كارثة بيئية على ضفاف النيل بالغربية

كارثة بيئية خطيرة يشهدها فرع نهر النيل برشيد بنطاق محافظة الغربية تتمثل فى إلقاء أكثر من 40 قرية تابعة لمركز كفر الزيات بمخلفات الصرف الصحى فى مياه النيل عن طريق المصارف المختلفة بسبب عدم توصيل شبكات للصرف الصحى بهذه القرى مما تسبب فى إصابة الكثير من المواطنين بالأمراض .

فهناك العشرات من القرى مثل قصر بغداد والطالبية وكفر إخشا ودلبشان وأبوالغر ومشلة ومنشية الكردى وكفر يعقوب وديما وشبراريس وفيشا سليم وكفر الشيخ سليم والدلجمون تلقى صرفها الصناعى والصحى والزراعى فى مصرف قصر نصرالدين ومصرف سبيل وعزبة سعيد ومصرف الكمايشة ومصرف الرهاوى ومصرف دنشواى ليتم تجميعه ليصب فى مصرف تلا العمومى الذى يأتى من محافظة المنوفية ليلقى مباشرة فى نهر النيل بكفر الزيات وبحسب أحد المصادر بمديرية الرى بالمحافظة فإن حجم مخلفات الصرف الصحى والصناعى التى يتم القاؤها يوميا فى نهر النيل بكفر الزيات من مصرف تلا يقدر بنحو 150 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى .

ويؤكد الأهالى بتلك القرى أن هذه المصارف رغم أنها زراعية إلا أنها تحولت إلى مصارف صحية بعد تحويل الصرف الصحى بعشرات القرى بكفر الزيات على هذه المصارف حيث توجد مواسير تلقى بمخلفات القرى من الصرف الصحى فى مصرف تلا علماً بأن قرية قصر بغداد توجد بها 4 مواسير ضخمة تلقى بالصرف الصحى فى مصرف تلا وفى قرية الطالبية توجد 3 مواسير وأبوالعز 4 مواسير وشبراريس ماسورة واحدة .

وتؤكد التقارير الرقابية وجود9 مصارف تلقي بمخلفاتها من صرف صحي وصناعي في فرع نهر النيل برشيد بنطاق مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية مباشرة فضلاً عن عدم مطابقة السيب النهائي لمحطات المعالجة الموجودة علي هذه المصارف لمعايير وزارة الصحة وهو الأمر الذى كشف النقاب عنه طلب إحاطة تقدم به النائب بالبرلمان صلاح الحصاوى لوزير الإسكان مطالباً بسرعة توصيل محطات الصرف الصحى بقرى المركز حيث أن أكثر من 75% من القرى بدون صرف صحى ويتم التخلص من الصرف عن طريق المصارف التى تنتهى مصباتها عند نهر النيل.

مما يجعل المياه غير صالحة موضحاً أنه تم عقد إجتماع ضم عدد كبير من النواب بالمحافظات المطلة على نهر النيل لبحث سبل التعاون لتخصيص جزء من ميزانية الدولة لتطهير مصرف الرهاوى بمحافظة الجيزة خاصة أن هذا المصرف يلقى مخلفات الصرف الصناعى والصحى على نهر النيل مباشرة مما تسبب فى تلوث النهر .

وتؤكد التقارير أن محطات المعالجة بمحافظة الغربية لا تعمل رغم إسناد صيانتها لشركات بملايين الجنيهات سنويا مما يستلزم إجراء تحقيق عاجل حول ما يمثل إهدارا للمال العام في أعمال الصيانة الوهمية لهذه المحطات حيث تم أخذ عينات من مصارف زفتي ومصرف نمرة(5) بمحلة زياد ومصرف محلة مرحوم ومصرف قرية سنباط ومصرف الجعفرية بالإضافة إلي مصرف الفجلة (أسفل تيار محطة صرف صحي محطة بشبيش) ونهاية مصرف تلا ونهاية مصرف العطفي.

وتبين أن مكان الصرف النهائي لهذه المصارف جميعا هو نهر النيل وأن جميع هذه العينات غير مطابقة بسبب زيادة المواد الصلبة والأكسجين الحيوي الممتص والأكسجين المستهلك كيماويا والنشادر وانخفاض نسبة الأكسجين الذائب فضلاً عن وجود 8 مجارى مائية بفرعي رشيد ودمياط وهي ترع الباجورية وميت يزيد والمعاش والقاصد وبحر شبين وتيرة والملاح وهويس طنبارة.

وقد تم أخذ عينات من هذه المجاري المائية النيلية وتبين من تحليلها عدم مطابقة مياه نهرالنيل المعايير في مأخذ عملية مياه بسيون الواقعة علي فرع رشيد وكذلك مأخذ عملية بسيون الواقعة علي ترعة الباجورية لانخفاض نسبة الأكسجين الذائب وزيادة نسبة النشادر مما يؤدي خلال السدة الشتوية لنفوق الأسماك نتيجة قيام مصانع وشركات كفر الزيات بصرف مخلفاتها بمياه نهر النيل .

وفى مصرف قرية جناج وهو أحد المصارف التى تمر على مدينة بسيون وكفر الزيات تقوم إحدى شركات السماد الكبرى بتحويل مسار انابيب الصرف الصناعى بها إلى المصرف وإدخال وحدة معالجة غير كافية للعمل .

يقول شريف غانم من أهالى كفر الزيات أن القرى التى تقع على ضفاف النيل أصبحت تعانى من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب ارتفاع معدلات التلوث وأنه سبق وأن تقدم بشكاوى للمسئولين للمطالبة بتوصيل شبكات الصرف الصحى بالقرى المحرومة وتطهير نهر النيل و الترع والمصارف بالقرى بشكل دورى حيث أن هذه المجارى المائية تحولت بسبب الاهمال إلى مصدر رئيسى للتلوث .

ويشير هانى فايز من أهالى مدينة بسيون أن الطريق بين مركز بسيون وكفر الزيات شاهد عيان على الكميات المهولة وأطنان الملوثات التى تلقى فى نهر النيل من المواد الكيماوية من مخلفات المصانع مضيفاً أن معظم عدادات المياه فى المنازل تتعرض دائما للتعطل بسبب زيادة الرواسب فيها مما يؤكد وجود نسبة تلوث عالية فى مياه الشرب التى يتم رفعها من نهر النيل .

كما نجد أن صرف الشركة المالية الصناعية، يصب في النيل مباشرة وهى تنتج أسمدة فوسفاتية وكذلك مصنع الزيوت والصابون (بكفر الزيات)، ومصرف «عمر بك»، الواقع على نهر النيل مباشرة، بالإضافة لمياه الصرف الصناعى والصحى الناتج من صرف محطة صرف صحى سمنود، ومحطة صرف صحى ميت بدر حلاوة ومصنع للرخام في سمنود ومياه الصرف الصناعى لمعاطن الكتان بزفتى.