رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا لو؟ «٢»


قال عز من قائل: «وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُم الرَّاشِدُون» سورة الحجرات آية ٧ ويقال: أحبه فهو محب وحبه. وتحبه بالكسر فهو «محبوب». وأحببته فهو محب، واستحببته ويكون بمعنى الاستحسان...

استكمالاً للحالة الخيالية التى حاولت بها الهروب من الواقع والتحليق فى عالم من الخيال.. حيث أتخيل أننى أمتلك القدرة على إخفاء الحاضر بكل عيوبه وأخطائه من خلال «ماذا لو»؟ .. «ماذا لو» هى وسيلتى للهروب من عالمنا الفاسد إلى «عالم من الخيال الأوتوبى» مستوحى من «الأوتوبيا» المدينة الفاضلة! لقد حاولت فى مقالى الأول أن أهرب من الواقع ولكنى فشلت فى تهدئة نفسى والرضا بالواقع المرير، فعدت مرة أخرى إلى حالة الخيال!!!! وعدت أتساءل «ماذا لو» اختفى الألتراس والوايت نايتس والبلاك بلوك و.... مسميات عديدة وألقاب مختلفة تعبر عن العنف، الشغب، الإرهاب لنعيش بسلام؟. «ماذا لو» اختفت «حالة الوقوف على الشجر» التى أصابت البعض!! فهم يقفون فوق الشجر يحلمون بالتحليق، يتمنون الطير ولكنها ليست إلا أمنية!! فأصبح الحلم سراباً وألقوا لوم ضعفهم، فشلهم، يأسهم على الآخرين بدلا من مواجهة أنفسهم بأن أكبر هزيمة فى حياتك هى هزيمتك أمام نفسك وبيدك وليس على يد الآخرين!!!! ماذا لو اختفت ظاهرة «سياسة العشم» ومعلش و«سيبها على الله» و«يا عم كبر دماغك».

والأهم «ثقافة أبوالعريف» الذى يفهم فى كل شىء وأى شىء وفى أى حاجة لأنه خبير زمانه ولا يعرف لسانه كلمة «معرفش» لأنه الملم والعليم ببواطن الأمور.. هو الوحيد الذى بيده الحل لأنه «أبوالحلول»؟ ماذا لو اختفى «الفساد السياسى» عندما تسيطر فئة قليلة فاسدة على مؤسسات ومفاصل الدولة واختفى المفسدون فى الأرض الذين يسيئون استخدام الصلاحيات الممنوحة لأطراف النظام السياسى!! ماذا لو اختفى فساد السياسيين والقوى السياسية وقادة الأحزاب وصراعهم على التمويل الخارجى و«تقسيم التورتة» بينهم؟؟. ماذا لو اختفى التطرّف الدينى والمتحدثون الرسميون باسم الإسلام وباسم الشريعة وباسم الرسول صلى الله عليه وسلم وباسم القرآن؟ ماذا لو اختفى التطرّف الفكرى وانخفضت نسبة الأمية القومية والسياسية والأخلاقية والدينية فى مصر؟. ماذا لو اختفى عملاء المخابرات الأمريكية، القطرية، الإيرانية، التركية من مصر؟ ماذا لو اختفت ظاهرة الاعتماد على أمريكا وخيانة الوطن؟ ماذا لو اختفى الطابور الخامس فى مصر وفى الوطن العربى!!! فكل دولة عربية بها طابور خامس يعمل مع الأعداء على إثارة الفتن والاضطرابات واستمرار سقوط العواصم العربية وتدمير المدن وسقوط الآلاف من القتلى حتى أنى أخاف أن استيقظ يوماً على خريطة مكتوب عليها «هنا كان يعيش العرب وهنا كانت مملكة،،،،، أو دولة ... وعروبتاه ؟. ماذا لو اختفى الفقر فى مصر وفى العالم العربى واختفى فقر النفوس وأمراض القلوب والجوارح وقبح الضمائر وغشها؟. ماذا لو اختفت النذالة فى المجتمع واختفى أنذال السياسة والإعلام الذين يتميزون بضمائر رمادية اللون، بأجندتهم الخاصة، من انعدام المهنية، انعدام الحيادية، من انعدام بعد الأمن القومى؟. ماذا لو اختفت كل الوجوه المعروفة بأنها بلا مبادئ.. معدومة الضمير.. متلونة . مخادعة، مراوغة، متقلبة وفقاً لمصلحتها ووفقاً للظروف، فهى الحرباء التى تغير لونها والعقرب الذى يلسع؟ ماذا لو اختفى سم الكلمات والألفاظ النابية والسوقية من أفواه الإعلاميين والشباب والمصريين والممثلين ويعملون بكلمات عمرو بن العاص «أن الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وأن أكثرت منه قتل»؟ ماذا لو، حالة خيالية حاولت بها الهروب من الواقع!! لكن، هل نجحت فى الهروب من الواقع؟ موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.