية بالمٌناخ، وسعي مصر لمواجهة هذه التغيرات.

 

ما هو شجر "الفيكس"؟

شجرة "الفيكس" هو نوع من أشجار الزينة كثيف الأوراق، سريع النمو، رأسه مستدير ودائم الخضرة، ويصل ارتفاعه في بعض الأحيان إلى 10 أمتار، وهو ينمو في المناطق الدافئة والحارة ذات الرطوبة المرتفعة، وهذا النوع من الأشجارلا يملك أيًا من الفوائد، بل على العكس له أضرار خطيرة تستدعي اقتلاع هذا النوع من الأشجار من أمام المنازل والطرق والمناطق الحيوية.

 

ماذا يقول عنها البعض؟

أوضح البعض أن خطورة هذه الأشجار تكمن في كونها ذات جذور متشعبة وقوية وممتدة، الأمر الذي يتسبب بتلف أساسيات البناء إذا ما زرعت أمام المنازل، كما تؤدي إلى تحطم شبكات الصرف وكابلات الكهرباء إذا ما وجدت جذورها طريقها إلى تلك الشبكات، بالإضافة إلى ذلك لا تتعرى جذوعها في فصل الخريف، مما يتسبب في تراكم الأوساخ والأتربة على أوراقها طوال الوقت، وأثناء هبوب الرياح تنثر ما تراكم عليها من أتربة وغبار، مما يصيب الأشخاص القريبين منها بأمراض الجهاز التنفسي.

واحد من الأضرار الخطيرة أيضًا التي ذكرت وكانت شجرة "الفيكس" المُسَبب لها-حسب بعض الخبراء- تسببها في تقليل منسوب المياه الجوفية بباطن الأرض، إذ إنها شرهة جدًا للمياه، ولأن جذورها شاسعة الامتداد تحت الأرض، تحصل على المياه الجوفية بسهولة شديدة إذا ما أهمل ريها، وتستمر في النمو والتوغل.

 

خبير زراعي: انتشارها جريمة بيئية

محمد حسين، مهندس زراعي، أوضح أن انتشار شجرة "الفيكس" التي تمتلئ بها شوارعنا، يمثل جريمة بيئية يجب إيقافها خاصة في الوقت الذي يهتم به العالم بقضايا المناخ وتغييراته، موضحًا أن هذه الأشجار تسببت فى نشر عوائل حشرية امتدت لمحاصيل غذائية أخرى بعموم مصر، كما دمرت شبكات الصرف الصحى وشفطت خزان المياه الجوفية بشراهة شديدة، دون أن تضيف لحياة المصريين أدنى فائدة اقتصادية أو جمالية أو بيئية، حتى إن أخشابها اتضح أنها لا تصلح لإنتاج الفحم النباتي.

وتابع كاشفًا أنه يتعجب أن هذه الأشجار هي الأكثر إقبالًا من المواطنين ومعدلات زراعتها فى السنوات الماضية لم تتأثر رغم كل المساوئ التى تتصف بها، موضحًا أنه على مدار أكثر من 35 عامًا وهو عمر دخول هذه الأشجار إلى مصر، لم يسبق أن يهتم أحد بالإعلان عن مساوئها وعدم جدوى زراعتها، فهي تعطى للفلاح ظلا ولا تأكل أوراقها أو فرعها الماشية والحيوانات، كما أن أخشابها غير مطلوبة.

ووفقًا لتصريحات سابقة للدكتور سيد خلف، نقيب الزراعيين سابقًا، أكد أن هناك نحو 15 مليون شجرة زينة مزروعة فى الأندية ومراكز الشباب والجامعات والمدارس، تستهلك نحو 1.3 مليار متر مكعب من المياه سنويا، وتابع متسائلًا عن السبب وراء إهدار كل هذه الكميات من المياه على تلك الأشجار التى لا فائدة منها، والسبب وراء عدم التوقف عن استيراد نباتات الزينة خاصة الأنواع التى تستهلك المياه وتدمر التربة منها؟.

 

لا ضرر من زراعتها.. ومناشدة لأصحاب "العلم البسيط"

وعلى عكس ذلك قال الدكتور أسامة خيرالدين، رئيس المجلس السلعي للحاصلات البُستانية سابقًا، في حديثه "للدستور" إن أشجار "الفيكس" أشجار دائمة الخضرة، وهي لا تستهلك مياها بكميات كبيرة، كما يدّعي البعض.

وتابع "خيرالدين" أن تلك الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون، وتنتج بدلًا منه كميات كبيرة من عنصر الأكسجين الهام لجميع الكائنات الحية، فبالتالي هي أشجار مُفيدة ولا ضرر على الإطلاق من زراعتها.

وناشد رئيس المجلس السلعي للحاصلات البستانية سابقًا، الأشخاص الذين ليست لديهم دراية أو عِلم بالمحاصيل الزراعية والأشجار عدم الإدلاء بمعلومات بخصوصها، لأنها بالطبع سيكون معظمها مغلوطة، وسُتغير من مفاهيم الناس حول تلك الأشجار وأهميتها.