رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ختان الإناث.. المجتمع يختصر أخلاق الفتاة في "قطعة لحم".. "غير المختنة" معرضة للعنوسة.. وخبراء: كثير من الساقطات "مختنات" !!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تمتلك مصر نصيب الأسد من عمليات ختان الإناث حول العالم، فمنذ مئات السنين والمصريون متمسكون بتلك العادة، وبالرغم من تزايد التحذيرات عن مخاطرها، وآثارها السيئة، وتأكيد علماء الدين أنها لا علاقة لها بأي دين سماوي، إلا أنها مازالت تتصدر المشهد في الأرياف وصعيد مصر.

أوضح دكتور مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادي، أن ختان الإناث ما هي إلا عادة "متخلفة"، يتم فيها تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى، في جريمة ممنهجة في حق كل فتاة.

وأضاف أن سبب انتشار الختان يعود إلى الثقافات البالية والمتوارثة لدى المصريين، واعتقاد المجتمع أن النساء ناقصات عقل ودين، وأن بتر ذلك الجزء من أجسادهن يقلل حجم أخطائهن، ويضمن لهن "العفة والشرف".

وتابع "رجب" متسائلاً: "كيف يختصر المجتمع أخلاق الفتاة وعفتها في قطعة صغيرة من لحمها؟"، مؤكدًا أن تلك جريمة أخرى يقترفها المجتمع في حق المرأة، وأن هناك كثيرا من الساقطات ممن خضعن لتلك العملية، لكنها لم تحمهن من السقوط في الرذيلة.

وعن آثار "الختان" على المجتمع، أكد أستاذ علم الاجتماع أن "البرود الجنسي" الذي يصيب المرأة نتيجة استئصال ذلك الجزء من أعضائها التناسلية الخارجية، يتسبب في زيادة الخلافات الزوجية التي تنتهي إما بالطلاق، أو بخيانة الزوج لزوجته.

وفى السياق، أوضحت دكتور هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، أن التقليد "الأعمى" وراء انتشار هذه الظاهرة في مصر، خاصة في المجتمعات القروية، موضحة أن خوف الأم من نظرة المجتمع لابنتها بالتشكيك الدائم في أخلاقها، أو الخوف من عدم زواجها بسبب عدم تختينها، أو الإصرار على تنفيذ عادات العائلة، هو ما يجعل تلك العادة تنتشر بتلك الشراسة في المجتمع المصري.

وأضافت أن ارتباط عملية بتر هذا الجزء من الأعضاء التناسلية للفتاة بالفرحة والاحتفال، يجعل منه عاملا قويًا لتمسك الأسر المصرية به، فهو لا يقل أهمية في نظر البعض عن زواج الفتاة.

وعن علاقة الختان بالأخلاق، أكدت أستاذ الطب النفسي أن الانفلات الأخلاقي، وميل الفتاة للانحراف يحدث بتحكم من مخها وليس من أعضائها التناسلية، موضحة أن التربية السليمة والمبادئ هي المقوم الأساسي للسلوك.

ولفتت "عيسوي" إلى أن علاج تلك الأزمة لا يتم بمجرد تناول جمعيات التوعية له بالكلام المرسل والمبهم الذي لا يقدم ولا يؤخر، بل يجب التعامل مع الأمر بواقعية أكثر وإخبار الأسر بالتجارب المأساوية التي تعرضت لها ضحايا تلك المجازر، بالإضافة إلى تغليظ القوانين المعاقبة لمن يقوم بذلك الفعل سواء أولياء الأمور أو مجري الجراحة، وتفعيلها.