رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"التوابيت العائمة" تهدد أرواح 25% من أهالي المنيا

جريدة الدستور

التوابيت العائمة هو الأسم الذي أطلقه أهالي محافظة المنيا خاصة أهالي البر الشرقي للنيل حيث توجد الكثير من القري علي المعديات والتي يستخدموها في التنقل إلي البر الغربي للذهاب لأعمالهم وقضاء مصالحهم التوابيت العائمة (المعديات سابقا) والتي تعاني من أنتهاء صلاحيتها وعدم توافر وسائل الأمن والأمان بها إلي جانب أن من يقودها في كثير من الأحيان أطفال لا يتعدون السادسة عشر عاما ويقومون بتحميلها بما يفوق حمولتها الرسمية حصدت أرواح العديد من الأبرياء فالمنيا هي المحافظة التي شهدت أعلي نسبة من كوارث المعديات التي راح ضحيتها الكثير من المواطنين خاصة وأنها من المحافظات التى تعتمد على المعديات واللنشات النيلية كوسيلة نقل رغم خطورتها لأنها من المحافظات الطولية ويمتد نهر النيل بها لمسافة150 كيلو متراً ولا يوجد بها إلا كوبريين أحدهما بمدينة المنيا والآخر بمركز ملوي جنوب المحافظة ولم يتم الإنتهاء حتي الآن من تسليم الكوبري الثالث بمركز بني مزارشمال المحافظة وهو الكوبري الذي يربط شرق المدينة بغربها للحد من كوارث المعديات.

ما يقرب من 25% من سكان المحافظة يعيشون بقرى شرق النيل ولا يجيدون وسيلة تنقلهم إلى البر الغربي وسيلة سوي هذه المعديات المتهالكة والغير مرخصة ولا يتوافر فيها وسائل أمن لمستقليها
وشهدت المحافظة العديد من حوادث وكوارث غرق المواطنين من أعلي المعديات وأرتبطت هذه الكوارث بالأعياد خاصة عام 2007 والذى شهد أكبر حادثتين للمعديات.

حيث شهد مرسي أبوقرقاص علي الجانب الغربي من النيل كارثة غرق 13 من الأهالي سقطوا في النيل اثناء التزاحم والتسابق علي ركوب معدية كانوا في طريقهم لزيارة المقابر بقرية بني حسن بالناحية الشرقية من النيل وذلك في عيد الفطر يوم 14 أكتوبر والثانية يوم 22 ديسمبر رابع أيام عيد الأضحي حين لقي 19 شخصا مصرعهم غرقا عندما سقطت سيارة ميكروباص كانت تقلهم من أعلي معدية عقب تحركها من مرسي الحاج قنديل بمركز دير مواس لعبور النيل الي الناحية القريبة.

وكان الضحايا وهم من عائلة واحدة في طريقهم للعودة الي القاهرة بعد قضاء العيد كما شهدت المنيا و خلال شهر أكتوبرمن عام 2014 سقوط السيارة رقم 41566 نقل المنيا بيضاء اللون والتي سقطت بمجرى النيل أمام مرسى قرية السرارية التابعة لمركز سمالوط وكانت تُقِل عددًا من المواطنين في طريق عودتهم من تشييع جنازة وراح ضحيتها 30 شخص وفى 6 نوفمبر من من نفس العام وقعت حادثة سقوط سيارة محملة بالبلوك الحجري من أعلي معدية أثناء عبور نهر النيل أمام قرية الشراينة بمركز سمالوط أسفرت عن غرق شخص.

الإحصائيات الرسمية تؤكد أن المنيا يوجد بها 197 وحدة نقل نهري تشمل المعديات والمراكب واللنشات علي مستوى مراكزها التسع منها ما هو متوقف عن العمل ومرخص وغير مرخص ويمتلك القطاع الحكومي 33 وحدة نهرية فيما يمتلك الأهالي 167 وحدة تقريبا.

كما يوجد فى مدينة مغاغة لوحدها 42 وحدة نهرية ولنشات ويعتبر مرسي شارونة بمركز مغاغة هو المرسي الرئيسي لمنطقة شمال مدينة المنيا ويخدم مركز الفشن بمحافظة بني سويف بالإضافة إلى أنة يوجد فى كل وحدة محلية بالتسع مراكز إدارة لمعاينة المعديات لكن هذه الإدارات لا تقوم بمعاينة وفحص هذه المعديات والتأكد من أن تراخيصها سارية أو يتوافر بها وسائل الأمن والأمان وهو ما أكدته كثرة الحوادث.

وكان أهالي مركز سمالوط شمال المحافظة قد طالبوا منذ أكثر من 5 سنوات بإنشاء كوبري لربط شرق المدينة بغربها بدلا من استخدام المعديات كثيرة الحوادث إلا أن مطلبهم لم يلقي إستجابة من المسئولين حتى وقعت كارثة سقوط سيارتين من المعديات والتي أعقبت الحادثة الأولى والتى راح ضحيتها 30 شخص غرقوا من أعلي معدية عرب الزينة وقيام أهالي 7 قرى من أهالى الضحايا بقطع الطريقين الصحراوي الشرقي والزراعي ليستجيب المسئولين لمطلبهم.

