رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أمن... الدولة»


ينتابنى والكثيرون حالة من القلق كلما وردت أنباء عن فتح معبر رفح لخدمة الأشقاء الفلسطينيين..!! ولا أنكر أن هذا القرار وغيره من القرارات الإيجابية تعكس الصورة الإنسانية المصرية الحقيقية أمام شعب فلسطين الصامد ولكن لحالة القلق من فتح المعبر أسبابها فكلما فتح المعبر وقعت الإنفجارات المؤثرة ومثالها فى سيناء وما حدث فى مديريتى أمن الدقهلية والقاهرة واغتيال النائب العام مروراً بسلسلة من الانفجارات منها ما استهدف مؤخراً مبنى أمن الدولة فى شبرا الخيمة.. المبنى يقع فى شارع امتداد كورنيش النيل بالقليوبية فى منطقة سكنية! ومن الضرورى سرعة دراسة نقل جميع الإدارات والأجهزة الأمنية الحساسة إلى خارج الكتلة السكنية تحقيقاً للتأمين الجيد لها والمواطنين... الأمر قد يبدو صعباً... ولكن أمام الضرورة يكون الفكر وتكون الدراسة ويكون القرار... على أن يراعى ذلك عند تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة!

وزارة الداخلية المحترمة تملك من الخبرات ما يجعلها تستطيع مواجهة الإرهاب والقبض على الإرهابيين وقد حدث فى مراحل كثيرة مضت ..!! حادث انفجار أمن الدولة فى شبرا الخيمة نرى معه ضرورة تعزيز الخدمات الأمنية الراجلة «الأطواف» إضافة إلى الخدمات المتحركة المزودة بالسيارات والدراجات النارية بالأجهزة اللاسلكية والكاميرات ووجودها فى ظل الدعم الحكومى للشرطة أراه أمراً سهلاً ميسوراً... انتشار الكاميرات التليفزيونية الآن فى الكثير من الطرق والميادين قد يؤدى إلى تصعيب المهمة أمام أهل الشر ولكن وجود القوات المتحركة على الأقدام تكمن فيه إيجابية المواجهة... فكان من السهل ملاحقة الإرهابى عقب نزوله من السيارة المفخخة فى ضوء الاشتباه فى أمره!! واستقلاله أحد الموتسيكلات... كان فى انتظاره!!

جهود وزارة الداخلية فى مجال انتشار الأكمنة والمنافذ الأمنية واضحة وسليمة وقوية وهناك اتصالات وتنسيق كامل بين أجهزة العمليات المختلفة فى جميع المحافظات والإخطارات السريعة... ولكنى أرى فى الأطواف الأمنية الإخطار الأسرع فى ضوء الوجود والملاحظة ودقة المتابعة وإيجابية التعامل وسرعة الإخطار.

الداخلية قادرة على دعم بنك المعلومات الأمنى ورجال أمن الدولة لديهم من الذكاء ما يجعلهم أكثر فهماً ولديهم من الإمكانيات والوسائل ما يجعلهم أكثر قوة فى إطار تخطيط وتنظيم جيد وتنسيق كامل بين الإدارات والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة المحترمة.

نحن على موعد مع عمليات إرهابية قادمة وأرى الشرطة المصرية وقد تعلمت وعالجت من سلبيات الماضى وتصدت للأخطاء ووضعت الخطة وفقاً للموقع والزمن والظروف والتوقعات المختلفة والمواجهة كما يجب أن تكون... فإن ضبطت الجريمة فور وقوعها والقبض أو القضاء على مرتكبيها فهو أمر حسن من شأنه أن يؤكد على قوة الشرطة المصرية القوية ويزيد ويرتفع بمعنويات رجالها ويؤكد قدرتهم وإخلاصهم فى أداء أعمالهم. الثقة فى رجال الشرطة لن يقلل أو ينال منها الإرهاب مهما كان حجمه ومهما كانت قوته! والشرطة والجيش والشعب حق... ويبقى دائماً الإرهاب هو الباطل... يحركه الشر ويدعمه الشيطان!! وليعلو نداء الحق بالحرية والمحبة والسلام... محمولة راياته فى الســماء مع أسـراب الحمام يراه الخير واقعاً... ويراه الشر أحلاماً!!