رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من "المطرية" إلى "الدرب الأحمر": أمناء الشرطة يشيعون في الأرض فسادًا... "قتل وتحرش وصفع ‏واعتداء" خلال شهر ونص من عام 2016‏

جريدة الدستور

واقعة جديدة تضاف إلى التاريخ الأسود الذي كتبته دولة أمناء الشرطة بدماء المواطنين، بانتهاكات من ‏القتل والاعتداء والتحرش، بعد قيام ثورتين كانت انتهاكات أمناء الشرطة هي الشرارة الأولى لاشعال ‏فتيل الغضب في الشارع المصري، منادين بتطهير الجهاز الأمني الذي بات متهماً في عيون الجميع؛ بسبب ‏تجاوزات المنتسبين إليه.

وآخر الأزمات التي سببها أمناء الشرطة مقتل سائق يدعي محمد عادل وشهرته «عادل دربكة» في الدرب الأحمر على يد ‏أمين شرطة، إثر نشوب مشاجرة بينهما؛ بسبب خلاف على مقابل نقل بضائع، وبعدها تلقى المجني عليه ‏طلقة نارية فى الرأس أدت الى كسر الجمجمة ونزيف بالمخ وتهشم الجزء الخلفى من رأسه بالكامل، ‏أودت بحياته على الفور.‏

الواقعة لم تكن الأولى من نوعها، فقد شهدت الفترة الأخيرة لاسيما مع آواخر العام الماضي وبداية عام ‏‏2016، أكثر من حادث اعتداء لأمناء الشرطة على المواطنين، ينتهي بموت الأخير على يد الأول، ‏وضياع حقه بين اعتذار الداخلية وتأكيدها أنه مجرد "حالة فردية".‏

ولم تكن التجاوزات التي وقعت خلال العام الجاري غائبة عن اعتراف وزارة الداخلية، التي أقرت بوجود ‏‏115 واقعة متورط فيها ضباطها، خلفت وفاة 90 شخصًا داخل أقسامها وسجونها، منذ يونيو حتى الآن‎.‎

وكشف تقرير صدر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، خلال مطلع العام الحالي عن الانتهاكات التي ‏تمارَس ضد المحتجزين في مراكز الاحتجاز، مشيرًا إلى أنه توفى عشرات الموجودين رهن التحقيق في ‏مراكز الاحتجاز وأقسام الشرطة‎.‎

وأوضح التقرير، أن وزارة الداخلية أعلنت أن عدد ضحايا انتهاكات الشرطة تجاه المواطنين في ‏حوادث متفرقة بلغ "٣٦"، إلا أن أرقام جمعيات حقوق الإنسان غير الرسمية رجحت أن الرقم ما بين ٨٠ ‏و٩٨‏‎.‎

‏"الدستور" ترصد في التقرير التالي أبرز انتهاكات وزراة الدخلية تجاه المواطنين خلال عام 2016، الذي ‏لم يمر منه سوى شهر ونصف حتى الآنن ورغم ذلك شهد انتهاكات عديدة.‏

‏"تحرش"
وسبق واقعة مقتل مواطن "الدرب الأحمر" عل يد أمين شرطة، واقعة أخرى بطلها أمين شرطة ‏أيضًا يدعى مدحت هراس، ولكنه تحرش بسيدة في محطة مترو أنفاق المرج أمام المارة والركاب معلنًا ‏عن اسمه ومنصبه وحاملًا سلاحه، متحديًا كرامة المواطنين الموجودين بالمكان.
وقررت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، حجز أمين الشرطة، لحين ورود التحريات الخاصة بالتحقيقات ‏التي باشرتها حول تورطه في هذه الجريمة.‏

‏"خالد أبو دية"

و في 1 يناير، لقى خالد حسام أبودية، 24 عامًا، مصرعه إثر إصابته بطلق ناري من أمين شرطة بكفر ‏الشيخ، فكان القتيل وشقيقه عائدين من مدينة بيلا في طريقهما للحامول، وقبالة قرية إبشان، صادفهما ‏أمين الشرطة يستقل سيارة متجهًا إلى بيلا.‏