وعقب الحادثة الثانية والتى راح ضحيتها شخص طالب اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا السابق وزير النقل بالإسراع في تخصيص كوبري علوي على النيل لخدمة مدينة سمالوط نظر لتكرار حوادث المعديات والتي راح ضحيتها عشرات الضحايا مؤكدا إحتياج المركز الشديد لهذا الكوبري لتقليل الحوادث من ناحية وتيسير الحركة المرورية من ناحية أخرى.

كما أعلن المحافظ عن قيام المحافظة بإدراج كوبري سمالوط ضمن خطة التنمية والتي سيتم عرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن متطلبات المحافظة لشبكات الطرق والبنية الأساسية والتي تتضمن إنشاء كباري على النيل بكل من مركز سمالوط وجنوب مركز المنيا ومركز ديرمواس.

وأشار إلى أن تخصيص كوبري جديد لمدينة سمالوط سيخلق نوع من التنمية الشاملة في المحافظة عامة ولمدينة سمالوط بشكل خاص بسبب وجود العديد من المصانع مثل مصانع الاسمنت والحديد والصلب والمصانع المحجرية مما سيسهل المرور منها وإليها لفتح المزيد من فرص العمل والاستثمار في المنطقة كما سيساهم الكوبري في جذب المزيد من السائحين للمحافظة حيث يوجد المزار السياحي بمنطقة جبل الطير (كنيسة السيدة العذراء) كما سيعمل على نقل الكثافة السكانية من مدينة سمالوط إلى مناطق أخرى بقرى الظهير الصحراوي الشرقي إلى جانب مساهمة الكوبري في نقل الورش الصناعية داخل المدينة إلى خارج الكتلة السكنية بقرى الصحراوي الشرقي.

كما أصدر المحافظ السابق عدد من القرارات التي كانت بمثابة أعتراف ضمني بوجود تقصير وإهمال من المسئولين من هذه القرارات تشكيل لجنة من الهيئة العامة للنقل النهري وشرطة البيئة والمسطحات المائية ومسئولي المحليات للمرور على كافة المعديات حكومي / أهلي للتأكد من غلق البوابات وإتباع كافة الإجراءات الوقائية مع إيقاف أي معدية لم يقم مالكها بتنفيذ هذة الإجراءات كما تم توجية رؤساء الوحدات المحلية بمراجعة أطقم تشغيل تلك المعديات وضرورة تلقيهم دورات تدريبية وتوقيع الفحص الطبي على أن يتم أختيار ثلاثة أطقم بكل مركز وعلى رئيس الوحدة المحلية عدم السماح لأي معدية تعمل على أي خط ملاحي تابع للوحدات المحلية إلا بعد تحديد مركزها القانوني من حيث موقعه من التشغيل على هذا الخط.

كما اتخذ المحافظ السابق مجموعة من الإجراءات لضمان توافر اشتراطات الأمن والسلامة منها عمل بوابات حديدية بسمك ملائم بمفصلات يتم غلقها بعد دخول السيارات إلى المعدية على كل من المدخل والمخرج وتكون بالداخل بعد المزلقان لحماية أى عربات من الانزلاق من على ظهر المعدية أثناء الإبحار أو عند بدء التحرك أو عند الرسو والتنبيه على قائدي السيارات بأهمية تثبيت السيارة جيداً خلال تواجدها على ظهر المعدية أثناء التحرك باستخدام فرامل اليد وناقل الحركة "الفتيس" معاً مع التنبيه على ملاك ومسئولي تشغيل العبارات بضرورة إنزال الركاب من السيارة أثناء تواجدها على ظهر المعدية مع التأكد من تشغيل البوابات ورفعها قبل الإبحار وإغلاق الصدادات الخشبية إلي جانب وضع تعليمات في مكان واضح بكل معدية تشمل على العدد المقرر للمعدية من المواطنين والسيارات والأمتعة التعريفة المقررة مع ضرورة تشغيل الإنارة بالمعديات ليلا .

كما قرر تشكيل لجنة برئاسة سكرتير عام المحافظة وعضوية الشئون المالية والشئون القانونية ومديريات الإسكان والطرق والنقل النهري بالوحدة المحلية لمركز ومدينة المنيا بمراجعة مقابل الانتفاع لاستغلال البرور طبقاً لعدة ضوابط مشددا علي المتابعة واعتبار عدم المتابعة المستمرة من كافة الجهات المعنية بالمعديات إدانة قاطعة تستوجب المساءلة القانونية لما يمثله من تداعيات بالأرواح والأموال
ورغم هذه الإجراءات الصارمة والتي لم يتم تنفيذها وأصبحت مثل سابقتها من الإجراءات والتي تنتظر كارثة آخري حتي يتم تنفيذها أو إعادة إعلانها للمواطنين لتهدئتهم يري المواطنين أن الحل الوحيد والمثل للقضاء علي كوارث المعديات يتمثل في إنشاء كباري علي النيل تجعلهم يستغنون عن هذه التوابيت العائمة.