صلاح عنانى: استلهمت «عالم نجيب محفوظ» من حكايات والدىّ
صلاح عنانى.. فنان تشكيلى صاحب مدرسة خاصة فى تجسيد السمات الشعبوية فى المجتمع المصرى بطريقة جاذبة وعميقة رغم بساطتها، وعندما حصل الأديب العالمى نجيب محفوظ على جائزة نوبل، عام ١٩٨٨، احتفى به «عنانى» برسم لوحة مدهشة تحمل اسم «عالم نجيب محفوظ».
وتتميز اللوحة باحتوائها على أغلب عناصر الحارة المصرية القديمة، فى تجسيد متقن للأزياء وشكل المعمار والألوان، ويظهر فيها أيضًا الأديب العالمى جالسًا على كرسى مقهى وهو يحتسى الشاى وتحتوى اللوحة بشكل عام على أنماط تشكيلية زاهية وراقية.
يقول «عنانى»، لـ«الدستور»: «اللوحة انتشرت فى العالم كله، بأكثر من ١٠٠ ألف نسخة، وتوزعت داخل أقسام اللغة العربية فى أغلب الجامعات، ورأيت هذا بنفسى أثناء سفرى خارج مصر».
ويحكى أن الصحف السويدية احتفت بحصول «محفوظ» على جائزة نوبل فى الآداب، عبر تصدير لوحته على الصفحات الرئيسية، موضحًا: «شفت اللوحة فى الصحف، وجنبها خبر صغير عن معرض فنى للعبقرى بيكاسو، ووقتها كتبوا أنها المرة الأولى التى يحتفى فيها شعب بحصول كاتب على نوبل بعمل فنى رفيع المستوى».
وفيما علّق نجيب محفوظ على اللوحة، قائلًا: «الفنان الذى رسمها تمكن من قراءة كل أعمالى وتفهمها بشكل دقيق»، كان لـ«عنانى» رأى آخر، قائلا: «غير صحيح، فقد سبق وأن تشبعت بعالم الحارة وشخوصها من حكايات والدىّ».
ويقول: «مجلة المجلة كانت عاوزة تصورنى مع أديب نوبل بجوار اللوحة، وكأننى نجيب محفوظ اللوحة، فاعترضت وقلت لهم: (لأ، أنا أبويا وأمى حكولى حكايات أخطر مما قرأته فى أعمال نجيب محفوظ)».