"عشقت المطر والرياح".. إبراهيم ناجي يتحدث عن منابع تجربته الرومانسية
يشهد نهاية شهر ديسمبر وبالتحديد يوم 31، ميلاد الشاعر إبراهيم ناجي فهو من مواليد 1898، ورحل عن عالمنا مارس عام 1953، فكان شاعرًا ومؤلف ومترجم وطبيب مصري.
ويعد إبراهيم ناجي من أشهر الشعراء المصريين في القرن العشرين، وقد ترك بصمة واضحة في الأدب العربي، حيث بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة، وتأثر في بداياته بالشعراء الرومانسيين وخاصة بالشعراء الغربيين، مثل شارلز ديكنز.
تميز شعر ناجي بالرومانسية والعاطفة الشديدة، وتناول موضوعات الحب والهجر والفقد والوحدة، كما كان ناجي شاعرًا غنائيًّا، وقد غنت أم كلثوم العديد من قصائده، منها "الأطلال".
إبراهيم ناجي يتحدث عن تجربته الرومانسية
وفي كتاب " ديواني إبراهيم ناجي" من تأليف إبراهيم ناجي، فجاء في مقدمة الكتاب:" أما إبراهيم ناجي فيتحدث عن منابع تجربته الرومانسية فيقول كنت طفلًا كثيًرا التفكير وأصغى إلى صوت المطر، وإلى عصف الرياح، فأطيل الإصغاء، وأدمن التأمل وابني في خاطري لنفسي قصة من قطرات المطر وعصف الرياح، وما أزال أمعن في تخيل القصة وسبكها حتى يغلبني النعاس.
وتابع:" قد كنا نسكن شبرا فكانت منذ 30 سنة بساطًا أخضر شعريًا بديعًا تتوسطه ساقية وعلى حوافه شجرات جميز وتوت، فكنت أمضي إلى تلك المروج اقرأ رواية "دافيد كوبر فليد" للكاتب الإنجليزي شارلز ديكنز، فما زلت به حتى قرأته مثنى وثلاث ورباع، وما زال بي حتى خلق مني أديبًا شاعرًا ولذلك ليس غريبًا أن تمتزج ذاته بالساقية والعشب والشجر والسكون في البيئة حوله".
هجوم العقاد وطه حسين على إبراهيم ناجي
وبمناسبة ذكرى ميلاده، فقد جاء في كتاب " أروع ما كتب إبراهيم ناجي" للكاتب محمد ثابت، قال:" نهل الشاعر إبراهيم ناجي من معين الثقافة العربية القديمة، وأحبها وأخذ بدواوين المتنبي، ابن الرومي، أبي نواس، وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما تأثر في نفس الوقت بالثقافة الغربية فقرأ لـ بولدير، شيلي، بيرون، وآخرين من رواد الرومانسية في الشعر الغربي.
وأكمل:" في بداية إبراهيم ناجي الشعرية واجه نقدًا عنيفًا عند صدور ديوانه الأول من الكاتبين الكبيرين عباس العقاد وطه حسين معًا، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو، وعداء كل من الكاتبين الكبيرين لها".
سبب الإصابة بمرض السكري
والصدمة التي تسببت للشاعر إبراهيم ناجي في مرض السكري، حين وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن، وهناك صدمته سيارة عابرة فنقل ألى مستشفى "سان جورج" ليقضى بها فترة من الزمن.
وقد آلمه موقف العقاد وطه حسين منه بهذا الشكل لفترة طويلة، وبقي منه في نفسه أثرًا كبيرًا توازي مع إصابته المبكرة بمرض السكري حيث توفي في 24 مارس 1953.
50 قصة قصيرة
وبعد رحيل ناجي، تناولت العديد من الأقلام سيرته ومسيرته في عالم الأدب، فقد أحصى أحد الباحثين عندما تناول قصة حياته، أن له 50 قصة نشرت خلال المدة الواقعة ما بين عامي 1933 إلى 1953، هذا إلى جانب مؤلفات أخرى في مجالات متعدده كعلم النفس وعلم الاجتماع.
وكان لناجي مجموعة من الدواوين وكذلك العديد من المؤلفات الأدبية، ومن هذه الدواوين: وراء الغمام، ليالي القاهرة، في معبد الليل، الطائر الجريح بيروت، وغيرها.
اقرأ ايضًا:
«لم أحبه وبادلته الشعر».. كواليس علاقة زوزو حمدي الحكيم مع إبراهيم ناجي