رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا شرفاء الوطن... احترسوا!!


بدون «زعل».. علينا ان نعترف أن الفساد أصبح هو الأقوى.. كل ما نسمعه عن مقاومة ومكافحة الفساد.. هو للاستهلاك المحلى..

لم نسمع عن توجيه أى ضربات للفساد الأسود.. بل كل ما نسمعه هو موقف الحكومة من الفساد «الإدارى»!! خذ عندك ما يشاع حالياً وممنوع النشر فيه، قضية وزارة الزراعة، لقد اتجهت الحكومة بقيادة وزير «تخطيطها» إلى العمل على تخفيض كل العاملين فى الحكومة والمؤسسات التابعة لها إلى 50% على الأقل.. أى تسريح أكثر من 3 ملايين من أهم العاملين فى الدولة وإخراجهم إلى المعاش المبكر!! هل يمكن لدولة تواجه كل أنواع الإرهاب يوميا.. إن تدعو إلى إخراج العاملين لديها إلى الشارع وخلق أزمات شعبية فى هذا الوقت بالذات!! بعد ثورتين وخروج الشعب المصرى كله إلى الشوارع والميادين.. تعود بعض المواطنين الشرفاء على التصدى للفساد.. وأخذ الكثير من الشرفاء.. التوجه إلى جميع الأجهزة الرقابية والأمنية والحكومية.. وأصبحوا يقدمون البلاغات المتعددة من هنا ومن هناك.. وأصبح كل مواطن شريف يرى من وجهة نظره أن هناك فساداً يجب الابلاغ عنه.. لكن بعد كل ما حدث خلال السنوات الماضية.. رأينا الفساد يعود أكثر مما كان قبل ذلك.. بل وأصبح يتمتع بالحصانة والحماية!! استغل الفساد قنابل الإخوان ورصاص الإرهاب.. بل وسقوط الشهداء والمصابين وأصبح يتحصن فى خنادق الحكومة المشغولة تماما بمكافحة الإرهاب!! أى أن الفساد أصبح يتمتع بحماية الإرهاب له... إن جميع أجهزة الدولة مشغولة الآن تماما... ولها الحق فى ذلك بمكافحة الإرهاب وجماعة الاجرام.. لكن الفساد لم يجد من يردعة وأصبح ينمو.. بل ويعتدى على شرفاء الوطن!! ان اهم رموز الفساد واشهر قيادتهم.. أصبحوا فى حضن الحكومة تحميهم وترقيهم.. ماذا يفعل شرفاء الوطن عندما يدافعون عنة فى ظل حماية الحكومة لكل من افسدوا حياة الملايين من اصحاب المعاشات!! ان هناك الملايين من شرفاء هذا الوطن مازالوا مقتنعين أن مواجهة الفساد إنما هى عمل وطنى!! لكن...... لابد ان تحترس جميعا مما يحمله الفساد من القوة والبطش.. وسلطة المال الحرام الذى نهبه!! للاسف الشديد..كنت ومازلت لا احترس من بطش الفساد.. واعلم تماما ما يملكه من قوة..... لقد تقدمت بالكثير من البلاغات ووجهت النداءات.. كنت أعلم تماما لا يوجد من يسمعنا أو حتى يرد علينا!!

لكن هناك الكثير من شرفاء هذا الوطن يواجهون الفساد فى جميع المواضع.. كانت النتيجة أن الفساد انتقم منهم.. ولم يحميهم أحد.. وهؤلاء الشرفاء أصيبوا باليأس والإحباط.. وأصبحوا يؤمنون الآن بالشعار الخالد «مفيش فايدة»!! الحقيقة.. «بدون لف ولا دوران» على كل شرفاء الوطن أن يحترسوا..وهذا يعنى أن يحموا أنفسهم من بطش الفساد الأسود!!إننى أسال.. الذين ارتكبوا.. جرائم ضد الإنسانية.. فى مواجهة أصحاب المعاشات هل استطاع أحد الاقتراب منهم!!

استطيع أن أقول لقد تم حمايتهم وحصانتهم.. بل وترقيتهم..!! إن هذا الوطن.. وطننا..ليس لنا وطن غيره.. لكن الفاسدين أصبحت حساباتهم فى البنوك من جراء ما نهبوا أصبحت أى حساباتهم بالبنوك هى وطنهم فى أى مكان فى العالم!! كنت أعتقد... مثل كل شرفاء الوطن.. أننا نبنى وطنناً دون هؤلاء الذين ساهموا فيما نحن فيه الآن...! كان الاعتقاد خطأ فلم نتنبه لقوة الفساد العائد والمنتقم.. نعم..نعم على شرفاء الوطن أن يحترسوا.. أحيانا يصبح الرجوع للخلف انتصاراً!! نعم.. نعم الرجوع للخلف.. لا يعنى الهزيمه.. بل هو حماية لشرفاء الوطن.. لقد أصبح مواجهة الفساد فى بعض الأحيان يمثل انتحار!! أن علينا إعادة تنظيم صفوفنا نحن شرفاء الوطن حتى نستطيع مواجهة الفساد المنظم والمحصن!! اننى لا أدعوا للياس والإحباط.. بل ادعوا إلى الاحتراس.. أى أن تحمى أنفسنا.. حتى لا نسلم أنفسنا للفساد المحصن!! بعد الأيام الاولى لثورة يناير دخل الفساد الجحور.. وبعضهم ذهب إلى مطار القاهرة..!! لكن المدهش والغريب ان يصدر رئيس الوزراء قرارات ثورية بحماية وحصانة أهم الرموز الذى اعتدت على أموال التأمينات وارتوت من دماء أصحاب المعاشات!! كيف يمكن مواجهتهم وهم تحت حماية حكومة الثورة ؟؟ يا خسارة.. كيف يمكن أن يصل الأمر لنا نحن شرفاء هذا الوطن ؟ أننى ادعو كل المواطنين الشرفاء فى ربوع الوطن.. إن نشكل جبهة وطنية لمواجهة الفساد المنتقم والمحصن.. حتى يمكن تحقيق الانتصار عليه... إن الشعب المصرى واحدة.. أصبح جهة الاختصاص الوحيدة لمواجهة هذا الفساد الأسود.. علينا نحن الذين شركنا طول العمر فى الدفاع عن الوطن وبنائه.. علينا أن نعود مرة أخرى للدفاع عنه من هذا الفساد المتوحش الذى أصبح يهدد أمنه وسلامته.