"النهر المقدس" يستغيث من تعديات "الكبار" والمصارف بالأقصر

«الحمد لك يا أيها النيل الذي يخرج من الأرض ويأتي ليطعم مصر، تلك المياه والرياض التي خلقها رع لتطعم كل القطعان، والتي تروي أرض الصحراء البعيدة عن الماء، إنها نداه الذي يسقط من السماء».

هذه كانت صلاة المصري القديم لرب النيل على كل النعم التى منحها للناس عن طريق النهر العظيم، وكان النهر جزءاً أساسياً من طقوس العبادات وغسل الموتى، وتغنى المصريون القدماء بـ«النهر المقدس»، وجعلوا له عددا من الأرباب والربات وقاموا بتسجيل الاحتفالات الخاصة بنهر النيل على جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات، لبيان مدى تقديسهم له.

والان فالمصريون يستبقون في كيفية ابتكار نوع جديد كل فترة في انتهاك حرمات هذا النهر العظيم فنجد أزمة التعديات علي نهر النيل تمادي أثرها في الوقت الذى عقد فيه محافظ الاقصر عدة اجتماعات مع رؤساء المدن ومسئولى إزالة تعديات نهر النيل لمناقشة مشكلة التعديات وتقنين سبل إزالتها وسرعة تنفيذ خطة الإزالات وتهديده للمقصرين لأشد عقوبة الا انها دون جدوى.

وقال "كمال محمد "من سكان العوامية أن فندق سونستا سان جورج الاقصر المملوك لأحد رجال الأعمال الذي يقال انه كان مقربا من الرئيس السابق "حسنى مبارك "يعد من الفنادق الشهيرة التي تعدت علي نهر النيل حيث تم إنشاء مطعم عائم بطول 28 مترا وعرض 18 مترا وارتفاع 4 امتار وقد أدي ذلك البناء الحديدي إلي إعاقة عملية شفط المياه من مأخذ المحطة الرئيسية للأقصر‏,‏ وزيادة الطمي أمام مأخذ المحطة‏,‏ مما يؤدي إلي القطع المتكرر للمياه بالأقصر و صدر قرار بإزالتة رقم‏15‏ لسنة‏2005.

بالاضافة لفندق "شتايجن برجر" حاليا والمملوك لأحد كبار المسئولين ويدعي ج‏.‏ ز‏. ولديه 6‏ قرارات إزالة لتعديات بالردم والبناء بالحجارة والأسمنت فوق حرم نهر النيل حيث حمل أول قرار رقم‏4‏ لسنة‏2007‏ وآخر قرار حمل الرقم‏31‏ لسنة‏2008.

بجانب 20 تعديا اخر اغلبها في جزيرة الموز ومنطقتي العوامية والبياضية أرجع المسئولون تنفيذ قرارات إزالة تلك التعديات الي ضرورة وجود دراسة أمنية مسبقة وأخذ موافقات من كافة الجهات المختصة لازالة التعديات.

وايضا من ضمن الانتهاكات المستمرة لنهر النيل بالاقصر وهو ما كشف عنه المسئولين بمديرية الرى الأقصر، أن مخلفات كل باخرة سياحية تبلغ‏30‏ مترا مكعب يوميا بجانب‏5‏ لترات من الزيوت والشحوم وقيام البواخر والفنادق العائمة العاملة بين الأقصر وأسوان بإلقاء‏4‏ آلاف متر مكعب من مخلفاتها يوميا في مياه النيل بجانب نصف لتر يوميا من الزيوت والشحوم‏.

كما يعد مصنع سكر أرمنت الوابورات بالجانب الغربي للخزان الذي يصب صرفه أسفل مياه النيل، ويتم ضخ المياه الساخنة وغسيل الماكينات في النيل، والذي تحررت ضده محاضر كثيرة دون أي جديد، كما تم غلق الصرف بتاريخ 2/12/2013 وتم تحرير محضر مخالفة رقم 443 لسنة 2013 بإعادة فتح الماسورة ويتم تحرير محاضر مخالفة بشكل مستمر تجاه الصرف المخالف واخرها رقم 38 لسنة 2014.

ومازال مسلسل الفشل في إزالة التعديات الواقعة علي حرم نهر النيل مستمر بالمحافظة بعد أن وضعت الإدارة العامة لشرطة المسطحات المائية استعجالات المحافظة بشأن إزالة تلك التعديات التي بلغت27 تعديا ‏.‏