رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئوليتنا الاجتماعية


يقول الكاتب الهندى شنوى يو كيه : هناك تفسيرات مختلفة للمسئولية الاجتماعية، لكن تفسيرى ينبع من كوننا مسئولين عن مجتمعنا، وأن علينا أن نرفع أيدينا ونُحاسب أين ومتى طلب منا ذلك من قبل مجتمعنا ؟ .. تلك هى المسئولية الاجتماعية .

- وحتى اليوم، أتذكر ما تعلمته من والدتى، فعندما كنت طفلًا، اعتادت أن تتكلم معى بلا هوادة وكانت تمارس مهمتها المعتادة فى التعليم والتربية، فلا أنسى ذلك أبداً .. لم تكن والدتى من كبار العلماء، بل كانت متوسطة التعليم، ولكن بعد كل هذه السنوات، ما زلت أؤمن بأن مفهومها حول هذا العالم، أفضل بكثير مما يفهمه معظمنا، كانت تلك السنوات التى بعد استقلال الهند ووفاة المعلم العظيم «المهاتما غاندى»، والذى ربما كانت أمى من تلاميذه، فقد اعتادت أن تقول مرارًا وتكرارًا : «عندما تكتنز أى شىء يفيض عن حاجتك، فأنت بذلك تحرم الآخرين من نصيبهم الشرعى فيه، استخدم أى شىء تريده، فالميزان ليس ملكك، إنه لآخرين معك، الذين هم فى أمسِّ الحاجة إليه، تقاسمه معهم، إذ قد تكون حاجتهم إليه أكثر من حاجتك».

وعندما تسألنى ابنتى : لماذا لا تمتلك أى أصول - سيارات، عقارات - على الرغم من عملك فى الإدارة العليا لبضعة عقود ؟، فأقول لابنتى : «لا يمكنك إلقاء اللوم على، فأولى بك أن تلقى اللوم على جدتك، لأنها من علمتنى أن أعيش هكذا، علمتنى أن أتبرع بكل شىء فائض عن حاجتنا الأساسية، وفى وقت مبكر جداً، أدركت أنه إذا واصلنا التفكير حول تراكم الثروة باسم توفيرالضروريات الأساسية، فإننا لن نكون قادرين على فعل أى شىء مطلقًا، لذلك وعلى مدى عقود للآن، لم أمتلك أى شىء يمكن أن يوصف بأنه أحد الأصول».

و كجزء من المسئولية الاجتماعية، ظللت محافظاً على زيارتى للمناطق الريفية الفقيرة فى الهند، حيث لا يوجد فيها مصدر سليم للمياه النظيفة الصالحة للشرب ولا كهرباء ولا صرف صحى، بل إن الناس هناك لايمكنهم توفير ثلاث وجبات لأطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية، أو فقد الوزن، وعندما أذهب هناك أحنى رأسى من الشعور بالعار، وتنهمر دموعى، وأشعر بالعجز وعدم القدرة على المساعدة، فأكثر من 35٪ من وفيات الأطفال ترجع إلى سوء التغذية، وما يقرب من 45٪ من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات يعانون من نقص الوزن، لذا فإن العمل من أجل القضاء على هذا الخلل هو مسئوليتنا الاجتماعية .