رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على درب "أنا والغريب على ابن عمي".. الجماعة تستنجد "بالأمم المتحدة" ضد مصر.. وخبراء: "الجماعة تحاول تنفيذ سيناريو سوريا واليمن.. والشعب لن يسمح برجوعهم"

جريدة الدستور

محاولات حثيثة تسعى من خلالها جماعة الإخوان للعودة مرة أخرى إلى المشهد السياسي، بعد أن لفظها الشعب في ثورة 30 يونيو، فانتهجت أسلوب العمليات ‏الإرهابية في الداخل المصري، إلا أن ذلك الأمر زاد من العداء بينها وبين المصريين، فلجأت إلى البحث عن البديل ربما تجد ضالتها فيه.‏

‏"الاستجداء بالخارج".. آخر محاولة توصلت لها الجماعة، بعدما طالب نائب المرشد العام لجماعة ‏الإخوان في الخارج إبراهيم منير، بتدخل الأمم المتحدة في الأزمة السياسية بمصر عن طريق رعايتها ‏مبادرة للوصول لحل بين النظام الحالي والمعارضة ومن ضمنها جماعة ‏الإخوان. ‏

وقال "منير" في مقابلة مع وكالة "قدس برس" للأنباء، إن الإخوان ليسوا ضد المبادرات التي تقدمها العديد ‏من الأطراف لإصلاح الأوضاع المتردية في مصر، لكن المشكلة تكمن في من يجب أن توجه إليه هذه ‏المبادرات وفي الطرف الراعي لها.‏

ورأى خبراء الإسلام السياسي أن هذه المطالبة تعد بمثابة تنفيس عن مهزومية الجماعة، بعدما خسرت كل ‏أوراقها على الأرض، في محاولة منها لتأليب الرأي الغربي ضد مصر، وجعلها مثل سوريا وليبيا، ‏معتبرين أنه صخب إعلامي تحاول الجماعة ضمان بقائها في المشهد الإعلامي من خلاله.‏

ووصف هشام النجار الباحث في الشؤون الإسلامية، استجداء الجماعة بالأمم المتحدة ضد مصر بالـ"‏محاولة الرخيصة" من جماعة مهزوزة، لم يعد لديها سوى اللجوء إلى إثارة وتحريض المجتمع الدولي ضد ‏مصر.‏

وأوضح أن الجماعة لم يعد لديها أي أوراق تستخدمها لانتشال نفسها من الفشل السياسي والجماهيري ‏الذي لحق بها، سوى السير في طريق الخسارة والعداء والإضرار بالمجتمع المصري، مشيرًا إلى أنها ‏محاولة للإثارة ولكنها لن تلقى أي قبول، أو تاثير في المشهد السياسي، لأنها مجرد تنفيس عن مهزومية الإخوان.‏

وأشار إلى أن الجماعة تحاول تنفيذ نفس السيناريو الذي قامت به في بعض الدول العربية مثل سوريا ‏واليمن، حين لجأت إلى تحريض المجتمع الغربي للتدخل في هذه ‏الدول تحت دعاوى حقوق الإنسان والحريات والحفاظ على المعارضة السياسية بعد أن شعرت ببداية انهيار تلك الدول، مستغلة هذه الشعارات ‏البراقة من أجل تنفيذ أغرضها في انهيار الدول العربية.‏

ولفت إلى أن مصر ليست مثل سوريا أو ليبيا، ولكنها دولة لها كيان ونظام سياسي وبرلماني، ولا يمكن ‏للأمم المتحدة التدخل للفصل بين جماعة إرهابية بمثابة كيان أجوف، ودولة مستقلة ذات سيادة، موضحًا أن ‏مطالبتها بالعودة للمشهد لن يكون بقرار من الأمم المتحدة ولكن بقبول المجتمع المصري والشعب ‏لفكرة عودتها، بعد وقف العنف والقيام بمراجعات فكرية شاملة.‏

وأوضح أن الجماعة تحاول استخدام الطرق الفوقية باستمالة المجتمع الدني والغرب، بأن تفرض نفسها ‏بقوة خارجية.‏
وأكد "منير" خلال اللقاء أنه من الصعب أن ترعى دول إقليمية مبادرات من هذا القبيل، غير أن على ‏الأمم المتحدة أن يكون لها دور فيها، وأن تفعل مواثيقها التي تتيح لأي مواطن رفع قضية ضد أي نظام، ‏ومنع رموزه من حضور المؤتمرات الدولية. ‏

وتساءل: "هل هناك إرادة حقيقية عند المنظمة الدولية بما تمتلكه من وسائل ضغط لتبني مبادرة ‏مقبولة بالنسبة للشعب المصري، أو غيره من الشعوب التي تقع في مثل الأوضاع التي يعيشها ‏المصريون؟".‏

وأكد أن دول مثل السعودية وإيران وتركيا قد تكون حجر الأساس وعنوانًا ‏لمرحلة جديدة يتعاون فيها الجميع لإزالة مخلفات الماضي، ورسم سياسة جديدة لصالح الشعوب، مع احترام كامل لاستقلال كل دولة ووحدة أراضيها.‏

واعتبر سامح عيد الباحث في الشؤون الإسلامية، وعضو حزب المحافظين، هذا الأمر بمثابة صخب ‏إعلامي، تفعله الجماعة على لسان نائبها في الخارج، مشيرًا إلى أن المطالبة لا جدوى منها، ولا يمكن أن ‏تتدخل الأمم المتحدة بين نظام مستقل برئيس منتخب وجماعة إرهابية.‏

وأوضح، أن الجماعة تحاول تأليب الرأي العام الغربي ضد مصر، لجعها مثل سوريا، مشيرًا إلى أن ‏مطالبتها بالعودة للمشهد من جديد، ولا تدخل الأمم المتحدة وسيطاً في هذا الأمر، ولن تكون ‏النتيجة هي الموافقة على عودتهم، ربما سيكون هناك وساطات لتخفيف عقوبات الإعدام على أعضائها، أو الملاحقات الأمنية، في مقابل وقف عنف الجماعة، وليس مصالحة بالمعنى المقصود.‏