رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة فرنسية: "الإسلام المتشدد" ضحية نظريات المؤامرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نشرت صحيفة "لا كسبريس" الفرنسية، تحقيقًا مطولاً يفيد بأن التطرف السياسي الإسلامي، المتمثل في تنظيمات القاعدة وداعش وطالبان، وقع ضحية نظريات المؤامرة، نقلًا عن تحقيق رصدته مؤسسة "جان جوريس" الفرنسية.
وأرجعت التقرير هجمات 7 و 8 و9 يناير 2015، الإرهابية على فرنسا، إلى أن الخطاب الإسلامي المتشدد يؤمن دائمًا بنظرية المؤامرة ولذلك يهاجم الغرب.
وقال رودي ريتشستداد، رئيس المؤسسة، ومؤلف كتاب "الإسلام الراديكالي والخيال من مؤامرة ضد الإسلام"، إن نظرية المؤامرة هي " قلب مذاهب" هذه الحركات الإرهابية.
وأشار "رودي" إلى تصريحات زعيم تنظيم القاعدة الراحل، خلال مقابلة مع قناة الجزيرة في سبتمبر 1998، والتي أكد خلالها أن العالم الغربي يريد أن يلتهم العالم الإسلامي، موضحًا بأن نفس المفردات استخدمها زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، في تسجيل تم بثه على الإنترنت يوم 26 ديسمبر 2016، بأن هناك مؤامرة دولية لالتهام العالم الإسلامي.
وأشار "ريتشستداد" كتابه أن منذ الأيام الأولى للإسلام، تعرض الإسلام لمحاولات خبيثة من اليهود، لطمس الحقوق الإسلامية، لدرجة أن المؤامرات سيطرت على عقول أصحاب التطرف السياسي حتى اليوم، مشيرًا إلى أن اليهود دائمًا ما كانوا يحاربون الإسلام، بل ويحاربون أيضًا من يدافع عن المسلمين.
وتابع، أوضح سيد قطب في كتابه أن إلغاء الخلافة العثمانية عام 1924، سقطت بفضل الأيادي الصهيونية العالمية.
وأكد رودي، أن الإسلاميين، يتخذون كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" كمرجع لهم، للتأكيد بأن هناك مؤامرة يهودية ضد الإسلام، حيث ترجم هذا الكتاب إلى العربية فى عام 1926، وتم نشره على نطاق واسع في الشرق الأوسط عام 1930، ومرة أخرى بعد حرب 67 تم نشره بطريقة كبيرة لتعمم أرجاء الوطن العربي.
وأشار رودي إلى أن سيد قطب أكد أن الإلحاد الغربي، يخدم اليهود، ودائمًا ما يحارب الإسلام فقط، في ميثاقه التأسيسي، مؤكدّا أن اليهود بعد سيطرتهم على فلسطين، لديهم حلم أخر وهو الدولة اليهودية من النيل للفرات، وهذا ما أكدته حرب الـ6 أيام في يونيو 1967، كما أن خطتهم في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، وسلوكهم الحالي، دليل جيد على هذه الادعاءات.

وقال مؤسس "جان جوريس" أن الأزهر، أعلى السلطة دينية في الإسلام السني يندد بما يفعله تنظيم داعش الإرهابي، وتشويه لصورة الإسلام، قائلاً " حتى الإسلام نفسه يقول على داعش أنهم صنيعه اليهود لتدمير الشرق الأوسط.
أما بالنسبة لمفتي المملكة العربية السعودية، عبد العزيز بن رماد، أفاد بأن هناك مرسومًا يدل على أن داعش هي جزء من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف رودي أن نظريات المؤامرة ليست ذريعة للتخلي عن الجهاد في نظرهم، فمن المفارقات أن عناصر التنظيمات الإرهابية، يرفضون نظرية المؤامرة في هجماتهم ضد أوروبا، خاصة في مجلة دابق الذي أصدرها داعش عام 2015، حين رفض أن يقول الغرب على هجمات أوروبا من قبل الجهاديين مؤامرة على الغرب.
وفي سبتمبر 2011، انتقد الرئيس الإيراني نجاد، كل من يقول أن الإسلام السياسي وراء هجمات باريس، وأنها مدبرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.