رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور.. معديات كفر الشيخ "منتهية الصلاحية"

جريدة الدستور

فتحت كارثة غرق "معدية قرية "سنديون" التابعة لمركز فوه بكفر الشيخ ، والتي لقي 15 مواطناً من ابنائها ، حتفهم غرقاً ، منذ أكثر من شهر ، وتحديداً عشية رأس السنة ، ملف مشاكل وكوارث المعديات ، والذي من المفترض أن توليه الدولة اهتماماً بالغاً ، نظراً لكونه ، يتعلق بحياة وأراوح المواطنين ، الذين لا يجدون وسيلة نقل أخري ويلجأون ، لركوب المعديات لنقلهم للشاطئ الأخر لقضاء مصالحهم.

35 يوما والحياة متوقفة بين شاطئي النهر
هكذا يعبر أهالي قرية سنديون، ذات الـ30 ألف نسمة، عن ملخص المأساة، منذ وقوع الكارثة ، التي تسببت في توقف، خدمة النقل النهري ،وتوقفت معها حركة التجارة والروابط الاجتماعية بين قريتي ديروط التابعة لمركز المحمودية وسنديون بكفر الشيخ، مضيفين ان الحكومة، قد أعلنت عن سيل من التصريحات الوردية ولكن لم تنفيذها حتي الاّن ، ومن بينها انشاء معدية اّمنة بالإضافة لمرسي نيلي.

واضاف مرسي رفاعي قريب احد "المتوفين" الحكومة دايماُ قرارتها متأخرة وبتستنى المصيبة لما تحصل" ومع ذلك ما زلنا ننتظر اصلاح الحال علي امل الأ تحدث كارثة جديدة وتعود الحياة بين الشاطئين .

وكان محافظ كفر الشيخ ، قد اعلن عن وجود 16 معدية ، تعمل في مراكز دسوق وفوه ومطوبس وهي المراكز الثلاثة ، المطلة علي نهر النيل ، وأنه سيتم مراجعة ملفات المعديات للوقوف علي مدي صلاحيتها لنقل الركاب ، وكذلك هل تم تجديد التراخيص الخاصة بها.

وشنت الوحدات المحلية بالمراكز الثلاثة ، بالاشتراك مع شرطة المسطحات المائية ، والنقل النهري التابع لوزارة النقل ، حملة مشتركة ، عقب وقوع كارثة غرق مركب سنديون ، استمرت لعدة أيام ، تم خلالها فحص المعديات واسفرت عن التحفظ علي 6 منها ، ثم هدأت الأوضاع نسبياً بعدها ، بالرغم من تصريح محافظ كفر الشيخ ، أي مركب غير مرخص عايركم تكسروه ، موجهاً حديثه للمسئولين في المحليات وشرطة المسطحات.

وتطل عشرات القري علي شاطئ النيل بفرع رشيد بكفر الشيخ ، ويستخدم الاف المواطنين المعديات في هذه القري كوسيلة نقل اساسية للعبور للقري والمراكز المطلة علي فرع النيل في الشاطئ الأخر لمحافظة البحيرة ، ومنها قري رشيد والمحمودية والرحمانية ، وذلك بعد أن توطدت العلاقات بين ابناء القري المواجهين للقري الأخرى .

ويعتبر حسن بدر " موظف" من سنديون أن الانتقال بالمعدية ، للشاطئ الأخر رغم ما حدث من كارثة في " سنديون "مازال هو الأرخص والأسهل ، ضارباً المثال بذلك ، بأن الوقت بين ديروط وقريته في النهر ، لايتعدي 10 دقائق علي الأكثر ، والأجرة نصف جنية فقط ، أما الاّن فالمسافة بين نفس القرية وقريته ، بالسيارات تصل ل20 كيلو نقطعها في 4مواصلات ذهاباً ومثلهم مجيئاً ، وقرابة ال7 جنيهات تدفع في مقابل نصف جنية .

وتابع "بدر" أما الأمان ، فيكفي أن تحسب كم حادث يحدث في العام في وسائل المواصلات "السيارات والتكاتك والدراجات النارية" ، بالمقارنة بحوادث النقل النهري ، فعلي مدار سنوات كثيرة ، ربما تحدث حادث مثل هذا أو اقل منه ، علي حد قوله.

