رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزيزي " جون كاسن" لا تغضب هذا هى الحقيقة


عزيزي "جون كاسن" لا تغضب هذا هى الحقيقة ..   " أنت لم تسمعنى أنا قولت مفيش مقابلة النهاردة .. شكرا" كان هذا هو رد السفير البريطاني في القاهرة "جون كاسن" حول سؤال وجهته وكررته علي أذنيه أكثر من مرة ولكن السفير رفض التعليق نهائيا .. السؤال كان يتعلق بما  أثير ضد بريطانيا بأنها الراعي الأول والداعم للتنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، وكذلك هل سيقضي التدخل البري الغربي في ليبياعلي التنظيمات المتطرفة  ؟ للأسف تهرب السفير ولم يجب علي أي من الأسئلة  ..     كان ذلك أثناء لقائي بـ"كاسن" خلال اللحلقة النقاشية التي نظمتها قناة "الغد العربي" الأسبوع الماضي تحت عنوان "المنطقة العربية.. إلى أين" ؟ والتي تحدث خلالها قائد القوات البريطانية الأسبق السير جنرال مايك جاكسون بحضور نخبة من السفراء والكتاب والخبراء العسكريين والسياسيين أعضاء بمجلس النواب المصري والشخصيات العامة ، وتحدث الحضور عن التدخل الغربي والأمريكي والبريطاني في المنطقة  العربية، محملين أمريكا وبريطانيا نتيجه ما ألت إليه المنطقة من أزمات وحروب أنهكتها واستنزفت ثرواتها بالإضافة الي دعمهم للجماعات المتطرفة كتنظم "داعش " وغيره .  ما حدث في الجلسة النقاشية تسبب في حالة من الضيق والحرج للسفير البريطانى والذي خرج مهرولا من القاعه عقب إنتهاء الجلسة ، فالرجل تغير لونه وإنتابته حالة من الضيق والإمتعاض رفض إجراء أي تصريحات إعلامية أو صحفية لم ينتظر حتي لكى يصافح أي من الحضور بما فيهم الوفد البريطاني.. بصراحه الراجل  معاه حق .. لازم يزعل  فالكل أهال علي بلاده التراب .. ولكن أعتقد أن "كاسن" لم يدرك أني أسمعه جيدا وأفهم ما يقوله وما يريده ولكن للاسف هو لم يدرك أيضا أنني كنت مًلح في سؤالي لأبعث له برساله أن وجودهم في بلادنا والمنطقة العربية بصورتهم وأسليبهم القذرة الحالية أمرا غير مرغوب فيه .. لم يدرك بأنهم لا يفهمون طبيعه تلك المنطقة علي الرغم من طلاقته واتقانه للغة العربية .     دار الحديث عن تدخل غربي بري في ليبيا وسألت الكاتب الكبير عبدالله السيناوي ما تعليقك علي ذلك ؟  ، لم يغلق الرجل و قال لى هذا السؤال تم توجيهه أربع مرات الي قائد القوات البريطانية خلال الجلسة  وتهرب الرجل من السؤال ولم يجاوب فزهقت من الندوة ومشيت! ، للحقيقه لا اعلم !! هل غادر السيناوي لعدم اجابة قائد القوات علي سؤاله أ أم لأمرا اخر .. في النهاية الرجل غادر القاعه ورحل في صمت وهدوء .     لا يمكن ان ننسي الدور القذر الذي لعبته أمريكا وبلادكم يا سيادة السفير في غزة الجمهورية العراقية عام 2003م، عندما تم الترويج كذبا من خلال الرئيس الامريكى جورج دبليو بوش ورئيس وزرائكم تونى بلير آن ذاك  بإمتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل ، ولذا وجب التدخل العاجل في العراق لتجريده من أسلحة الدمار الشامل، وبالفعل كما نعلم جميعا تم إحتلال العراق وشتق الرئيس صدام حسين في مشهد لن ينساه العرب وسيظل حاضرا في أذهاننا ندرسه جيل بعد جيل لأبنائنا، ولن نغفره لكم ، وللأسف لم نري أي أثر لوجود أي من أنواع اسلحة الدمار الشامل ولكن نجحتم في مخطتكم وتسليم العراق الي الشيعه ليعيش وطن ممزق علي الطائفية بين " السنة والشيعه" ... واليوم بدأت حملتكم الإعلامية وحشدكم العسكري والترويج عن تدخل غربي في ليبيا .. ولكن دعونا نسأل الي من ستقومون بتسليم ليبيا هذه المرة ؟     عزيزي "جون" دعني أسألك هل عندما تقوم بوضع التقارير الدورية والتي ترفعها الي أجهزة الإستخبارات الأمنية في بلادكم أشرت خلالها بأنكم جزء من مشكلات المنطقة العربية ؟.. وأن خروجكم ورفع أيديكم عن المنطقة  نكون بذلك أنهينا جزء كبيرة من تلك المشكلات المعقده .. هل أشرت الي أن  وقف الدعم للجماعات المتطرفة في المنطقة وخاصة جماعة الإخوان في مصر سيكون له عظيم الأثر علي الجميع ؟ هل طالبت بسحب جنودكم من المنطقة ؟ هل طالبت من بلادكم بتقديم إعتذار رسمي الي كل مواطن عربي كنتم سببا في تشريده عن دياره أو قتل عائلته و إنتهاك حرماتهم ؟  .  عليكم أن تدركوا جيدا أن دعمكم للإرهاب سواء في مصر أو في أي بلد أخر لن ينجيكم .. لدينا مثل شعبي يقول " طباخ السم بيدوقوه" وأعتقد أنكم سوف تذوقون مما ذاقته المنطقة العربية.. عزيزي "جون" لا تغضب هذه هي الحقيقة .