رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الهيتمي" قتل "دهسًا" في السعودية .. "لم يجد من يحنو عليه"

جريدة الدستور

بإيمان لدرجة اليقين وعقيدة لدرجة الثبات حمل حقائبه مستعدا للرحيل، قائلا :"الفقر في في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن"، ليس لنا ذنب نحن معشر المواطنين أبناء لوطن لن يجد شبابه من يحنو عليهم أو يرفق بهم.
سأرحل إلى بلاد الحرمين لعلي أجد من في قلبه مثقال ذرة من رحمة يفتح أمامي بابا للكسب للحلال وإن لم يكن التوفيق حليفي فيكفيني زيارة وطن النبي "محمد" خير البرية.
طاف في أرجاء قريته في موكب وداعي يصافح أقاربه أصدقائه جيرانه وقضى شطرا من الليل مستغرقا في أحلامه.
لاطفه أبناء أخيه قائلين له: "ماتنساش تجيبلنا هدية ياعمو صافح أخيه، ارتمى في حضن أمه قبّل يديها قدميها طبعت هى الأخرى قبلة على وجهه وقالت: "ربنا يوفقك ويكفيك شر ولاد الحرام وغادر وسط بحر من الدموع".
حط بقدميه على تلك البقعة المقدسة اعتمر، وطاف أرض المملكة بحثا عن عمل وكان له ماأراد.
أصبح العائل وصار أشبه برسول السعادة في هذا الوطن الصغير المسمى أسرته.
في لحظة من الغدر اغتالته أيادي أثيمة وقلوب غير رحيمة بلا عقل.
نزل الخبر على أسرته كالصاعقة وعلى والدته كالرصاص المصبوب ودخلت في حالة من البكاء.
ذهب أهالي القرية لتقديم واجب العزاء قالت للجميع: "مين اللي قال إن ابنى مات.. بني ليس أقل من أقرانه من ماتوا غرقي حرقى مرضى وهم ليسوا في بلاد للغربة.. هو عريس زف إلى السماء عند من لايغفل ولاينام الله المنتقم العزيز الجبار".
لم تكن قصة من وحي الخيال وإنما حقيقة لواقع مؤلم لشاب مصري يدعى وليد حمدي الهيتمي تعرض للدهس والقتل في المملكة العربية السعودية من مجموعة من المواطنين في حادثة تتكرر لكثير من المصريين المغتربين في الخارج .
ورغم تكرار تلك الحوادث إلا أن رد الفعل المصري الرسمي المتمثل في وزارة الهجرة والشئون المصريين بالخارج اقتصر على تصريحات عنترية مكررة بعبارات الشجب والإدانة.