الأمل فى الحياة

الأمل هو ذلك الشعور أو العاطفة التى يشعر معها الإنسان بالتفاؤل والإيجابية تجاه ذاته وتجاه الآخرين، وهو الشعور الذى يجعله قادراً على التفاعل والتكيف مع المحيطين به ويدفعه بمنأى عن العزلة، وهو أيضاً الشعور الذى يرجو معه الإنسان نتائج إيجابية مهما كانت الحوادث السلبية التى يمر بها حتى لو كانت هذه النتائج الإيجابية صعبة أو مستحيلة الحدوث، يقول الفيلسوف الألمانى الماركسى إرنست بلوخ : «الأمل: هو اعتراف بأن الأفق مفتوح، وإقرار بأن المستقبل لن يكون إلا كما نريده ، وليس معنى هذا أن الأمل بطبعه تهور واندفاع ، بل إنه فى صميمه خلق وإبداع لأن بواسطته تنكشف لنا إمكانية التغير الذى يدعونا إلى العمل إلى تحقيق ما نصبو إليه، فالأمل هو تحرق إلى المستقبل، الجديد، اليوتوبيا، وإلى ما لم يوجد بعد، ويستشهد إرنست بفقرة لبيساريف عن الحلم يقول فيها : إذا كان الإنسان محروماً من كل قدرة على الحلم، إذا لم يك بوسعه من وقت لآخر أن يستبق وأن يتصور ذهنياً، فى صورة كاملة وناجزة، النتاج الذى لا تفعل أصابعه غير البدء فى تشكيله، فلن يكون بوسعى على الإطلاق أن أتصور حافزاً آخر لحث الإنسان على تولى وإنجاز عمل مسهب ودءوب فى مجال الفن والعلم والسعى العملى»، ويميز إرنست بين سلبية الرغبة حينما تقترن بمجرد تمنى، وبين إيجابيتها حينما تقترن بالإرادة، فالتمنى يجعل الرغبة حبيسة الخيال وغير معقولة أحياناً، فى حين توفر الإرادة للرغبة شروط وعناصر التحقق الفعلى على أرض الواقع، كما تجعلها معقولة فى ذاتها، فالإرادة عنده هى رغبة قابلة للتنفيذ .

ولكى تجعل الأمل حيّاً لا يموت يجب أن تداوم على :

التركيز بالتفكير على الأشياء التى تجعلنا نشعر بالامتنان لأنها تتوافر لدينا، أى أن يفكر الإنسان بأنه أحسن حالاً من غيره فى العالم المحيط به .

الاتصال بالآخرين والتفاعل معهم بدلاً من حياة الخوف والعزلة، وعليك بمشاركتهم أحلامك التى تغذى آمالك .

الاحتفاظ بالرسالة التالية دوماً فى قلبك وعقلك وعدم نسيانها على الإطلاق: «إن كل شىء يمر .. وإن عجلة الحياة لا تتوقف عند حال بعينه»، فهناك أوقات عصيبة وبعدها تأتى الانفراجة.

التعرف على الأمل يتطلب الانتقال من مرحلة التفكير فيه والترقب له إلى مرحلة العمل الفعلى وتحقيق الأهداف، الأهداف تلهب الأمل، عندما يسأل الإنسان نفسه : «ما الذى أريده ؟» فهذا يعنى بداية التعرف على أهدافه وآماله .