رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع اقتراب ذكرى "6 اكتوبر"..

عسكريون إسرائيليون: مصر تستعد لحرب ضد "تل أبيب".. وخبراء: الاحتلال يضرب "تحت الحزام"

جريدة الدستور

أطلق بعض العسكريين الإسرائيليين المتقاعدين، بعض التصريحات، التي يزعمون فيها تحضير مصر إلى حرب مقبلة مع الجانب الإسرائيلي، مؤكدين أن إسرائيل هي "العدو الأول" لمصر منذ حرب أكتوبر 1973.

وقال كل من: العقيد المتقاعد، بيسح ملوفاني، المتخصص في الجيوش العربية، والعقيد متقاعد، وقائد شعبة الاستخبارات الميدانية بسلاح المخابرات العسكرية الإسرائيلي، إيلي ديكر، إن الجيش المصري يعد قوة إقليمية وعسكرية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن القاهرة تنفق الكثير من أجل الحصول على صواريخ ومقاتلات متطورة يمكنها الوصل إلى عمق الجيش الإسرائيلي، حسبما نشر موقع "نيوز 1" الإسرائيلي.

وأضافوا: إن مصر الآن تمتلك نحو 13 جسرًا عسكريًا داخل قناة السويس بتجهيزات كاملة، تمكنها من نقل الدبابات والمدافع والمدرعات إلى الضفة الشرقية للقناة، ومنها إلى الحدود مع إسرائيل في وقت قصير للغاية.
وأشاروا إلى أن أنظمة الدعم اللوجستي تضاعفت في الفترة من 2007 -2010، تأتي هذه التصريحات مع اقتراب الذكرى 42 لحرب السادس من أكتوبر عام 1973.

وتحليلًا لهذه التصريحات، قال الخبراء العسكريون المصريون وخبراء الشؤون الإسرائيلية: إن تلك الأقاويل هدفها قياس الاهتمام المصري بفكرة القيام بحرب ضد الجانب الإسرائيلي، مشيرين إلى أنها تعد "ضربات تحت الحزام" للتكهن بمدى جاهزية الجانب المصري لدخول حرب في التوقيت الحالي.

وفي هذا السياق، قال اللواء حسن الزيات، الخبير العسكري، إن مصر لا تخطط لحرب مع إسرائيل "في الوقت الحالي"، خاصةً أن مصر تحارب الجماعات الإرهابية داخل شبه جزيرة سيناء، مشيرا إلى أن الموقف المصري الحالي يمكن أن يتغير في المستقبل.

وأضاف الزيات: إن التكهنات الإسرائيلية ما هي إلا مجرد تصريحات لتذكرة المجتمع الإسرائيلي بمدى قساوة الهزيمة التي تلقونها على أيدي الجيش المصري خلال الحرب عام 1973، مؤكدًا أن تلك التصريحات لا تتعدى كونها مقياس لمدى الاهتما والتففكير المصري في دخول حرب ضد إسرائيل.
من جانبه.. قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس وخبير الشؤون الإسرائيلية، إن المشهد السياسي طرأ عليه تطورات جديدة، مشيرًا إلى أن تواجد القوات المصرية داخل سيناء يجبر إسرائيل على المزيد من الحذر والتهيئة لكافة الاحتمالات الممكنة، خاصةً أن مصر بدأت تخرج من "الهيمنة الأمريكية" على سياساتها وعلاقتها الدولية، وهذا ما يتابعه الجانب الإسرائيلي عن كثب.

وأضاف فؤاد أنور: إن الاحتلال يُهيئ الرأي العام الإسرائيلي لكافة السيناريوهات الممكنة على المدى البعيد، خاصة بعد الرفض الشعبي المتزايد للانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال ضد المرابطين داخل المسجد الأقصى.

وأشار خبير الشؤون الإسرائيلية إلى أن مثل تلك التصريحات محسوبة بشكل دقيق من جانب المسؤولين الإسرائيليين، فبدلًا من إطلاق تلك التصريحات بصفة رسمية، يتم إطلاقها في أراء فردية؛ منعًا لاعتراض الخارجية المصرية عليها، وحينها ستضطر إسرائيل إلى التراجع عنها رسميًا.
وأكد فؤاد أنور هذه التلميحات تعد تجاوزًا للخطوط الدبلوماسية، قائلًا: إن الاحتلال يتبنى تلك التصريحات كنوع من الدهاء السياسي، أو الضربات غير المباشرة؛ للتعرف على مدى استعداد الجانب المصري لأي حروب مقبلة.