رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملف ـ «تاريخ الكرسي».. من اقتصاره على «علية القوم».. إلى استخدامه في المشاجرات..(فيديو)

جريدة الدستور

«الكرسي».. قطعة الأثاث الأكثر استعمالاً في العالم، والتي طرأت عليها عدة تغييرات على مر تاريخها، بدءًا من قطعتين من الخشب متصلتين، مرورًا بعدة ابتكارات أوصلته إلى الأشكال الهندسية المميزة، التي أصبح عليها حاليًا، حتى المواد المستعملة لصناعة الكراسي لم تعد مقتصرة فقط على الخشب بل يتم استعمال عدة مواد مثل البلاستيك، الألومنيوم والحديد.

الدكة والتخت
يعد النموذج الأول لصناعة الكراسي هو «الدكة» أو «التخت العربي»، الذي تحول من مجرد وسيلة للجلوس والاسترخاء، ليصبح معيارًا للوضع الاجتماعي، حيث كانت الكراسي مخصصة في البداية لعلية القوم وليس لعامة الناس.

وبمرور الزمن، أصبح الكرسي، قطعة لا غنى عنها في أي مكان، حيث انتشر بمختلف أشكاله في المقاهي، وأماكن التجمعات، وحتى الشوارع والحدائق العامة، للدرجة التي أصبح يستخدم فيها كوسيلة للشجار، في المقاهي والأماكن الشعبية.

«الدستور» تستعرض رحلة الكرسي، الذي مر بمراحل تطور عديدة، منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم..

مصر القديمة
بدأت الكراسي في عهد قدماء المصريين، تنحت من الحجر على شكل قطع مكعبة، ثم صارت تصنع قواعدها من الخشب ومقاعدها من حجر الصوان الأملس المستوي، ثم صارت مقعرة فيما بعد، وكان الفراعنة يضعون على المقعد حشوة وثيرة من جلد أو قماش، ثم أضيف إلى الكرسي مع مرور الزمن مسند للظهر وذراعان.

وكانت الكراسي مخصصة لذوي الشأن وعلية القوم، وتوضع أمامها مساند للأرجل من الخشب، تُنحت عليها صور الأعداء أو تُرسم، وهو تقليد يرمز إلى أن الملك (يدوس) أعداءه.

عهد المماليك:
في العصر المملوكي، ظهرت أساليب جديدة في صناعة الكراسي، مثل تطعيم الحشوات بخيوط أو أشرطة رفيعة من نوع آخر من الخشب أغلى ثمنًا وأندر وجودًا، أو بالعاج والعظم، كما كانوا في بعض الأحيان يكسون الخشب بطبقة دقيقة من الفسيفساء أو الزردشان مكونة من قطع صغيرة من الأبنوس والسن والقصدير.

ويوجد في المتحف الإسلامي بالقاهرة، نماذج كثيرة لكل من الأنواع السابقة من أجملها الكرسي المستحضر من مسجد السلطان شعبان (1369م) وهـو على شكل منشور سداسي من خشب شوح تركي مكسو بالفسيفساء الدقيقة من السن والأبنوس وزخرفته على شكل عقود في الحشوات العليا والسفلى من الجوانب والقاعدة فيها برامق مخروطة من أبنوس وسن تشاهد على أرجله كذلك.

واستعملت هذه الكراسي في قصور المماليك لوضع موائد الطعام عليها وفي المساجد لحمل الشموع التي توجد بجانب المحراب عند الصلاة ليلاً.

مصنع الكراسي
في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، جاءت فكرة إنشاء مصنع للكراسي، يصل للعالمية وينتشر بين الألمان والإنجليز، وبالفعل تم إنشاؤه في أواخر الخمسينات بغرض تطوير الصناعات الخشبية والأثاث على مساحة 50 فدانًا واقعة على نهر النيل مباشرة بين منطقتي إمبابة والوراق، إلا أن المشروع فشل في تحقيق الهدف المنشود ليصبح أرضا فضاء بمساحة كبيرة باتت مرتعًا لتجار المخدرات والأعمال المشبوهة المنافية للآداب العامة.