رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير خارجية إثيوبيا يستفز المصريين: "أنتم أضعف من أن تحاربونا".. وخبراء يحذرون من الانجرار وراء الحل العسكري لحل الأزمة: "هدف أعداء مصر جرها لحرب إقليمية"

جريدة الدستور

"مصر أضعف من أن تدخل معنا في حرب".. تصريح ناري من وزير الخارجية الإثيوبي، تيدروس أدهانوم، هاجم خلاله نظيره المصري السفير سامح شكري، بسبب تصريحاته الأخيرة.
كان شكري، قال إن وجود حالة من التوتر بين الجانبين المصري والإثيوبي، بشأن سد النهضة، لن تفيد الطرفين في شيء، وستؤدي إلى جمود العلاقات كما كانت عليه من قبل.
ورد "أدهانوم" قائلًا: "مصر أضعف من أن تدخل في حرب مع إثيوبيا، فصراعاتها الداخلية وفقرها الاقتصادي والإرهاب في سيناء هي أولويات حروبها، أما سد النهضة فالجانب المصري يعلم تمامًا أنه وافق على كافة الاتفاقات الخاصة بسد النهضة لكنه يُظهر عكس ذلك خلال وسائل الإعلام الخاصة بالمصريين".
نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية، وصف تصريح وزير الخارجية الإثيوبي، بأنه استفزازي غير مبرر، مؤكدًا أن مصر أقوى مما يتصور، وإذا أرادت نسف سد النهضة والسدود الـ 14 لفعلت ذلك في سواد ليلة واحدة.
ورأى أن "أثيوبيا تسيء قراءة الحسابات الإقليمية، وبلهجة متعالية أطلقت تصريحًا لا تعلم مداه، ظنا منها في دعم أمريكا لها، خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما لها".
وأشار إلى أن أخطر ما في التصريح، ادعائه بأن المسئولين المصريين وافقوا على كل شيء يخص سد النهضة، ويصرحون للإعلام بخلاف ذلك، مطالبًا الحكومة المصرية بالرد على ذلك.
وأضاف أنه إذا أرادت إثيوبيا الحديث عن القوة العسكرية، فعليها أن تراجع الترتيب العسكري لأقوى الجيوش العالمية، لتجد أن الجيش المصري يحتل مرتبة متقدمة، مقارنة بنظيره الأثيوبي، غير المصنف على الإطلاق، وعلي مسئولي إثيوبيا الحذر عند الحديث عن الجيش المصري.
ولفت إلى أن مصر انتهجت المسلك الدبلوماسي لحل أزمة سد النهضة، لكنها إن أجبرت على خيار آخر، ستسلكه، حتى لا يموت الشعب المصري عطشا، لكنه يفضل الموت بطريقة أخرى.
وأعرب اللواء علاء عزالدين، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، عن رفضه مثل هذه التصريحات غير المقبولة والمستفزة، والتي تدفع الأوضاع إلى حالة من قبول الأمر الواقع لوجود سد النهضة، وهو يعلم جيدا أن مصر تسير في اتجاه حل الأزمة سلميا من خلال القنوات الدبلوماسية والتفاوض.
وأكد على ضرورة الرد بشكل مناسب على التصريحات الإثيوبية، من خلال الخارجية المصرية والبدء في اتخاذ إجراءات جادة للتعامل مع ملف سد النهضة بما يجعله أمرًا غير واقع، حيث إن إثيوبيا تناور وماضية في بناء السد.
وأشار إلى أن القيادة المصرية أمامها مختلف السيناريوهات والخيارات طبقا للمتاح أمامها، ولا يمكن أن تثنيها الظروف الداخلية عن مواجهة أي تهديدات خارجية محتملة.
ولفت إلى أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين الإمكانيات العسكرية لمصر وإثيوبيا، فجيش مصر من أقوى الجيوش عالميا، فضلا عن توفر الإرادة التي مكنتها من تحقيق الانتصار على الكيان الإسرائيلي رغم تفوقها العسكري والتفاوت التكنولوجي.
وفي حال اتخاذ القرار العسكري، أوضح أنه لا يوجد حدود مشتركة بين مصر وإثيوبيا بالتالي سيعتمد التدخل بشكل أكبر على وسائل عابرة للحدود، وفي المقابل سيدخل على الخط قوى دولية تعادي مصر لدعم إثيوبيا لتغذي الصراع، معربًا عن أمله في ألا تصل الأمور لهذه الحالة وهو أمر لا ترغب فيه مصر، مؤكدًا أن مصر قادرة على مواجهة أي دولة في المنطقة طالما تدافع عن حقها.
السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية السابق، أوضحت أن تصريح وزير الخارجية الإثيوبي يعكس عدم فهم لحقيقة الأوضاع في مصر، فكل ما يذكره غير حقيقي، بالإضافة إلى انه يضع عقبات أمام الرأي العام المصري، بما يعرقل الجو العام للمفاوضات.
وأضاف أن هذا التصريح جاء ردًا على حديث سابق لوزير الخارجية المصري، حيث كان يتحدث الأخير عن التوافق بعيدًا عن الخلافات، مؤكدة أن النهج المصري يتسم بالإيجابية وحريص على الحل من خلال التفاوض.
وأكدت على أن الحل العسكري غير مطروح على الإطلاق، ومصر ستحقق ما تريد عبر المفاوضات؛ لأن معها الحق والأساليب القانونية ولا تحتاج للحل العسكري.
وشكك اللواء طلعت موسى، الخبير الإستراتيجي، في صحة التصريحات المنسوبة إلى وزير الخارجية الإثيوبي، قائلا:"الحديث عن حل عسكري ضد إثيوبيا، غير مطروح".
وأضاف أن مصر لديها أوراق كثيرة منها التحكيم الدولي، والغرض من هذا الحديث هو إثارة المشاعر وتوسيع الثغرة مع أثيوبيا، مؤكدًا أن المناقشات مستمرة بين كلا الطرفين.
وأشار إلى أنه لا مجال للحديث عن قوة مصر، فهي معروفة لدى الجميع في الداخل والخارج، ومصر لا توجه أسلحتها خارج حدودها، متابعا أن إثيوبيا دولة شقيقة والعلاقات معها يجب أن تستمر وتزداد عمقا واتصالا وتفعيلا خلال الآونة المقبلة.
واعتبر الزج بمثل هذه التصريحات يدخل في إطار توجيه السهام إلى مصر، من خلال حروب الجيل الرابع وترويج الشائعات.