رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاط فى البيان لاختيار البرلمان


بدأت منذ أيام الخطوات العملية لتنفيذ الاستحقاق الثالث فى خارطة المستقبل التى رسمها شعبنا العظيم بإرادته الحرة الواعية عقب ثورته المجيدة فى 30 يونيه 2013، وهو انتخاب مجلس النواب لتكتمل به السلطات الدستورية الثلاث للدولة المصرية العريقة، ولا أعتقد أن إجراء الانتخابات فى هذا التوقيت قد تأخر، بل يساورنى القلق أن يكون متعجلاً عن التوقيت الملائم نظراً لظروف المرحلة وما يعترى الساحة السياسية من تقلبات وخزعبلات...... عموماً فإن سفينة الانتخابات قد أبحرت، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن نصل بسلام إلى شاطئ الأمان والاستقرار، وأن يحفظها من كيد الأعداء المتربصين، وطعون السادة المغرضين. ودون الاستطراق إلى ما قُتل حديثاً وشرحاً عن أهمية هذه الانتخابات المحدد لها منتصف الشهر المقبل، وأنها ستفرز أهم وأخطر برلمان فى تاريخ مصر الحديث لما له من صلاحيات واختصاصات تفوق ما لرئيس الجمهورية، ولما عليه من مسئوليات جسام فى هذه المرحلة التاريخية الفارقة التى ستحدد مستقبل الدولة المصرية، وبالتالى فإن المسئولية الأعظم تقع على المواطن المصرى فى حسن اختياره وانتخابه لنوابه القادرين على تشكيل مجلس نواب محترم يستطيع الاضطلاع بمسئولياته الوطنية المأمولة، فإن ما يعنينى اليوم هو كيفية إرشاد البسطاء من الناخبين الذين يمثلون النسبة الأكبر من الكتلة التصويتية، إلى معايير وأسس الاختيار التى تحقق الهدف الوطنى المنشود، وهذا الجانب هو الأدعى بالحديث فيه الآن، وهو بالفعل محل حديث النخبة وأهل السياسة ورجال الإعلام ولكننى أراه للأسف حديثاً شمولياً يتسم بالإنشائية والعمومية ولا يلبى حاجة المواطن البسيط فى إدراك أسس واضحة ومحددة يستطيع بها اختيار نوابه وفقاً للأهداف الوطنية التى أجمع عليها الشعب بثورته المجيدة وبما يتفق مع المشاعر الوجدانية التى ترسخت لدى الغالبية العظمى من الشعب المصرى.

فى إطار هذه الرؤية فإننى أتمنى أن يكون الخطاب العام الموجه للجماهير خلال هذه الفترة متضمناً المعايير الواضحة والبسيطة التى تمكن الناخب من حسن الإختيار، والتى أراها بكل صراحة ومصداقية تتلخص فى النقاط التالية: «1» التأكد من إيمان المرشح بثورة 30 يونيه وبواعثها ومبادئها وأهدافها. «2» التوافق الوجدانى والفكرى مع القيادة السياسية، والقناعة بالمسار الوطنى الذى اتخذته الدولة المصرية لبناء مستقبلها على ركيزتى السيادة والاستقرار. «3» عدم انتماء المرشح أو مناصرته لأى أفكار أو معتقدات أجنبية حتى وإن كانت ذات بريق ونغم رنان. «4» التأكد من السمعة الطيبة والسلوك الأخلاقى القويم للمرشح فى السر والعلن، وهو ما يُعد علمه ميسوراً لأبناء كل دائرة. «5» تكثيف مناقشة المرشح واستنفاره للوقوف على مدى قدراته الثقافية والصحية والمعنوية للاضطلاع بمهام البرلمان المرتقب. «6» عدم استغراق الناخب فى الضجيج الإعلامى والشعارات الرنانة التى قد يحيط المرشح بها نفسه، وأهمية الاجتهاد الشخصى للناخب فى إدراك كينونة المرشح وصفاته وقدراته. «7» عدم مسايرة المرشح فى وعوده الشخصية أو المحلية، ومطالبته فقط برؤيته المستقبلية عن صالح مصر وكيفية تحقيقه وضمانات التزامه بما يقول. هذه هى رؤيتى الشخصية للمعايير الأهم التى يجب بناء عليها اختيار مجلس النواب فى هذه المرحلة، وأتمنى أن تصل إلى كل أبناء الوطن مع التأكيد على أن مشاركة كل المصريين فى هذه الانتخابات هى الضمانة الأولى لنجاح العملية الانتخابية وتحقيق الهدف المنشود. حفظ الله مصرنا الغالية وهدانا جميعاً سواء السبيل.