رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل المكالمة الأخيرة لشهيد القوات المسلحة النقيب عمرو وهيب مع زوجته.. ودَّعته بـ"لا إله إلا الله".. وطفلته: "خد بالك من نفسك يابابا".. وضباط: رفض إنقاذه للاطمئنان على الجنود فصعدت روحه إلى بارئها

جريدة الدستور

كان يحتفل بعيد ميلاده الـ"29"، وتحديدًا يوم 11 نوفمبر الجاري، حصل خلاله على هدية عزيزة على قلبه، من والدته، التى بادرها قائلا وضاحكًا: "أنا عايز جاكت جلد أسود"، فما كان منها أن قالت له: "عيون ماما.. حاضر ياعمرو".

وعلى دقات القدر، خاطب النقيب عمرو وهيب- شهيد الواجب الوطني، وابن سلاح الصاعقة بالقوات المسلحة، بطل الجمهورية في اللياقة البدنية- زوجته، قائلا: "يادعاء أنا مش عارف ليه مخنوق.. فسألته فى شغف: مالك ياحبيبي، ومن بعيد وفى ظل الحوار الاخير مع رفيقة حياتة عبر الهاتف سمع صوت طفلته ملك يتهادى على خطى بريئة.. خد بالك من نفسك يابابا.. لتختتم المكالمة قبل دقائق من أن يلقى ربة شهيدًا على يد الإرهاب الإسود في شمال سيناء".

النقيب عمرو وهيب محمد- 29 عاما، هو نجل الدكتور وهيب محمد، أستاذ الفيزياء المتفرغ بكلية العلوم جامعة قناة السويس، والدكتورة زهور إبراهيم بذات الكلية، كان يتحدث كثيرًا عن أمنيته بالشهادة في سبيل الله.

"النقيب إسلام"، أحد رفقاء الشهيد.. قال: "عمرو بطل شجاع، عندما ذهبنا لإنقاذه بعد الاصابة، قال لى اتركنى واذهب الى الجنود، كان مضحيًا حتى فى آخر لحظات حياته، مؤكدا على القصاص من القتلة والمجرمين، وأنه وجميع زملاءه تعاهدوا على الثأر منهم".

والد الشهيد، الدكتور وهيب محمد.. قال: "نجلي الشهيد هو الابن الثاني، وشقيقه محمد يعمل بالخارج، وشقيقتة بالجامعة، ولدية ثلاث أطفال أبرياء في عمر الزهور، وهم ملك "5" سنوات، و"جودى "3" سنوات، و"ياسين "8" أشهر".

وأشار إلى أن نجله هو شهيد الواجب، لافتًا إلى أن الحب الكبير الذى لمسه في ابنه من الجميع؛ هدَّأ من روع الصدمة عليه.

وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة القصاص له والقضاء على الإرهاب واقتلاعه من الجذور بعد أن طال شباب مصر، مشيرا إلى أن نجله لم يهب الموت وتحلى بالشجاعة.

واضاف والد الشهيد: "عمرو كان طيب القلب.. بارا بوالدته وبشقيقته، وبالجيران الذين أصابتهم حالة من الذهول بعد سماع نبأ استشهاده".

ووسط حالة من الذهول، تحدثت زوجته دعاء إبراهيم- 27 عامًا.. قالت: "تلقيت مكالمة من زوجى ليلة استشهاده، طلب خلالها منى الدعاء، وشعرت للمرة الاولى بهدوء وسكون فى صوته، وكأنه يودعني".

وتابعت: "طلب مِنِّي التحدث الى نجلته ملك، والتى طالبته بالعودة، قائلًة: وحشتني يابابا.. وختمت مكالمته بكلمة لا إله الا الله".

وطالبت زوجة الشهيد، بالقصاص من القتلة، وتوفير الحماية الكافية للضباط والجنود، واجراء مسح شامل للالغام.

واستمرت فى حالة ذهول أبكت من حولها، ثم قالت: "عمرو جاي عشان أجازتة يوم السبت.. وهو عنده برد وهيبقى كويس.. واحنا لسه فيه احلام ماكملنهاش مع بعض.. واحتضنت طفلها يس، لتذكر ماقاله لها قبل أيام من استشهاده "أنا جبت لك يس .. عشان يحمل اسمى".

حسن عيسى، شقيق زوجة الشهيد، قال: "عمرو بطل ويتحلى باخلاق عالية، ولم يكن يوما ليتخلى عن أي شخص طلب منه المساعدة، وهو رجل بمعنى الكلمة".

وكشف عن أن الشهيد بطل الجمهورية فى اللياقة البدنية، وكان مرشحا لموقع جديد، ولكن لم يسعفه القدر ليحقق امنيته وامنية أسرته التى فقدت اعز ابنائها ورب اسرتها، والذى صعد الى السماء بنفس راضية لأهله ولوطنه.

وكان اهالى وقيادات القوات المسلحة، والاجهزة التنفيذية، شيعوا- أمس الاول- جثمان الشهيد النقيب عمرو، والذى تمت ترقيته إلى رتبة الرائد، تقدمها اللواء ناصر العاصى قائد الجيش الثانى الميدانى، واللواء يس طاهر محافظ الاسماعيلية، واللواء علي العزازى مدير أمن الإسماعيلية.