رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستقلالية الفكرية


- إحدى أهم المهارات التى يجب أن يكتسبها ويتقنها شبابنا فى ظل التحديات والمخاطر التى تواجه بلدنا اليوم، هى مهارة التفكير النقدى

( Critical Thinking)، وهذه المهارة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستقلالية الفكرية، والتفكير الناقد له تعريفات متعددة منها أنه : عملية إيجاد قناعات شخصية مبنية على التحليل، التفسير، التقييم، والاستدلال حيال قضية أو موضوع ما، وتجاوز استنتاجات الآخرين، بالنظر فى المعطيات ثم الخروج باستنتاجاتك الخاصة، وحينها يمكنك الربط بين ما توصلت إليه وبين ما توصل إليه غيرك من أصحاب الخبرة .

- والتفكير الناقد مهارة لا تولد معنا ومع الأسف لا نتعلمها فى المدارس والجامعات، وبالتالى يجب عليك أن تطورها فى نفسك، والبداية من الحياد يقول أرسطو : «قمة عقل المتعلم هى فى القدرة على استيعاب الفكرة دون القبول بها»، وبهذه المقولة تبدأ عملية التفكير النقدى، حين تباشر فكرة أو تحاول تعلم شيء ما، يجب أن توقف عقلك عن اتخاذ أية قرارات حيال قبول الفكرة أو رفضها قبل استيعابها بشكل كامل، وهنا أنت تُفعّل عقلك، وتسأل نفسك عمّا تشاهده وتسمعه وتقرأه، تقيم، تحلل، تصنف، توجد العلاقات، بهدف الوصول إلى الفهم الصحيح للفكرة، الأفكار من حولنا كثيرة وغالباً ما يختلط الرأى أو العاطفة بالحقائق، فتصبح الحقائق معلومات مضللة هذا ما تراه أحياناً فى الأخبار، الصحف، المواقع الإلكترونية، أو ما تسمعه فى الشارع، وهنا يأتى دورك فى محاولة النظر بحيادية للفكرة التى تستمع لها، وتخضعها للنقد لتفصل الحقائق عما عَلِق بها من إضافات وأكاذيب، وبهذا ستحمى نفسك من الخداع، الوهم، الخرافات، الأكاذيب، بمعنى أنك ستحمى وعيك من التزوير.

- إن استخدام مهارة التفكير الناقد تساهم فى بناء الوعى الإعلامى لدى الإنسان، وتساعده على تجنب فخ التضليل الإعلامى، والإثارة الإعلامية، بل والتسمم الإعلامى، فهى تساعد المتلقى على فرز المواد الإعلامية بين ما هو سلبى وردىء، وما هو إيجابى ونافع وما بينهما، وتساعد المتلقى أن يكون متلقياً إيجابياً، قادراً على انتقاء المضمون الإعلامى وتحليله وتقويمه، وخاصة فى أوقات الحروب، الصراعات، الأزمات، والأحداث الكبرى وحرب المعلومات، تزداد أهمية التفكير الناقد فى التعامل مع وسائل الإعلام، وما يعرض فيها من أخبار وقضايا، حتى نستطيع الوصول إلى الحقيقة .