رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ختان الإناث "سبوبة" الأطباء.. عادة قاتلة ومن يخالفها "كافر".. مصر في الصدارة عالميًا.. وقوانين تجريمها في أدراج المسئولين

جريدة الدستور

تكسو مظاهر الاحتفال اليوم منذ بدايته، يلبسون الفتاة ملابس جديدة وزاهية، يبدأ الأقارب من السيدات في التوافد وتقديم الهدايا والأموال، ينادونها بـ"آنسة" للمرة الأولى.
"سنذهب للطبيب للكشف على والدتك"، أو "هناك قريبة تريد رؤيتك".. هكذا يستدرجونها حتى تقع في الفخ ثم يبدءون فجأة في شل حركتها ليتم المراد ويبترون بكل قسوة جزءاً من لحمها الحي، ليبدأ بعدها لهيب الألم الجسدي والنفسي يشتعل في جسدها وقلبها، فما بدأ بفرحة وزغاريد، انتهى بألم ودماء، إنها بكل أسف "عملية الختان".

«العالم يواجه تشويه الإناث»
تبنت "اليونيسف" عام 2005 قضية ختان الإناث، واعتبرت يوم 6 فبراير من كل عام يوماً عالمياً لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والسعي للقضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.
واعتبرت الأمم المتحدة أن "الختان" يشمل جميع الممارسات التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية إزالة جزئية أو كلية، أو إلحاق أضرار أخرى بتلك الأعضاء بدواعٍ لا تستهدف العلاج.

«مصر تملك نصيب الأسد»
وأكد أحدث تقرير صادر عن منظمة "اليونيسيف" أن أكثر من 200 مليون إمرأة وفتاة خضعن لعملية الختان، والذي اعتبرته المنظمة انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أن هناك 30 دولة حول العالم مازالت تمارس هذه العادة، إلا أن نصف الحالات يتركز في مصر، أثيوبيا وإندونيسيا.


«مخاطر الختان»
وحذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر تلك العملية المرفوضة، كونها تهدد بحدوث نزيف حاد للفتاة أثناء إجرائها، قد يعرضها للوفاة، وكذلك الإصابة بالعقم، وحدوث مضاعفات أثناء الولادة فيما بعد.
وأكدت المنظمة أن الأثر النفسي لتلك العملية، والذي يستمر مع الفتاة طوال العمر، أشد خطراً من أي ألم بدني.


«الدقهلية في الصدارة»
من جانبه، أكد رضا الدنبوقي الناشط الحقوقي والمدير التنفيذي لمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، أن محافظة الدقهلية تحتل مركز الصدارة بين المحافظات المصرية في انتشار تلك العادة الخاطئة، والتي تعد انتهاكاً لحقوق الطفل والتعدي علي سلامته البدنية والنفسية، دون جهود ميدانية فعالة للحد منها من قبل الإدارات الصحية أو الاجتماعية بالمحافظة لتوعية الأسر بخطر تلك العادة.
وأضاف أن نسبة ختان الإناث في مصر تتعدى 90 % بمصر، وفقاً لأخر إحصائيات اليونيسيف، أغلبهن من الفئة العمرية بين 5 و 15 عاماً، يتم معظمها في فصل الصيف وقبل دخول المدارس، قائلاً: "يبدو أن لمحافظة الدقهلية والريف عموماً نصيب الأسد من كل خرافة أو عادة سيئة موجودة على هذا الكوكب".


«عادات قاتلة ومن يخالفها كافر»
واستكمل "الدنبوقي" خلال الندوة التي أقيمت بمقر المركز: "كثيرا ما نسمع عن بعض العادات أو الأعراف الموروثة التي تنسب إلى دين ما، وتكتسب قدسية داخل المجتمع الذي يؤمن بهذه العقيدة فيصبح التشكيك بها أو الاعتراض عليها كالاعتراض على تلك الديانة بكامل مبادئها وأفكارها، مؤكداً أن ختان الإناث عادة خاطئة و"خرافة" ولا علاقة لها بالشرائع الدينية".
وفي السياق، أكدت الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان، في بيان لوزارة الصحة اليوم، أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية أكدا أن الختان افتراءاً على الإسلام، وأنه عادة اجتماعية متوارثة عبر الأجيال، وأنها حرام شرعاً، مشيرة إلى أنهم نصحوا الأسرة المصرية بالامتناع عن هذه الممارسة العنيفة.


«قانون تجريم الختان في الأدراج»
واتهم المدير التنفيذي لمركز المرأة للإرشاد والتوعية، المسئولين بعدم القيام بدورهم كما ينبغي تجاه تلك القضية، مشيراً إلي أن منظمات المجتمع المدني تقدمت للجنة العشرة، ومن بعدها "الخمسين" بحظر الختان دستورياً كما فعلت دولة الصومال، إلا أن الدولة لم تستجيب.
ويرى "الدنبوقي" أن المادة رقم 242 مكرر بقانون العقوبات والتي تنص علي عقوبة الحبس ما بين 3 أشهر إلي سنتين وغرامة تصل الي 5 آلاف جنيه لكل من يشارك في جريمة ختان الإناث "ضعيفة والغرض منها مغازلة المجتمع المدني والدولي فقط".