رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النصيحة للرئيس فرض وليست معارضة


لا شك أننى وغالبية الشعب المصرى نثق تماماً فى حسن اختيارنا للرئيس عبد الفتاح السيسى لقيادة البلاد فى هذه المرحلة الخطيرة من عمر المنطقة العربية، ولكن هذا لا يمنعنا من وضع الحقائق فى مجالات تخصصنا أمامه ويكون الأمر فى النهاية لسيادته.

وللتذكرة نوضح: ألم يكن مشروع توشكى واتفاقية «عنتيبى» بسبب خداع الوزراء للرئيس مبارك؟! وبالمثل مشروع فوسفات أبوطرطور وجراج سيارات محطة مصر للقطارات والذى بنى بمبالغ كبيرة ثم أزيل بمبالغ أخرى، وكان الله فى عون الرئيس ومعاناته من الوزراء الذين يتمثل همهم الأكبر فى الحفاظ على المنصب مهما كان الثمن والخداع. المشكلة أن الخداع مازال مستمراً ومازال أتباع النظم السابقة يدعون أن مشروع توشكى فشل بسبب عدم وجود مدن عمرانية ومستشفيات ومدارس!! رغم أن مشروع شرق العوينات أبعد كثيراً ويقع على الحدود الليبية ومع ذلك حقق نجاحاً كبيراً ودون عمران ولا مدن ولا مستشفيات.

بالمثل أيضاً يخرج علينا أمين سابق للحزب الوطنى الجميل والذى أصبح مقرباً من وزارة الرى ليقول إن ثورة يناير هى سبب بناء سد النهضة!، وهنا نذكره وأمثاله ممن يحاولون تحميل ثورة يناير كل مصائب مصر وهل اتفاقية «عنتيبى» الانشقاقية التى وقعت فى مايو 2010 فى ذروة أمجاد الحزب الوطنى ورئيسه والتى نزعت عن مصر كل حقوقها المكتسبة والتاريخية فى المياه وألغت مبدأ الإخطار المسبق الذى هو أساس القانون الدولى للمياه ويحتل فيه ثمانية بنود كاملة من المادة 12 وحتى المادة 19، وأصبح بناء السدود بالأغلبية فقط أى برأى دول المنابع فقط لأنهم يمثلون أغلبية بتسع دول ضد اثنتين هما مصر والسودان!! فهل كان توقيع اتفاقية «عنتيبى» أيضاً بسبب قرب اندلاع ثورة يناير؟! وهل كانت ثورة يناير السبب فى أن حكم 30 عاماً لحكومة الحزب الوطنى لم تترك لمصر مستشفى عالميا ولا جامعة مرموقة ولا مدرسة نموذجية؟!

وفى المستقبل القريب ألم نتصد لشطوحات العديد من الوزراء كادت تكلف الدولة مليارات أخرى بسبب أفكار متسرعة لمشروعات غير مدروسة مثل ميناء دمياط للحبوب والغلال والذى كاد أن يفتتح فعلاً من القيادة السياسية لولا ما أوضحناه فى هذا المكان من أنه مشروع وهمى لا يتماشى مع قوانين التجارة العالمية ولا يصح لمصر أن تبيع قمحاً وحبوباً منتجة من الدول الأخرى وأنه لو كان الأمر قانونياً لاستوردت مصر القمح الأمريكى من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية فى أوروبا الأقرب لنا ولوفرنا تكاليف نقل كبيرة باستيراد القمح الأمريكى من إسبانيا أو اليونان أو إيطاليا، ولولا ما كتبناه لتكبدت مصر أكثر من 15 مليار جنيه بسبب الاعتقاد بأن الوزراء لا يخطئون أو أنهم الأكثر علماً وخبرة من غيرهم. وبالمثل أيضا مدينة السياحة والتسوق بالزعفرانة والتى كادت تكبد مصر 15 ملياراً أخرى من أجل أن نبيع للسائح الروسى ملابس روسية وللهندى ملابس هندية وللأوروبى ملابس أوروبية، وغيرها من أوهام بيع كيلو اللحوم بجنيه والدواجن بجنيه إلا ربع أو الإيهام بنجاح الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لإشراف وزارة التموين بالنجاح فى تصدير الإيثانول الحيوى إلى بعض الدول ومن يراجع التقرير السنوى للمنظمة الدولية للطاقة خلال الفترة من 2010 وحتى 2014 سيجد أن مصر من الدول العشر الكبرى المصدرة للإيثانول فى العالم وليس كما يحاول وزير التموين الحالى إيهام القيادات السياسية فى البلد بأنها من صنيع اجتهاده، ومعها أيضاً تقرير الجمعية العمومية للشركة القابضة للصناعات الغذائية خلال الفترة من 2009 وحتى 2012 والتى كنت عضواً فيها بقرار من رئيس الوزراء سيجد أن شركة السكر المصرية تصدر السكر البنى والخام إلى دول الكوميسا بسبب الاتفاق معهم وليس سعياً للربح ولكن دعماً للأصدقاء فى تجمع شرق أفريقيا لأن مصر ليست لها ميزة نسبية فى تصنيع السكر لأن الغرب والشرق يزرعونه على الأمطار المجانية بينما نزرعه على الرى المكلف، ولكن وزير التموين يصر على أن الأمر من نجاحاته ومستجداته!! فهل نصمت إزاء كل ذلك!!

وعندما نوضح خداع إثيوبيا لمصر فى سد النهضة وتهربها من حصتنا من المياه بحجة أن النيل الأزرق له تدفقات متغيرة بينما دول العالم تتعامل مع حصص المياه على متوسط التصرف السنوى للأنهار وهى هنا نحو 50 مليار م3 وينبغى أن تضمن إثيوبيا هذا المتوسط للتصرف بزيادة أو نقصان 10%! فهل هذه معارضة أم نصيحة وعلم؟! نثق بكم سيادة الرئيس ونعلم أن من خلفكم جهات سيادية قوية ولكن رأى الخبراء أيضا ينبغى أن يوضع أمامكم.