رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشباب المستهتر.. مدمن الحشيش


حادثة تبجح بعض الشباب المخنث على رموز من أشرف شباب مصر وحماة أمنها الداخلى وحدودها المترامية الأطراف فى الشرق والغرب والجنوب والشمال، من جنود الشرطة والجيش تعد جريمة لا تتعلق بشرف الوطن فحسب، بل ترجع أيضا للتنشئة الأسرية الخاطئة، ويعرف هؤلاء الشباب بمظاهرهم الخارجية، فشعرهم غجرى منكوش وسراويلهم المشرشرة عند الركبة تضيقعلى سيقانهم، وقمصانهم ضيقة على صدورهم ومفتوحة حتى منتصف صدورهم، قد تكون فاقعة اللون أو كالحة، أما الظاهرة الواضحة والعامة لمعظم الحماة الشرفاء، فهى البراءة والفقر الشديد، والابتسامة المشرقة على وجوههم السمراء المضيئة بنور قلوبهم.

فرغم الظروف البيئية القاسية والتى تحيط بهم، ورغم هذا الفقر المادى فإنهم يتمتعون بثراء وطنى، فعقيدتهم الدفاع عن الوطن وأهله بكل مايملكون من شجاعة وتضحية بالروح والدم لا يطمعون فى شىء، وقطعا فإن الفئة الباغية من الشباب الساخر، ليسوا فى وعيهم، وفقدوا الاحساس بأهمية هؤلاء الشرفاء، وفعلتهم الشنيعة مع شباب لا حول له ولا قوة إلا المحافظة على أمن بلدهم وحدودها تحمل أكثر من معنى وهدف، فلا أستبعد أنها تحمل دوافع خفية أرادها هؤلاء المخنثون، فالسخرية ليست الهدف فحسب، فبجانب انها سخرية من هيبة الدولة فى شخصية حماتها، فلن نمل القول من إن هناك أيادى خفية وراءها. فمصر اليوم فى حرب شرسة باطنة وظاهرة . والعلاج لهؤلاء الشباب وأشباههم من المخنثين، ليس بالمحاكمة والسجن.

فالسجن فى الأغلب ليس تهذيبا واصلاحا لأمثالهم من فاقدى الوطنية، وبعبارة أخرى ليس بالسجن وحدة نصلح الاعوجاج الاخلاقى، بل يجب وضعهم فى مصحة ونعزلهم عن الأغلبية حتى لا تنقل العدوى لهم، ونلقنهم دروس الوطنية والانتماء، بتعميق الفكر التاريخى لجميع مفردات الحضارة المصرية على مر العصور فى كل النواحى من اجتماعية واقتصادية ومعمارية وثقافية وحربية وما يستجد منها، فليس أهم من التاريخ دواء وعلاج ناجع لمثل هذا النوع من شباب المخنسين . وكلمة أخيرة أقولها لهؤلاء الشباب الفاقد الوطنية، ليتهم يفكرون فى خدمة الشباب الصامد فى الدفاع عن وطنهم، وايجاد وسائل وطرق تريحهم فى وقفتهم بالساعات ليل ونهار فى ظل ظروف مناخية قاسية، من حر الصيف القائظ وبرد الشتاء القارس وأمطاره الموحلة.ناهيك عنتراب رياح الخماسين وما قد يسببها من بعض أمراض الحساسية وغيرها. كما لابد من تعريفهم برموز الأمة المصرية من علماء ومكتشفين وزعماء وسياسيين وقادة وعسكريين ومفكرين ومصلحين وفنانين وشعراء ومبدعين، ولا ننكر أن مصر ولادة فقد رصعت صفحات تاريخها الطويل الضارب فى الأعماق وما بعد الأعماق، بالعديد من هذه المصابيح المضيئة التى أنارت الطريق للمصريين المخلصين كى يمارسوا أعمالهم وابداعهم ويخلقوا حضارة لا تضاهيها حضارة فى قدمها وتنوعها العبقرى على سطح الكرة الأرضية.

 عضو اتحاد المؤرخين العرب