رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور.. "المضطر يركب الصعب".. شعار أهالي سوهاج مع معديات الموت

جريدة الدستور

تمثل العبارات والمراكب النيلية خطرًا داهمًا لسكان البر الشرقي لنهر النيل بسوهاج، حيث يضطر الآلاف من أهالي قرى ومراكز البر الشرقي لركوب هذه العبارات التي تفتقد لأبسط شروط الأمن والسلامة، بالإضافة لأهالي أكثر من 20 جزيرة نيلية يسكنها حوالي نصف مليون مواطن من أبناء سوهاج، لا وسيلة أمامهم للتنقل من وإلي هذه الجزر سوي العبارات النيلية والمراكب الصغيرة المتهالكة، والمخاطرة بحياتهم من أجل توفير احتياجاتهم اليومية، أو الذهاب إلي أعمالهم، خاصة الطلاب الذين يضطرون لركوبها من أجل الذهاب إلي المدارس والجامعة.

ورغم انتشار ظاهرة استخدام المعديات المتهالكة ومراكب الصيد الصغيرة في انتقال الأهالي بين ضفتي النيل، إلا أن هناك 9 معديات نهرية في أماكن مختلفة تعتبر هي الأكثر استخدامًا، نظرًا لأنها تربط بين مراكز ومدن كبيرة مكتظة بالسكان، هي: معدية "الهمامية"، التي تربط بين مركز طما بمحافظة سوهاج من الجهة الغربية، بمركز البداري التابع لمحافظة أسيوط من الجهة الشرقية، ومعدية جزيرة "الخذندارية"، التي تربط الجزيرة بباقي قري ومدن مركز طهطا.

ومعدية جزيرة "الشورانية" التي تربط الجزيرة بقرى ومدن مركز المراغة، ومعديات مركزي البلينا وجرجا، التي تربط قرى المركزين بقرى مركز دار السلام الممتدة شرق النيل جنوب سوهاج، وأهالي هذه المنطقة ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء مشروع كوبري جرجا العلوي علي النيل، لحل مشاكل أهالي المراكز الثلاثة.

وهناك عدة معديات صغيرة تربط بين قري مركز المنشاة، وهي الأكثر خطورة نظرًا لصغرها وقيام أعداد غفيرة من أهالي هذه المنطقة باستخدامها، وتحميلها بأكثر من العدد المسموح به، بالإضافة إلي معدية مدينة سوهاج التي تربط بين جزيرتي قرامان والزهور بمدينة سوهاج، وهي المعدية الأفضل حالاً بين معديات سوهاج نظرًا لوجودها علي مقربة من الأجهزة الرقابية وتحت أعين المسئولين بالمحافظة، وكذلك وجود كوبري سوهاج الجديد، وكوبري أخميم اللذان يربطان مدينة سوهاج بمركز أخميم شرق سوهاج.

عن خطورة استخدام هذه المعديات ومعاناة الأهالي بسببها، يقول "ياسر العسيري"، عامل، من مركز العسيرات الذي يقع شرق مركز المنشاة، جنوب سوهاج: الآلاف من أهالي مركز العسيرات والقري والنجوع المحيطة به والمئات من طلاب المدارس، مضطرين يوميًا لعبور النيل للوصول للبر الغربي، وجميعهم معرضون للموت غرقًا، بسبب عدم وجود عبارة مجهزة لهذه الرحلة اليومية، واعتمادهم علي مركب صيد صغير ومتهالك، يتكدسون فيه في الذهاب والاياب، يفتقد أبسط وسائل الأمان، وكثيرًا ما تعرض هذا المركب للغرق، ولابد من انشاء كوبري علي النيل لربط مركز العسيرات بمركزي المنشاة وجرجا، بدلا من هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

ومن الجزيرة المستجدة بالمنشاة، يقول "أحمد عبد الحميد"، طالب: أهالي الجزيرة يستخدمون مراكب صيد صغيرة، للانتقال للبر الغربي والشرقي للنيل، وهي مراكب غير آمنة وغير مخصصة لنقل الركاب، ولكن الأهالي يضطرون لها لعدم وجود معدية كبيرة تفي بالغرض، ولابد أن يوفر المسئولون بالمنشاة معدية مجهزة وآمنة لانتقال أهالي الجزيرة المستجدة، خاصة أن هذه المراكب الصغيرة التي يستخدمها الأهالي الآن تسببت في غرق العديد من تلاميذ الجزيرة أثناء ذهابهم للمدارس.

ـ بينما يحذر "السيد إبراهيم" مزارع، من قرية خارفة المنشاة بمركز المنشاة جنوبي سوهاج، من كارثة محققة بسبب استخدام أهالي القرية لمراكب صيد لا تتسع سوى لتسعة أفراد، علي الأكثر، ويتم حشرها بأعداد غفيرة من الأهالي، يضطرون لركوبها لقضاء حوائجهم، والخطر الأكبر يقع علي التلاميذ الذين يحشرون حشرًا في هذا المركب الصغير، في ذهابهم ولإيابهم من المدارس، دون أبسط قواعد الأمن والسلامة، ولو وقع حادث لهذه المراكب وهي تحمل هذا العدد من التلاميذ ستكون العواقب وخيمة، أما المعدية الوحيدة التي كانت موجودة بالقرية، فهي معدية قديمة ومتهالكة، ويتم سحبها بواسطة حبال ما بين الجانبين.

أما "عماد عبد المجيد" عضو مجلس محلي سابق، فيقول: جميع تقارير اللجنة الاستشارية للسلامة والصحة المهنية بسوهاج، كشفت عن غياب اشتراطات السلامة في العبارات النيلية، لافتقادها وسائل الأمان كما أن معظم هذه العبارات قديمة ومتهالكة، ولا يوجد بها أسوار لحماية ركابها، ولا تصلح بأي حال كوسيلة تنقل يومية للمواطنين، واستمرار هذه العبارات غير الشرعية، يهدد بحدوث العديد من الكوارث في المستقبل، ولابد من تدارك الأمر سريعًا.

من جانبه أكد الدكتور "أيمن عبد المنعم"، محافظ سوهاج، أن سلامة المواطنين وأمنهم علي رأس أولوياته، وأنه أصدر تعليمات مشددة بتشكيل فرق فنية لمعاودة فحص العبارات والمعديات والأتوبيسات النيلية، التي تنقل المواطنين من البر الشرقي للبر الغربي بالمحافظة والعكس، والتأكد من سلامتها وقدرتها علي استيعاب مستخدميها من الركاب.

كما أكد علي قيام المحافظة والأجهزة المعنية بتشديد الرقابة علي المعديات التي تقل الركاب بين شطري النيل بمختلف مراكز المحافظة، وأن افتتاح كوبري جرجا الجديد الذي يربط مركز دار السلام والقري المحيطة بها شرق النيل بمركزي البلينا وجرجا وقراهما، سينهي ظاهرة استخدام القوارب والمعديات المتهالكة للانتقال بين القرى الواقعة غرب وشرق النيل بهذه المنطقة.