رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إمام يتحدى الله بالغربية".. حكاية شاب ارتكب أعظم كبيرة بعد الشرك.. طالب هندسة "مُترف" التقطه أصدقاء متشددون فحوّلوه إلى قاتل يرى الجميع كفارًا.. أنهى صلاة العصر إمامًا ثم أراق دم عمته

جريدة الدستور

انتهى من إمامة المصلين، ثم قرر بعدها أن يرتكب أعظم كبيرة بعد الشرك بالله، تلك التي أخبر النبي أن زوال الدنيا أهون عند الله منها، حين استل السكين وأراق دم نفس، حرمته عند الله أعظم من حرمة الكعبة.

من حياة تعج بالترف، واللهو، قرر الشاب "ع. م"، طالب كلية الهندسة، الإقلاع عن التدخين، وهجر حياة المعاصي، والتوبة إلى الله، بعد أن تعرّف على مجموعة من المتشددين الذين أفهموه الدين كما فهموه على غير حقيقته، فأصبح الفتى يرى جميع من حوله من غير الملتزمين مثله، كُفّارًا، حتى أبيه.

انعزل الشاب العشريني عن الجميع، قرر ألا يأكل مع أبيه على مائدة واحدة، وانصرف لبيع السبح والعطور في المساجد، بينما لم ينتبه لتلك الدوامة التي تشده إليها يومًا تلو الآخر، دوامة التشدد والمغالاة، إلى أن سوّلت له نفسه عض اليد التي امتدت له بالخير، بل قتلها.

في الوقت الذي رمى فيه القاتل عمته بالكفر، بل وأرسل إلى القنصلية السعودية ثلاث خطابات يطالب فيها السلطات السعودية بعدم السماح لعمته التي أدت فريضة الحج 3 مرات سابقة، أن تؤديها مرة أخرى بحجة أنها كافرة، بينما كانت السيدة "أ . ع"، صاحبة الـ 62 عامًا، تفكر في كيفية تدبير شؤونه والإنفاق عليه وعلى أسرته من خلال "ميزان بسكول" تمتلكه.

(لا تشددوا على أنفسكم، فيشدد الله عليكم)، هكذا أمر النبي، فالتشدد لا يقود إلا للشر، كما حدث، فطالب الهندسة لم يكن ليستبيح دم امرأة مؤمنة تنفق عليه إلا إذا تمكن منه التشدد وغرز مخالبه فيه، وأصبح دمه محقونًا به، ليصبح الأمر مهيأ للشيطان أن يمارس عادته السيئة، فوسوس له بعد إمامته للناس في صلاة العصر من أحد الأيام، بحسب ما ترويه تحقيقات المستشار محمد البحيرى وكيل نيابة قسم ثان طنطا، حيث خرج الشاب المتشدد قاصدًا منزل عمته، عاقدًا العزم على إنهاء حياتها.

تسلل الإمام القاتل، في خفية عن أعين الناس، إلى شقة الضحية، وفتح الباب بمفتاح كان بحوذته وعندما شاهدته، طلبت منه أن يُعد لها طعام الفطور، ففعل، ثم دخل الحمام وخرج بعد انتهاء عمته من تناول الطعام، وسحب السكين من على المنضدة وطعنها في صدرها، ما قدرته عملية الفحص ومناظرة الجثة، بـ23 طعنة فى منطقة الصدر والبطن حتى فارقت الحياة.

السكين كأنها كانت تقاوم أعظم كبيرة بعد الكفر بالله، فأصابته في يده، حتى سالت منها الدماء، فهرول إلى الدولاب فأحضر ملابس خاصة بزوج عمته المتوفى لربط يده، وأغلق الباب وخرج ثم عاد مرة أخرى ليقوم بتهشيم "فازة" على رأس القتيلة، وطعنها عدة طعنات فى نفس الأماكن مما أدى إلى وجود فتحات كبيرة بالقلب والصدر ثم أغلق باب الشقة وتوجه إلى مستشفى المنشاوى العام وقام بخياطة يده بـ20 غرزة وفر هاربا.

ثم تلقى اللواء نبيل عبد الفتاح مدير أمن الغربية إخطارا من الرائد أحمد الحجار رئيس مباحث قسم ثان طنطا بالعثور على جثة "إكرام .ع" 62 سنة، صاحبة ميزان بسكول، مقتولة بـ23 طعنة في منزلها، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث وأكدت التحريات أن وراء الواقعة، ابن أخيها الطالب في كلية الهندسة، "ع. م" 20 سنة، وتم القبض عليه فى أحد الأكمنة وتحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاضى المعارضات 45 يوما، ثم أحيل إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.