رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطوة بخطوة.. ملخص كتاب «الطريق للنجاح» لـ إبراهيم الفقي

الطريق للنجاح
الطريق للنجاح

 

يوضّح الكاتب إبراهيم الفقي من خلال كتاب «الطريق إلى النجاح» عدة نقاط تقود إلى التفوق، مؤكدا أنّه على الإنسان أمتلاك بعض العناصر المهمة التي تساعده في تحقيق النجاح المنشود بالحياة، كالمواهب، والقدرات الإيجابيّة، وغيرها من الأمور.

"الدستور" تستعرض أهم ما ورد بالكتاب:-

أولاً: نجاحك ظلٌ لإدراككَ وعزيمتكَ

إنّ أكثرنا يتبرّم بالظروف التي تحيط بهِ، وقد يُضاعف ما فيها من نقص وحرمان ونكد، مع أنّ المتاعب والآلام هي التربة التي تنبت فيها بذور الرجولة، وما تفتقت مواهب العظماء إلّا من وسط ركام المشقات والجهود.

  1. السعادة مطلب إنساني:

هناك حقيقة هامة مغروسة في طبيعة كل إنسان وهي أنّهُ لكي يرجو السعادة لنفسهِ، يجب أن يكون ناجحاً عملياً، ناجحاً اجتماعياً ومادياً، يُحب أن يكون صاحب أسرة تعيش حياة هادئة، تُظلّلها مشاعر المودة والرحمة.

 

فهل حقق كل واحد منّا ما يرجو لنفسهِ من هذا كلّهِ. ليسأل كل واحد نفسه: هل أنت سعيد؟ هل أنت ميسور مادياً؟ وفق كل هذا هل أنت متزن روحانياً؟ فليس كل ناجح في عملهِ متزناً روحياً، نعم فقد يكون الإنسان ناجحاً لكنهُ غير متزن، روحه بائسة، مزاجه مضطرب، والقليل من الناجحين من يجمعون بين النجاح وسمو الروح.

 

هل يستقيم الظل والعودُ الأعوج؟

من المُمكن أن يعمل الإنسان طوال عمرهِ، ويبتكر ويُضاعف الجهد، ويُحقق أهدافاً كثيرة، ولكن يبقى أمامهُ ما يجعلهُ يشعر بالنقص، وأنّ لهُ هدفاً لم يُحققهُ.

 

أذكر في إحدى الدورات سألت الحاضرين سؤالاً: من يُريد منكم دخول الجنة؟ فأجاب الجميع برغبتهم في دخولها.. فسألتهم ثانية: فما الذي قدمه كل منكم لدخول الجنّة؟ أو ما الذي فعلهُ كل منكم ليكون ناجحاً في حياتهِ؟

 

وهنا سمعت أجابات عجيبة تحمل أعذاراً واهية، بعضهم يُلقي اللوم على أبويه أو أسرته، وبعضهم على أحوال إقتصادية واجتماعيّة لا تشجع على التفكير والإبداع، وغيرها من الأعذار التي يظل الإنسان يُردّدها ويكرّر التعليق عليها، حتّى يُصدّقها وتصبح جزءاً من اعتقادهِ، وتؤثرُ في سلوكه بشكلٍ تلقائي.

 

فكيف ينجح إنسان اعتقد في داخلهِ أنّهُ عاجز عن النجاح؟ كيف ينهض إنسان يرى أنّ كل ما يُحيط بهِ يقف ضدهُ، فتخيّل إنسان بداخلهِ كل هذهِ المشاعر من البؤس والعجز، من أين يأتيه النجاح والإتزان الروحي.

 

  1. أضف إلى عمرك أعمال الآخرين:

وأقصدُ من ذلك أنّهُ عليك أن تستفيد من تجارب الآخرين وخبراتهم بالقراءة، وسعة الإطلاع بالإحتكاك المباشر مع أناسٍ سعوا للنجاح وظنوا أنّهم وصلوا إليهِ.

