رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما الخطة الأمريكية "ب" للتعامل مع القضية السورية؟.. خبراء: حرب بالوكالة بمساندة أجنحة إقليمية ومعارضة سورية وجماعات إرهابية

جريدة الدستور

«الولايات المتحدة الأمريكية قد تلجأ إلى خطة بديلة (ب) وتحرك عسكري جديد في سوريا».. تهديد أمريكي صريح للجانب الروسي والإيراني، صرح به وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري.

وحدد "كيري" شرط وحيد للجوء أمريكا إلى الخطة البديلة، وهو عدم إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في الأراضي السورية، وما نقوم به هو اختبار لمدى جدية الروس والإيرانيين في التوصل إلى حل، وإذا أثبتوا أنهم غير جديين، فلن يكن أمامنا سوى دراسة خطة "ب".

محمد محسن أبو النور، خبير العلاقات الدولية، اعتبر التهديد الأمريكي نوعًا من أوراق الضغط الأمريكي على الجانب الروسي قبل الجولة الأخيرة من جنيف 3 المقرر لها 24 فبراير الجاري.

وأضاف أن أمريكا تسعى إلى أن الحصول على أقل فترة انتقالية لحكومة "بشار الأسد" قبل تسليم السلطة للثورة السورية، مشيرا إلى أن الحصول على الموافقة العربية التركية على تدخل بري في سوريا أعطى أمريكا مصوغا للتصعيد ضد روسيا، التي انخرطت في الأزمة السورية بالسلاح قبل عدة أشهر.

واستبعد نشوب حرب بين أمريكا وروسيا، ودخول الطرفين في مواجهة بعضهما البعض في ساحات الصراع، متوقعا أن تستجيب روسيا للضغط الأمريكي، خاصة وأن السعودية والإمارات وتركيا والبحرين، أعلنوا الاستعداد لحسم الأزمة السورية عسكريا، بعد التأكد من أن الحل السياسي لن يؤتى ثماره في الفترة الأخيرة.

قال محمود جابر، المحلل السياسي، الخطة "ب" المقصود بها محاصرة الجيش السوري والروسي، عن طريق الجيوش العربية مع الجماعات الإرهابية الموجودة في شرق سوريا، بالتالي ستكون المواجهة بين الجيش العربي السوري والجيش الروسي في غاية الصعوبة، وذلك دون أن تدخل أمريكا نفسها في أزمة مع روسيا.

وأكد أنه لا يستطيع احد أن يوقف عجلة القطار، فالجميع الآن متأهب لمعركة كبرى، ومجال التدخل العسكري مفتوح من كافة الدولة، فسوريا محاطة من أطراف متعددة، من حدود إيران وحتى حدود اليمن.

وأشار إلى أن مفاوضات جنيف 3 فاشلة، وهناك من يعمل على إفشالها ولا يريد التوصل الي حل، مضيفا أن الأزمة السورية عالمية، بين قطبين كبار سعيا للسيطرة على مخزون الغاز في الشرق الأوسط والموجود في غرب سوريا، فإيران لها أهداف إستراتيجية في المنطقة، وصراع روسيا للوصول إلى مياه البحر المتوسط، لذا فالموقف في غاية التعقيد.

وأوضح فريد خان، متخصص في الشأن العربي، أن التصريح الأمريكي ليس جديد، فالولايات المتحدة تسعي إلى حل الصراع السوري وإيجاد الحلول وسط للازمة، التي تفاقمت أكثر فأكثر، بعيدا عن أي تجاذبات.

ولفت إلى أن هناك أطراف معطلة للتوصل إلى حلول، فإيران لا تريد وقف المد الإيراني، وروسيا لا تريد التنازل عن أطماعها، والموقف الأمريكي معارض لإرادة روسيا وإيران.

وأضاف أن الخطة "ب" ربما تتمثل في تحريك الأدوات الداخلية في سوريا وهى المعارضة السورية والجماعات المسلح لخوص المعارك وحسم الصراع عسكريا ولكن بأدوات سورية، أو بأجنحة إقليمية دون تدخل مباشر من أمريكا، حتى لا يتحول الأمر إلى صراع دولي مباشر بين أمريكا وروسيا.

وأكد أن أمريكا تريد إطالة أمد المفاوضات والصراع، بهدف استنزاف مقدرات الشعوب العربية، مؤكدا أن أمريكا كعادتها ستدخل حرب بالوكالة على الأراضي السورية.