المعديات النيلية بالبحيرة تدق ناقوس الخطر على حياة الآلاف يوميًا

تمثل المعديات النيلية بمحافظة البحيرة ناقوس الخطر الدائم الذي يهدد حياة الآلاف يوميا ، ممن يستقلون المعديات كوسيلة لممارسة حياتهم اليومية وأداء عملهم بحثا عن الرزق الذي يفصل بينه حاجز مائي للوصول اليه.

ورغم تكرار حدوث الكوارث المستمرة التي شهدتها محافظة البحيرة ، بغرق المعديات ، الا أنه ما زالت معديات الموت التى تعمل بدون ترخيص ومخالفة لمواصفات الامن والسلامة، رغم الحملات المستمرة من قبل شرطة المسطحات المائية خاصة عقب غرق معدية "سنديون – ديروط" ليلة رأس السنة و راح ضحيتها 15 شخصا من أبناء محافظتي البحيرة و كفر الشيخ ، فلا زالت معديات الموت هي وسيلة التنقل الوحيدة للمدن الساحلية و توابعها بنطاق المحافظة‏.

وقال وليد الكفراوي، أمين لجنة الأعلام بحزب مستقبل وطن برشيد، إن معظم المعديات النيلية التي تُقل المواطنين بين محافظتي البحيرة كفر الشيخ، متهالكة وغير آمنة وغير صالحة للاستخدام الآدمي على الإطلاق، مؤكدا تجاهل المسئولين بالمحافظة لحل الأزمة الموجودة منذ أكثر من 30 سنة.

وأضاف الكفراوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" ، أن معديات الموت برشيد، غير متوافر فيها شروط الأمن و السلامة بسبب عدم الرقابة وعدم وجود شرطة مسطحات او انقاذ نهرى، لافتا أن مدينة رشيد التى تطل على نهر النيل لا توجد بها وحدة انقاذ نهري أو مسحطات مائية .

وطالب الكفراوي ، وزير الداخلية بسرعة انشاء مقر لشرطة المسطحات والانقاذ النهرى برشيد ، قائلا: "قرية برج رشيد شهدت غرق مركب صيد منذ أيام قليلة بمدخل بوغاز رشيد ، وتمكن الصيادين من انقاذ 5 من زملائهم من الموت و انتشال جثة صياد و ظلوا يبحثون لمدة خمسة أيام عن جثتي صياد و نجله".

وفجر أحمد السمري رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين برشيد ، مفاجأة من العيار الثقيل ، قائلا: عبارة "زهرة رشيد"، التي أنفق علي انشائها قرابة 3 ملايين جنيه من اموال المحافظة، وصدر قرار من الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة الحالي بتشغليها لنقل الركاب بين محافظتي االبحيرة و كفر الشيخ "غير مرخصة"، و لا تتوافر فيها شروط السلامة والأمان .

وأكد السمري ، أن عدم الرقابة و المتابعة من التنفيذين علي المعديات بنهر النيل ، السبب الرئيسي في غرق المعديات و وقوع الكوارث سنويا ، مؤكدا أن حادثة معدية " سنديون – ديروط " لن تكون الأخيرة ، طالما أن الإهمال من المسئولين مازل مستمر .

ويكمل هيثم عبد العزيز المحامي ، أن المعديات النيلية بمنطقة السعرانية بكفر الدوار يقودها الأطفال في ظل عدم وجود الرقابة المشددة على المعديات مما يهدد حياة الركاب للخطر ، مطالبا بفحص جميع تراخيص المعديات التى تعمل بالمسطحات المائية بالبحيرة لبيان مدى مطابقتها لمواصفات الصحة والسلامة .

كما طالب عبد العزيز ، بتوفير غواص او يشترط على صاحب المركب او المعدية ان يتقن السباحة اضافة الى اجراء تحاليل دورية لجميع سائقى المعديات لبيان تعاطيهم مخدرات؛ حرصا على سلامة الركاب.

وأكد محمد جلال رضوان ، مواطن بقرية البريجات بكوم حمادة ، إنهم يعتمدون بشكل كبير على المعديات، قائلا: "هي دي المواصلة الوحيدة اللي بنقدر نطلع وندخل بيها القرية في ظل عدم وجود كوبري مشاة رغم التصريحات منذ محافظ البحيرة السابق اللواء مصطفي هدهود بإنشاء كوبري و لكن حتي الآن لم يتم التنفيذ "، مناشدا المسئولين بالمحافظة بضرورة إنشاء كوبري للمشاة للعبور من ترعة الخطاطبة ، لافتا إلى أن العام الماضي سقطت سيارة مكيروباص من علي ظهر المعدية بالترعة و غرق معظم الركاب من العمالة الزراعية .

و من جانبه أكد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، تكثيف الحملات الأمنية لوقف تشغيل المعديات المخالفة بنهر النيل، التى لا تلتزم بمعايير السلامة والأمان، حرصا على أرواح المواطنين.

وأضاف المحافظ أن أصدر تعليماته توجهاته لرؤساء المدن الساحلية و توابعها ، بالتشديد و الرقابة علي كل المعديات النيلية التى تعمل بنطاق المحافظة، بالحمولة المقررة طبقا للتراخيص الصادرة لها، حرصا على أرواح المواطنين على أن يوقف عمل تلك المعديات مؤقتا، لسوء الأحوال الجوية، لحين تحسن حالة الطقس، وعلى كل من الوحدات المحلية بمراكز ومدن وقرى المحافظة وشرطة المسطحات المائية.

من جانبه وجه اللواء محمد عماد الدين سامي مدير أمن البحيرة ، شرطة المسطحات المائية بتكثيف حملاتها على جميع المعديات بالمحافظة، إضافة للرقابة الأمنية على نهر النيل بصفة دورية، مضيفًا أنه تم وضع رقابة مشددة على سائقي المراكب واللانشات وتحديد عدد مقرر لها من الركاب وعدم مخالفته ولا توجد أي معدية تعمل بدون تراخيص .