رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الغموض" يسود "مقتل الإيطالي".. إجراءات دبلوماسية وارتباك اقتصادي.. وخبراء يرجحون "عملية إرهابية مدبرة"

جريدة الدستور

حالة من "الغموض"، أحاطت بواقعة مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني"، الذي عثر على جثته أمس، ملقاة على ‏طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، بعد اختفائه منذ ذكرى ثورة 25 يناير الماضية.

مواجهة دبلوماسية

وبعد إعلان الواقعة مباشرة، طالب الجانب الإيطالي مصر بفتح تحقيق مشترك في وجود مسئولين إيطاليين، ‏يتسم بالشفافية والمصارحة، تبع هذا الطلب استدعاء للسفير المصري لدى روما؛ للتعبير عن القلق إزاء وفاة مواطنها الإيطالي، في المقابل صرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن هناك ترحيبا من ‏الجانب المصري بطلب الحكومة الإيطالية، لاسيما وأن الدولتين تربطهما علاقات صداقة قديمة، مشيرًا ‏إلى أن مصر‎ ‎استدعت السفير‎ ‎الإيطالي لتؤكد له أنها لن تألو جهدًا في التحقيق بالحادث.‏

تحقيقات أولية
جاء في التحقيقات الأولية والتي بدأت بسماع أقوال صديق المجني عليه، أن "ريجيني" دخل إلى الأراضي المصرية منذ ‏‏4 شهور للدراسة في الجامعة الأمريكية، وأنه اختفى في ظروف غامضة، ولم يظهر إلا أمس، نافيًا أن يكون لصديقه أي نشاط سياسي داخل مصر أو خارجها‎.

ارتباك اقتصادي
وجاء الإعلان عن مقتل الإيطالي بالتزامن مع زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية "فيدريكا جودي"، حيث ‏ترأست خلالها وفد من رجال الأعمال لبحث سبل التعاون بين البلدين، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة ‏حول الصدفة والتزامن بين زيارة الوفد الإيطالي وإعلان مقتل الشاب، بشأن إن كان هذا الحادث مدبرًا ‏لضرب العلاقات المصرية الإيطالية.‏

خبراء الشأن السياسي والأمني، أكدوا أن الحادث يشوبه الغموض والتعتيم الكبير، وهناك احتمالية كبيرة ‏لأن يكون مدبرًا، لضرب العلاقات المصرية الإيطالية، معتبرين أن الأمر لاقى صدى واسعًا في الجانب ‏الإيطالي الذي تسرع بسحب السفير ولم ينتظر التحقيقات.‏

طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أوضح أن الحادث يشوبه مساحات من الغموض ‏والتعتيم؛ لأنه تم الكشف عنه تزامنًا مع زيارة وفد إيطالي كبير، والذي لم يقتصر فقط على وزيرة التنمية ‏المحلية، ولكنه جاء بهدف الترتيب لزيارة رئيس الوزراء الإيطالي، التي من شأنها أن تنشط الشراكة ‏المصرية الإيطالية؛ مضيفًا أن هذا التوقيت يثير علامات استفهام ‏كثيرة، ويؤكد احتمالية أن يكون الحادث مدبرًا لضرب العلاقات الطيبة بين الطرفين.‏

وتابع: "رد فعل الجانب الإيطالي جاء متسرعًا باستدعاء السفير ويحمل نوعًا من الانفعالية والتعجل غير ‏المبرر، لا تتفق مع ما يربط الطرفين من علاقات دبلوماسية جيدة، دون انتظار التحقيقات النهائية في ‏الحادث"، موضحًا أن إيطاليا قامت بإدارة الأزمة من جانب واحد فقط، كأنها متربصة بالجانب الآخر.‏

وشدد على ضرورة سرعة الأجهزة المعنية في بدأ التحقيقات وتشريح الجثة، حتى تستطيع تطويق الأزمة ‏والإعلان عما معها من معلومات، لاسيما أن إيطاليا دولة عضو بالاتحاد الأوروبي وليست دولة منفردة، ‏موضحًا أن الأزمة قد يكون لها تداعيات على العلاقات المصرية الأوروبية.‏

وربط السفير أحمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية الأسبق، واقعة مقتل الشاب، بالحادث الإرهابي الذي ‏استهدف القنصلية الإيطالية في يونيو الماضي، مؤكدًا أن الأمر يوحي باستهداف الجماعات الإرهابية ‏للعلاقات الدبلوماسية المصرية الإيطالية.‏

وأوضح أن هناك تعمدا واضحا لإظهار الجثة في هذا التوقيت، بهدف إفساد العلاقات بين الطرفين، وفي ‏الوقت نفسه ضرب الأمن المصري في مقتل، وإظهاره للرأي العام بأنه لم يستطع حماية رعاياه الأجانب، ‏مشيرًا إلى أن الحادث يدل على وجود معلومات هامة وكافية لدى الجماعات الإرهابية من أجل تنفيذ مثل ‏هذه الخطة المُحكمة.‏

وأشار اللواء محمد علي بلال، الخبير الأمني، إلى أن موعد زيارة الوفد الإيطالي كان محددا ومعلنا منذ فترة ‏كبيرة، وظهور جثة الشاب في ذلك التوقيت، وهذا المكان الواضح للعين، والذي يسهل عملية الكشف عنه، ‏يوحي بأن العملية بالفعل كانت مدبرة، مضيفًا أن الحادث يعد بمثابة خطة إرهابية مُحكمة، نجحت بالفعل ‏في قطع زيارة الوفد الإيطالي.‏