رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملف ـ حكاية المصنع: سر «الجيش» في انتشار مقولة «ورا مصنع الكراسي»..(فيديو)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

على بُعد أمتار قليلة من مبنى وزارة الري، وتحديدًا على الجهة المقابلة لكورنيش النيل، تقع أرض ‏شاسعة في الجزء الفاصل بين منطقتي إمبابة والوراق.. يحوطها سور عال.. تتوسطه بوابة حديدية مُحكمة ‏الغلق بسلاسل حديدية، باهتة اللون بعدما أصابها الصدأ.. تُطل من ورائها أبراج «العربي»، شاهقة ‏الارتفاع، والتي لازال البعض منها تحت الإنشاء.‏

خلف هذا السور العالي، كان يوجد «مصنع الكراسي» الذي سُمي الشارع باسمه، حاملًا للعديد من القصص ‏والحكايات، التي لا يعرفها سوى أهل المنطقة، بما فيها السر وراء جملة «ورا مصنع الكراسي»، التي ‏باتت تستخدم «إفيه للتندر والسخرية» حينًا، وكلمة السر بين المجرمين والبلطجية حينًا آخر، قبل أن (‏تخصخصه) الحكومة لصالحها وتبيعه إلى أحد المستثمرين ليُبنى بدلًا منه أبراج عالية.‏

«الدستور».. اقتربت أكثر من موقع المصنع، لتتعرف على حكاية هدمه وبيعه، وأفضى الحديث مع الأهالي عن أسرار عديدة حول المصنع ونشأته وطريقة بيعه ‏من الحكومة للمستثمرين.‏

مصطفى محمد، 27 عامًا، أحد سكان المنطقة، سرد حكاية وتاريخ المصنع، قائلاً: «المصنع تم بناؤه في عهد الملك فاروق على مساحة ‏‏50 فدانًا لصناعة وتجارة كراسي القهاوي والأفراح، لكنه لم يعمل إلا في عهد الرئيس جمال عبدالناصر».

وأضاف، «المصنع تم تأميمه في عهد الرئيس عبدالناصر، في بداية خمسينيات القرن ‏الماضي، ضمن المصانع الأخرى الشهيرة في المنطقة، قبل أن يتم إغلاقه قبل 5 سنوات».

وعن قصة إغلاق المصنع، يقول «خالد جمعة»، أحد مواطني المنطقة، إن «المصنع تم غلقه منذ عام 2012، بعدما (‏خصخصته) الحكومة لصالح أحد المستثمرين، الذي استبدله ببناء أبراج وعقارات سكنية على مساحات كبيرة من مساحة المصنع»، مشيرًا إلى أن «عملية الخصخصة، أدت إلى تشريد أكثر من 8 آلاف أسرة».

ممارسة البلطجة
وقال منتصر السيد، أحد سكان المنطقة: إن «الخاسر الوحيد من غلق المصنع، هم العمال، الذين فقدوا أعمالهم؛ لأنهم أصبحوا في (الشارع)، ولم توفر لهم الحكومة ‏فرص عمل بديلة، أو تدفع لهم تعويضات، الأمر الذي دفع الكثيرين منهم للعمل كـ(سائقي توتوك)، أو ‏اللجوء للبلطجة».

السر وراء المقولة
وعن السر وراء مقولة «ورا مصنع الكراسي»، يقول مصطفى محمد، إن «السر وراء المقولة، يعود إلى شارع (الصوامع)، الشارع الخلفي (ويسمى الجيش) وراء المصنع، والذي لم يتم تعميره منذ 10 ‏سنوات، وبات مرتعًا للبلطجية وتجار المخدرات، ومن هنا التصقت مقولة (ورا مصنع الكراسي) بالمصنع، ‏إشارة إلى عمليات البلطجة والاختطاف التي تتم هناك خلف المكان».

‏وأشار إلى أن «المقولة، اكتسبت الشهرة الكبيرة، عقب استخدامها من الفنان أحمد مكي في فيلم (لا تراجع ولا استسلام)».