أستاذ جراحة يوضح علاقة عملية التحويل المصغر للمعدة بعلاج مرض السكر
قال الدكتور أحمد السبكي أستاذ الجراحة بطب عين شمس، ومؤسس مبادرة مصر بدون سمنة بحلول عام 2030، إن مرض السكر من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا على مستوى العالم العربي، وهو أحد الأمراض التي تصيب الإنسان في جميع مراحل حياته، مشيرا إلى أن الأبحاث العلمية توصلت إلى أنه يمكن الشفاء التام من مرض السكر النوع الثاني، عند إجراء بعض جراحات السمنة حيث لوحظ انخفاض معدل السكر في الدم وصولا للشفاء.
وأوضح الدكتور أحمد السبكي، أن مرض السكر ينقسم إلى نوعين: الأول وراثي ونطلق عليه "سكر الأطفال" وناتج عن عدم فرز الجسم للأنسولين، والنوع الثاني وهو الأكثر انتشارا وينتج عن عدم تفاعل الجسم مع كمية الأنسولين المفرزة، والنوع الأول من السكر، يولد به الطفل أو يصاب به في فترة الطفولة، ولا يمكن علاجه، ولكن يمكن تحسن نسبة السكر في الدم، ويمكن الحصول على علاج مرض السكر من خلال عملية التحويل المصغر للمعدة بدون مضاعفات.
وأشار السبكي، إلى أن عملية التحويل المصغر للمعدة هي إحدى جراحات السمنة والسكر، ويمكنها علاج مرض السكر من النوع الثاني، وتتم عملية التحويل المصغر للمعدة بعزل جزء من المعدة وتصغيرها، وتوصيل المعدة بالأمعاء على بعد معين بين المعدة والأمعاء، وبقطر توصيلة معين، ويتم تحديد حجم المعدة، وطول الأمعاء بين المعدة والأمعاء وقطر التوصيلة حسب حالة المريض، ووزنه ومدى إصابته بمرض السكر.
أما عن علاقة عملية التحويل المصغر للمعدة بعلاج مرض السكر، قال السبكي، إنه في بداية جراحات السمنة والسكر لاحظ الأطباء انضباط معدل السكر في الدم بعد إجراء عملية التحويل المصغر مباشرة وقبل النزول في الوزن، وعند البحث وُجد أن 95% من مرضى السكر يكون البنكرياس لديه نسبة من النشاط، وبعد إجراء العملية يتم تنشيط البنكرياس أضعاف مضاعفة، فاستمر البحث للحصول على سبب نشاط البنكرياس بعد إجراء عملية التحويل المصغر، حتى تم التوصل إلى أن المعدة بها بعض الهرمونات التي تعمل على تحفيز البنكرياس، وبعض الهرمونات الأخرى التي تعمل على تثبيط البنكرياس.
تابع الدكتور أحمد السبكي، أنه عند إجراء عملية التحويل المصغر للمعدة يتم إزالة الجزء المحتوي على الهرمون المثبط للبنكرياس، والبقاء على الجزء المحتوي على الهرمون المحفز للبنكرياس، مما يجعل البنكرياس نشطا ويتم انضباط نسبة السكر في الدم وعودته إلى النسبة الطبيعية وهي ما بين 80 و 120، وهذا ما يجعل عملية التحويل المصغر للمعدة علاج مرض السكر.
وأوضح الدكتور السبكي، أن أنسب وقت لإجراء عملية للأطفال المصابون بالسكر في سن أقل من 14 سنة لما فيه من خطورة وبعض المضاعفات، مشيرا إلى أن نسبة الشفاء من مرض السكر من النوع الثاني يمكن أن تصل إلى 100%، وأما أصحاب السكر من النوع الأول بعد إجراء عملية التحويل المصغر للمعدة لعلاج مرض السكر، يتم تحسين نسبة السكر في الدم بحيث تصل إلى 75%، ولا يمكن وصولها إلى نسبة 100%؛ لأن السبب في السكر من النوع الأول هو السكر الوراثي، وعملية التحويل المصغر للمعدة لعلاج مرض السكر في الماضي كان لا يمكن إجراؤها إلا لأصحاب السمنة المفرطة، ولكن الآن أصبح يمكن إجراؤها لأصحاب السمنة البسيطة، والمتوسطة، والمفرطة، وتعتمد نسبة النجاح في علاج مرض السكر على فترة الإصابة بمرض السكر، ومدى تناول المريض للأنسولين، حيث تحقق العملية نجاحا إذا ما كانت فترة العلاج بالأنسولين أقل من 20 عاما.