ثانياً: نفسُك جنّتكَ أو نارك

اعلم عزيزي القارئ أنّ مصدر قوتك الدائمة وسر توهجك المستمر هو التوكّل على الله، هو مصدر قوتك وسر سعادتك، إنّ نقطة الماء في المحيط لها وجود وكيان وقوة، فإذا خرجت منهُ تبخرت في لحظة وتلاشت.

 

  1. من الآن من فَوْرِكَ:

اتخذ قراراً قاطعاً لا رجعة فيهِ، ولا يتطرّق إليك ضعف، أنّك ستنجح مثل غيرك، بل إنّك ستأتي بما لم يأت بهِ واحد منهم، ولا تعبأ بالمثبطين الذين يخوفونك بكثرة السكاكين في الطريق معك ويقولون لك: أين ستذهب بين هؤلاء؟

لقد أردت يوماً أن ألعب تنس الطاولة وأتفوق فيهِ، فقال لي البعض: هناك أكثر من ألفي لاعب يُجيد هذهِ اللعبة، فأين ستذهب بينهم؟ فقررت قراراً قاطعاً أن أنجح في هذهِ اللعبة، وكنت أتدرب كل يوم 6 ساعات حتّى أصبحتُ بطل مصر في هذه اللعبة، ثُمّ بعد ذلك مثلتُ مصر في بطولة العالم، فتعلمت ألّا ألتفت لأقوال المُثبطين.

  1. قُدرتك لا حدود لها

ليس الفقر في الإنسان هو فقر المواهب أو الأرزاق، إنّمت هو فقر العزيمة والأخلاق، فقر الإيمان، فقر الإرادة، أمّا القدرات التي أعطاها الله لك فلا حدود لها، ولا يوجد أمامها ما يُسمى بالمستحيل.

 

إنّ الأمور لا تتعقد بذاتها إنّما تتعقّد بطبيعتنا نحنُ، من داخل الإنسان يخرج التفاؤل أو الإكتئاب.

 

  1. قوتك الثلاثيّة:

وقوتك الثلاثيّة هذهِ تتمثل في:

الإلتزام: أن تعرف غايتك والوسيلة إليها.

الإنضباط: أن تبدأ في التنفيذ وتستمر في السير في طريقك الذي رسمتهُ.

الإصرار: أن تتخطى العقبات وتغالبها مُصَرّاً على الوصول إلى هدفك، ولا تجعل أي عقبة توقف استمرار خطواتك.

ثالثاً: الإدراك والتغيير 

الصبر والرجاء هما عدة اليوم والغد، يتحمّل المرء في ظلهما المصائب الفادحة فلا يذبل، بل يظل محصناً من نواحيهِ كلها، عالياً على الأحداث والفتن، لأنّهُ مؤمن والمؤمن لا يضرع إلّا لله.

1- تعلّم من النملة والعنكبوت:

كنت في إحدى المرات أجلس في حديقتي الصغيرة ووجدت نملة تمشي وتحمل شيئاً أكبر منها، فجلستُ قرب النملة وبدأت أسد عليها طريقها فلم تتحطّم النملة بل بدأت تشق طريقاً آخر، فسددت عليها الطريق الآخر فَوَجَدَت طريقاً ثالثاً، فسددت الطريق الثالث فوجدت طريقاً آخر.

ومن هنا ألفت كتاباً أسميتهُ قانون النمل، لِمَا وَجَدْتُ في النمل من التزام بالطريق وعدم يأس من المواقف المتتاليّة، وإصرار عجيب على الإنضباط وحل المشاكل، وكذلك العنكبوت فهو عندما تهدم بيتهُ لأول مرة هل يشعر بالإحباط واليأس ويترك الدنيا ويذهب ليشتكي إلى يائسين من العناكب الأخرى؟ أبداً، فهو يبدأ في التو واللحظة في بناء بيت جديد فإذا هَدَدْتَهُ مرة أخرى فهو يبنيهِ، وهكذا تستمر الحياة ولا يأس فيها ولا إحباط، بل عمل متواصل وجد ونشاط.

