محلل سياسي: عودة العلاقات اللبنانية الخليجية خطوة بالاتجاه الصحيح لحماية المنطقة
أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز، أن عودة العلاقات اللبنانية الخليجية هي خطوة بالاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن ترك لبنان وسط مهب الأزمات سيفتح الأبواب على مصراعيها لكل أنواع التدخل الإقليمي والدولي وأجنداته المختلفة.
واوضح المحلل السياسي اللبناني في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن لبنان بلد عربي الهوية والانتماء وهذا ما أكده الدستور اللبناني في مادته الأولى، ولذلك فإن موقع لبنان الصحيح والصحي هو مع العروبة وسط أشقائه وليس ورقة في صراع أي محور أجنبي، مشيرا إلى أن تاريخ لبنان الحديث يدل أن كل أزماته لم تحل إلا بتوافق وطني مع المحيط العربي.
و أضاف "الرز" إن عودة العلاقات الطبيعية بين لبنان ومحيطه العربي تؤكد أن أي حزب أو جهة أو تنظيم لبناني مسيء إلى الأخوة العرب، إنما يعبر عن نفسه ولا يمثل كل اللبنانيين المعروفين باصالة انتمائهم إلى أمتهم، فاصول معظم اللبنانيين تعود إلى جذور عربية عاربة.
- طبيعة الظروف التي يمر بها الإقليم تستوجب تضامنا عربيا متكاملا
وشدد الكاتب اللبناني على أن عودة العلاقات اللبنانية العربية في هذا التوقيت يحمل مؤشرا إلى عدة أمور، أولها أن طبيعة الظروف التي يمر بها الإقليم في هذه المرحلة باتت تستوجب تضامنا عربيا متكاملا يستطيع مواجهة المتغيرات والتحديات التي يشهدها العالم، وكلنا شاهدنا كيف تحرك الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عدة أشهر لتحقيق هذا التضامن العربي الذي كانت الجزائر أبرز المستجيبين له.
وأضاف"كما شاهدنا تشكيل وفد عربي يحمل رؤية مشتركة توجه إلى روسيا والتقى قادتها ومن بعدهم قادة أوكرانيا، على أن يستكمل التحرك دوليا، كما لاحظنا الموقف الخليجي السيادي تجاه طلبات أمريكا والغرب وهو يعبر عن استقلالية واضحة".
وأشار محمد سعيد الرز إلى أنه إذا أضفنا إلى ذلك كله وصول المفاوضات الأمريكية ومجموعة الـ 6 مع إيران إلى خواتيمها، فهذا كله يوضح التوجه الآن بأننا مقبلون على تضامن عربي يرتكز إلى المصلحة القومية العربية أولا، وهناك من يطالب الآن بأن تعيد قمة الجزائر المقبلة أوائل أكتوبر الالتزام بمقررات قمة شرم الشيخ عام 2015 وخاصة منها تشكيل القوة العربية المشتركة وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وتحقيق التكامل الاقتصادي .
وشدد "على أن لبنان لن يكون خارج دائرة وآثار هذه المتغيرات ومن هنا نفهم حدوث هذا التطور الدراماتيكي الإيجابي في علاقاته العربية بعدما تعهدت حكومته بقبول الورقة الكويتية وبمنع تحويل لبنان إلى مقر او ممر للاعتداء على أشقائه العرب.
- لا خيار أمام لبنان إلا الاصطفاف إلى جانب إخوانه العرب والخليجيين
وأكد السياسي اللبناني أنه لا خيار أمام لبنان إلا الاصطفاف إلى جانب إخوانه العرب والخليجيين، فقد مضت عليه ثلاث سنوات وهو، مع شعبه، يتخبط بين الأزمات ويعاني من الانهيار والتجويع ولم نسمع عن مشروع أمريكي او أوروبي فعلي لإخراج لبنان من أزماته، وإنما سمعنا عن مشاريع عربية فالقاهرة قدمت مشروع الغاز والأردن مشروع النفط لحل قضية الكهرباء المزمنة، والكويت تعهدت وعملت على دعم قضية التعليم الشائكة والسعودية تحدثت عن مساعدة المنكوبين اللبنانيين وكانت المساعدات المصرية فاقت كل ما عداها لدعم ضحايا انفجار مرفأ بيروت ولمساعدة الجيش اللبناني.
وأوضح "الرز" أن الورقة الكويتية الخليجية المشتركة مثلت بابا واسعا لحل الأزمة السياسية في لبنان وخاصة البند المتعلق بتنفيذ اتفاق الطائف للوفاق الوطني بحذافيره، وكل ذلك يؤكد أنه لا مصلحة ولا حل للبنان إلا مع محيطه العربي الطبيعي مشيرا إلى أن الحل العربي للبنان يضمن خروجه من الأزمة بكل طوائفه ومناطقه بينما الحلول الأخرى كانت تحمل مصالح دولها أكثر من المصلحة الوطنية اللبنانية العامة.
وقال الكاتب اللبناني إن الموقف الخليجي الذي صدر سابقا بمقاطعة لبنان كانت تتمحور أسبابه حول إمساك التيار الإيراني بمقاليد المعادلة السياسية اللبنانية حسبما ورد على لسان أكثر من مسؤول خليجي، وأن هذا التيار عمل على أن يكون لبنان منصة للعداء ضد السعودية ولتصدير الممنوعات إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لكن هذه النظرة تعدلت بعد تعهد الحكومة اللبنانية بتنفيذ الورقة الكويتية وبعد تأكيد معظم اللبنانيين عل انتمائهم العربي وبعد حصول المتغيرات الدولية.
وأوضح الرز أنه يبقى على دول الخليج العربي التي قدمت للبنان مساعدات بعشرات المليارات خلال الـ 30 سنة الماضية أن تسأل عن مصير هذه المساعدات وأن تسأل المعنيين في الحكم اللبناني عن سبب انقلاب الطبقة الحاكمة على اتفاق الطائف وبالتالي أن تكون مساعداتها للبنان مدروسة وتحت إشرافها المباشر وبأيد أمينة، حتى لا يتكرر أسلوب الهدر السابق الذي دخل في أرصدة أفراد الطبقة الفاسدة وحرم منه الشعب اللبناني بأسره.