الرافدين تُصدر رواية «مكان اسمه كيمت» لـ نجم والي
صدرت حديثًا عن دار الرافدين للنشر والتوزيع٬ طبعة جديدة من رواية "مكان اسمه كميت" للروائي العراقي نجم والي٬ وتقع الرواية في 184 صفحة من القطع الوسط. وهي ثالث عمل من الأعمال الكاملة التي تصدر عن دار الرافدين للكاتب. وقد ترجمت الرواية إلى اللغة الفرنسية والسويدية.
تدور أحداث الرواية على مشارف الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في سبتمبر 1980، يترك صالح سلطان، مدرس الثانوية والشاعر، بغداد وزواجه السابق الفاشل مع حامدة (شيوعية سابقة ومقدمة برامج في التليفزيون وبعثية الآن) في محاولة منه لتجنب التعرض للاعتقال. كان كله أمل بالشروع بتأسيس حياة جديدة في المدينة الصغيرة كميت القريبة من مدينة العمارة في جنوب العراق، قراره بالانتقال للتدريس هنالك، هو أيضًا أحد أشكال الحنين للطفولة والسكن عند جدته ماتنراد التي كانت لا تزال تعيش في البلدة الصغيرة، وتكسب قوت حياتها من خياطة العباءات.
أيضًا لم ينتم صالح إلى حزب البعث، رغم أنه أُجبر على توقيع ورقة تعهد بعدم التدخل بالسياسة، وكان كله تصميم بتجنب المشاكل في تلك الناحية النائية. لكن ما لم يعرفه صالح، أن كميت لم تعد ذلك المكان الصغير الشبيه بالجنة كما تخيله ذات يوم، بدلًا من ذلك تحولت الناحية الصغيرة إلى دولة بوليسية صغيرة على يد عصام ماهود، والذي هو بمثابة ديكتاتور "صغير".
وعندما يقع صالح الذي يبدو أكبر من عمره الحقيقي (30 عامًا) في حب التلميذة ماجدة (فتاة جميلة في التاسعة عشرة من عمرها، والتي كان أخوها شيوعيًا هاربًا)، تلوح إشارات الخطر في الجو. ولسوء حظ صالح، كانت عينا عصام ماهود قد وقعتا أيضًا على ماجدة والتي كان عليها الاختيار: بين علاقتها العاطفية مع المدرس المتمرد أصلًا وبين رغبتها بحماية عائلتها عن طريق الموافقة على الزواج من عصام ماهود. ماجدة منجذبة للطرفين– لصالح الإنسان المجروح، الرقيق، الأديب الميلانكوليكي، ولعصام ليس بسبب سلطته وقوة إرادته، إنما لأنه يشكل لها استفزازًا ممتعًا لاختبار قوة إرادتها وعنادها.
عصام ماهود ورغم سلطته البوليسية، إلا أنه يعاني من مشاكل لها علاقة بعائلته، أولها خوفه رفض أمه له، ناهيك عن شكله الذي لا يخلو من أنوثة.
رواية "مكان اسمه كميت" التي تروي علاقة الحب التراجيدية هذه، والتي كُتبت بين عامي 1987 وعام 1989 وصدرت عام 1997، هي تصوير شفاف للحياة العراقية قبل الاحتلال الأمريكي ورحيل حزب البعث. إنها جزء من مشروع نجم والي في كتابة تاريخ الجحيم العراقي.