 

2-أيقظ قواك الكامنة

نجد أن التفكير يؤثرُ على ذهنك وجسمك وأحاسيسك ولا يحتاج إلى زمان أو مكان، ونجد أنّ المفكّر هو سبب الفكرة، والفكرة هي السبب في التفكير، والتفكير هو السبب في التركيز، والتركيز هو السبب في الأحاسيس، والأحاسيس هي السبب في السلوك، والسلوك هو السبب في النتائج، والنتائج هي السبب في الواقع الذي تعيشهُ.

رابعاً: الإدراك والمفهوم الذاتي

الحياة اللاواعيّة هي أن يعيش الإنسان منعدم الوعي صحياً وروحانياً وشخصياً، لا يقرأ، لا يستفيد من الآخرين، لا جديد في حياتهِ، لا يتقدم إلى الأمام، يفقد صداقة الآخرين، لا يتصل بأحد ولا يهتم بأحد، فليُحاول كل منّا أن يعرف شخصيتهُ وأن يُدرك سماتهُ ليستطيع أن يُحسّن من وضعه.

1. الإدراك السلبي:

وهو أن تدرك أنّ هناك شيئاً سلبياً في حياتك ولا تحاول تغييره، مثلاً أن تدرك أنّ التدخين ضار جداً بالصحة، ويُمثل خطورة على كيان الإنسان وماله، ومع ذلك فأنت لا تحاول أن تخطط للإقلاع عنهُ، والنتيجة للإدارك السلبي أنّك تُقْبِل أكثر على الأشياء الضّارة، وترضى بالأمور التي تؤخر عنك كل خير، من كسل أوفتور أو غير ذلك من العادات السلبية، وذلك لأنّ المخ يعمل ويُفكّر دائماً فيما يُريد الإنسان، فليس هناك إنسان فاشل، إنّما هناك إنسان يُفكّر في الفشل، كما أنّ الناجح هو الذي يُفكّر دائماً في النجاح.

 

 

2-الإدراك الإيجابي

من الإدراك الإيجابي أن تشعر أنّ أبناءك هدية من الله سبحانهُ وتعالى فتُحسن معهم المعاملة والتربيّة، تعاملهم بغير عنف، ومن الإدراك الإيجابي أن تعلم أنّ هناك أمراً سلبياً في حياتك فتحاول أن تزيلهُ وتحوّلهُ إلى إيجابي.

والذي يُدرك أنّ التدخين يهدم الكيان البشري ويؤذي الآخرين، ويُفسد الهواء، وفوق ذلك هو حرام، فيعزم على تركهِ سينجح في نهاية الأمر، وإن كان فيهِ مشقة في أوّلهِ، ولا يحتاج الأمر إلّا إلى عزيمة وتوكّل على الله سبحانهُ وتعالى.

 

3. الإدراك والسلوك:

هناك نوعان من الإدراك يُوجّهان سلوك الإنسان، وهما:

الإدراك الدّاخلي: يبدأ الإنسان يُفكر في شيئ ما، ثُمّ يتسع التفكير وينمو الإدراك بذلك الشيئ ويزداد التركيز ونشاط العقل الباطن، فإذا فكّر الإنسان في تعاستهِ، سيُلغي العقل الباطن كل إحساس بالسعادة، والعكس صحيح. والمطلوب منك أن تدرك كل ما يدور بداخلك، فإذا وجدت نفسك تفكر تفكيراً سلبياً، فعليك أن توقف هذا التفكير من فورك وتُحسّن من موقفك وطريقة تفكيرك.

الإدراك الخارجي: وهو أن تدرك المحيط بك من حولك، تدرك سلوكيات الناس ومشاعرهم، حركة الليل والنهار، مع شروق الشمس وغروبها، ألوان الطير وروعة الخالق خلال ذلك كله، تدرك المحتاجين وتمدّ لهم يد المساعدة والعون قدر استطاعتك.