رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستهلاك التعاونى


من دراسة لـ«كامبل ميثون» بعنوان «المنافع العاطفية» يقول: من بين الأسباب الرئيسية لإسهام الناس فى «اقتصاد المشاركة»، جاءت مجموعة من القيم التى يفكر فيها كل المنضمين لهذا التوجه الاقتصادى منها:

- سخاء: أستطيع مساعدة نفسى والآخرين.

المجتمع: أنا ذو قيمة وانتماء.

- نمط الحياة: أنا ذكى، وأكثر تحملاً للمسئولية.

- ثقافياً: أنا جزء من حركة التغيير.

- يوماً بعد يوم نتلقى المزيد من الأخبار التى تضغط علينا لتغيير الطريقة التى يسير بها نظامنا الاقتصادى - الاجتماعى، عند هذه النقطة يجب القول إنه ليس أمراً مجهولاً كون اقتصادنا الحالى، الذى يرتكز على تراكم الأصول والمدخرات والنمو اللانهائى غير قابل للاستمرار بهذه الصورة، فى هذا العالم الذى نعيش فيه حيث عدم المساواة الاقتصادية تزداد، ونمط حياتنا الاستهلاكى بجنون يأخذنا بتأثيراته إلى حافة كارثة بيئية، أصبحت هذه القضية هى الهمّ الوحيد فى وقتنا الحالى حتى نجد طرقاً جديدة لإعادة بلورة السوق.

- نموذج «الاستهلاك التعاونى» والذى يعتمد على فكرة أساسية تتلخص فى أن «المشاركة أفضل من الامتلاك»، أصبح يكتسب زخماً فاليوم غالبنا لديه الكثير من الأشياء مثل سيارات، ومعدات، ومهارات وغيره لا نستخدمها بشكل دائم، مشاركة هذه الموارد غير المستخدمة من الممكن أن تساعدنا مادياً وتجعل الآخرين قادرين على استخدامها. وهذا الأمر ليس مفهوماً جديداً، ففى السنتين الأخيرتين أصبح «اقتصاد المشاركة» Sharing Economy بديلاً حقيقياً للنموذج الاقتصادى القديم «شراء رمى»، وعلى الرغم من أن الكثير من المبادرات مازالت فى مرحلة تجريبية، إلا أن الكثير من المشاريع ظهرت بالفعل مثل مشاركة السيارات، تبادل المنازل، وأماكن العمل المشتركة، أو حتى التمويل التعاونى.

- الإمكانيات المقدمة من خلال «ديمقراطية المعرفة» تساعدنا على تغيير سلوكنا كمستهلكين، شبكات التواصل الاجتماعى سمحت لنا بالوصول الفورى لما نريد، ومن ثم بدأنا نعود إلى فكرة تقييم إمكانية الوصول إلى الموارد بدلاً من اقتنائها، وإلى القدرة على رؤية أن القيمة فى إمكانية الاستمتاع بالأشياء بدلاً من امتلاكها، هذه ليست مجرد فكرة هشة أو مصطلح جديد ولكنها قوة ثقافية واقتصادية تعيد اختراع ليس فقط «ما نستهلكه»، ولكن «كيف نستهلكه».

- «اقتصاد المشاركة» ليس مجرد سعى نحو استخدامات أكثر كفاءة للموارد، ولكن الأسباب الرئيسية التى جعلت الناس تختار هذا الأمر تذهب لما هو أبعد من ذلك، إنها الحاجة لـ«إعادة تشغيل النظام بقيم جديدة».