إسلام أنور بمناقشة "العالم في ظهري": البيئة الداعمة لمريض الاكتئاب تساعده في العلاج
سلط الكاتب الصحفي إسلام أنور الضوء على أهمية البيئة الداعمة لمريض الاكتئاب، ودورها المؤثر في التعافي، وذلك خلال مناقشة كتاب "العالم في ظهري" لتوماس ميلا، في معهد جوته بالقاهرة.
وأضاف إسلام أنور، أنه خلال طرحه لمجموعة من الأسئلة لعدد من أطباء الصحة النفسية، جاءته إحدى الإجابات من المتخصصين أن الأطباء يستخدمون الدواء لتنظيم كيمياء المخ، حينما يكون المريض لا يستطيع أن يكون في بيئة داعمة.
الفن كان مساحة لتعافي توماس ميلا من المشكلات النفسية
وأوضح إسلام أنور، أن توماس ميلا نشأ يحب الكتابة وهي ما ساعدته لاحقا في العلاج النفسي، كما تأثرت طفولته بعدة مشكلات نفسية بسبب انفصال والديه، وهو ما أثر على حياته بشكل كبير، والفن كان مساحة للتعافي له.
أهمية التعامل مع المرض النفسي بشكل طبيعي دون وصمه
وتحدث "أنور" عن أهمية التعامل مع المرض النفسي بشكل طبيعي، دون وصمه أو الضغط عليه في أمور متعددة، مشيرًا إلى أنه في الماضي كان البعض يستخدم الكهرباء في علاج المرضى النفسيين، وهو ما ترفضه الإنسانية، حتى تم منع هذه السلوكيات بل وتجريمها.
وأضاف أنه خلال عملية البحث والقراءة العميقة التي أجراها الكاتب عن اضطراب ثنائي القطب، قرر في فترة من حياته التوقف عن الأدوية بعض الوقت لأنه وجد إنها معطلة له ولحياته.
ورفض إسلام أنور، فكرة بعض الكُتاب الذين يدعوّن “المعاناة” للترويج لكتاباتهم، ولصقهم للإبداع بالمعاناة.
رواية العالم في ظهري
ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، يعرض كل قسم نوبة من نوبات الهوس الاكتئابي أو نوبة من نوبات الشخصية ثنائية القطب، يظهر أمامنا في وضوح مؤلم كم الأوهام التي تسيطر على المريض، وكم الشعور بأنه ملاحق من الجميع، وكيف أن يشعر بشكل دائم أنه ضحية لمؤامرة ما.
ولا يريد الكاتب أن يجعل المرض سببًا لكل تصرفاته، ولكنه يريد أن يكشف عن أدق مكنون نفسه الممزقة، أن يظهر لنا العالم من وجهة نظره، فنرى من خلال عينيه كم هو مرعب وغير محتمل.
ويعرض لنا الكتاب كيف يمشي المريض في الشوارع وهو يرى في كل شيء إشارة أو علامة، يرى في تصرفات الناس البسيطة تآمرًا أو سخرية أو عدوانية، ويفترض دائمًا أنه محور الشائعات والحديث. إنه عالم مخيف ذلك الذي يراه المريض بالهوس الاكتئابي، لنسأل أنفسنا ونحن نقرأ الكتاب كيف يستطيع تحمله: فالمصحة التي يدخلها يراها سجنًا، والأدوية التي يتناولها تثبط من نشاطه وتصيبه بالبلادة، ولكن بدونها يتصرف تصرفات يندم عليها فيما بعد أو يخجل منها.
ويصور الكاتب كيف دمر سمعته بتصرفاته المجنونة النابعة من المرض، وكيف أنه في كل قراءة أدبية أو مسرحية أو احتفال أو تسلم جائزة ما، يقوم بفعل جنوني، يستعدي الناس أو يبعدهم عنه.