ويطالب مواطني فوه ودسوق ومطوبس ،باتخاذ إجراءات رداعه سواء كان من جانب، المحليات أو الأمن متمثلة في شرطة المسطحات تجاه اصحاب المراكب ومعديات الموت التي تعمل بدون ترخيص ومخالفة لمواصفات الامن والسلامة، كما يطالبون وزارة الداخلية بإنشاء فرع لشرطة المسطحات المائية بالمراكز الثلاثة مزودة بقوارب تقوم بمسح الشاطئ وتراقبه ، فضلاً عن وجود قوارب انقاذ مزودة بوسائل اتصال تتيح للمواطنين الاتصال بهم حال غرق مركب او معدية تستطيع من خلاله الوصول في أقرب وقت لإنقاذ حياة المواطنين.

ويؤكد احمد نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ ، أن 70 % من المعديات والمراكب الصغيرة التى تنقل الركاب على المسطحات المائية ، تعمل بدون ترخيص ، فضلاً عن مخالفة المواصفات الفنية وبدون اطواق نجاة ولا طفايات حريق، ضارباً المثل بحادث غرق احدى المعديات تعمل بين قرية السكري وبرج رشيد عام 2009 ، واصيب خلالها 3 أشخاص ، وانقذت العناية الاّلهية اكثر من 30 راكب، بسبب الحمولة الزائدة.

ويطالب مصطفي القصيف مدير مركز وطن لحقوق الإنسان، المحافظة والمحليات وشرطة المسطحات المائية ، بالاشتراك مع مديرية الصحة بعمل تحاليل لسائقي المعديات للكشف عما أذا كان يتعاطون المخدرات من عدمه ، ومن يثبت تعاطيه المخدرات يتم سحب رخصته علي الفور ويحال للنيابة ، مع اعطاء ترخيص لمركب أخر حتي لا تتعطل مصالح المواطنين .

كما طالب القصيف ،بالرقابة المشددة على المعديات ، والتأكد من اعمار الشباب والاشخاص الذين يقودونها ، لأنه في كثير من الاحيان يترك اصحاب المراكب لصبية في 12 و13 عام يقودون المراكب .
وشدد القصيف علي أن يكون قائدي المراكب من الذين يجيدون السباحة حتي يستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه ما يعرض حياة الركاب للخطر.

وقال بسيوني يسري "محامي" ان حادث سنديون لم يكن الأول ، ونتمنى أن يكون الأخير ولكن في ظل التخبط الإداري وتوزيع المسئولية علي أكثر من جهة ، ربما يتكرر هنا وهناك لا قدر الله، ولذا فنن نطالب بتوحيد الجهات المسئولة لتكون محاسبتها أسهل علي الاهمال والتقصير .

كم يطالب محمد سعد عطية من ابناء كفر الشيخ ، الدولة بالعمل علي ، انشاء معديات بالاشتراك مع القطاع الخاص يتوفر فيها وسائل الأمان ، ولا يسمح بركوب أقصي من العدد المحدد الذي يكتب فيها كل البيانات الخاصة بذلك ، لأن الأمر سهل ولكن يحتاج لعزيمة.

ويشير أحمد طنطاوي "نائب دسوق وقلين" ، أنه كان بإمكان المسئولين ، وبمبلغ التعويضات والمساعدات التي صرفت للأهالي ، تجنب وقوع الكارثة ، لو تم شراء معديات صالحة واّمنة ، تنقل الركاب لحياة لا للموت ، ولكن الفساد المستشري في بعض أجهزة الدولة ومنها المحليات، هو أخطر علي الأمة من الإرهاب ، واشد أنواع الفساد هو الإهمال والتواطئي، ملمحاً أنه سيطالب المسئولين في وزارة النقل وتحديداً قطاع النقل النهري علي توفي معديات ومراسي اّمنة ، مع وجود مراقبة مشددة علي عمل اصحاب المراكب والمعديات ضماناً لعدم تكرارا الكوارث.

وكان اللواء السيد نصر ، محافظ كفر الشيخ ،قد أعلن عن تشكيل لجنة مشتركة برئاسة السكرتير العام لمراجعة واستخراج التراخيص وتحديد آليات الرقابة والمتابعة وحصر المراسي والمعديات والقوارب المخالفة وفحصها من الناحية الفنية ، والقانونية ، وحظر تشغيل المخالف منها ، وفرض آليات جديدة لضمان عدم تكرار حوادث الغرق بنهر النيل وتطبيق القانون من خلال إجراءات فورية صارمة ، وذلك بالتعاون مع شرطة المسطحات والملاحة والنقل النهري.

وما بين مطالب المواطنين ، وتصريحات المسئولين ، وطمع اصحاب المعديات، يبقي التطبيق والتنفيذ علي أرض الواقع هو الفيصل للعمل علي تلافي وقوع الكوارث.