ونظرًا للزحام احتكت مرآتا السيارتين، وواصل الضحية وشقيقه السير في اتجاههما للحامول، ولكن أمين ‏الشرطة عاد لهما فحدثت معاتبة بينهما تطورت لمشادة، فأطلق أمين الشرطة النار تجاه محمد فأخفض رأسه ‏لتصيب الطلقة رأس شقيقه خالد، ليلقى مصرعه في الحال.‏

‏"تصفية"

وفي 4 يناير، قام أمين شرطة وضباط بتصفية مواطن يدعى "مجدي لطفي جاد"، أثناء عودته من عمله ‏راكبًا دراجته البخارية؛ حيث قاما بإطلاق الرصاص الحي عليه أمام قرية "عزبة الحلواني" بمركز ‏المنصورة؛ بعد الاشتباه به، ما أرداه قتيلًا على الفور، بينما أصيب زميله خلفه برصاصتين.‏

‏"واقعة المطرية‏‎"‎‏:

في 28 يناير 2016، كانت الواقعة الأكثر جدلًا من قبل الشرطة، حينما جاء إلى مستشفى المطرية أمين ‏شرطة ‏يرتدي ملابس مدنية، ومُصاب بجرح في وجهه، طالبًا من الطبيب المكلف أن يثبت إصابات غير ‏حقيقية ‏بالإضافة إلى الإصابة الموجودة به فعليًا في تقريره النهائي.‏

وعندما رفض الطبيب، أفصح المريض عن شخصيته بأنه أمين شرطة، وأن الطبيب عليه أن يكتب ‏التقرير ‏الذي يرغب فيه، وقام أمين الشرطة بالاعتداء عليه، وكان معه وقتها أحد زملائه شاركه الاعتداء ‏على ‏الطبيب وزميله، واقتادوهما لقسم شرطة المطرية، ولكن المأمور أعادهما إلى المستشفى مرة أخرى‎.‎

‏"صفع فتاة"

وفي يوم 2 فبراير، حدثت واقعة صفع أمين شرطة لسيدة في محطة مترو الخلفاوي؛ بسبب تعطيلها القطار ‏المتجه إلى المنيب لمدة 10 دقائق، وذلك لرفضها ركوب رجل أربعيني مع زوجته وابنه الصغير، حيث ‏أمسكت أبواب العربة، ما أدى إلى عدم استطاعة سائق المترو أن يستكمل الرحلة، فقام أمين الشرطة ‏بصفع الفتاه على وجهها.‏

"البحيرة‎"‎

وفي 6 فبراير، شهدت مستشفى كوم حمادة بالبحيرة، اعتداء أمين شرطة على إحدى ‏الممرضات ‏بالمستشفى عقب مشادات عنيفة بينهما خلال ذهابه لعلاج نجله المصاب بالسخونية، وحينما ‏وصل إلى ‏المستشفى لم يجد أطباء وقامت الممرضة بالاتصال بالطبيب المقيم فلم يستجب لها ولم ينزل من ‏مسكنه ‏لإسعاف الطفل.‏

الأمر دفع أمين الشرطة بتصوير الواقعة والمستشفى خالية تمامًا من الأطباء وكذلك الممرضة وهي ‏تقوم ‏بكتابة التشخيص وروشتة العلاج، وأثناء ذلك قامت الممرضة بتوبيخ أمين الشرطة مما دفعه إلى ‏صفعها ‏على وجهها وخرج بنجله ولم يتلق أي علاج.‏

‏"مستشفى دمياط‏‎"‎‏

وفي 10 فبراير تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو يظهر قيام أمين ‏شرطة ‏بإشهار سلاحه في وجه عدد من أطباء وهو يقف في منتصف صالة الطوارئ بمستشفى دمياط ‏الرئيسي، ‏وتهديدهم بإطلاق الأعيرة النارية عليهم، ويلتف حوله عدد من الموجودين لإثنائه عن التهديد ‏وإشهار ‏السلاح في وجوههم‎. ‎