رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمامة فى الشارع.. وفى الشاطئ


لا يكفى أن ننشر الوعى بأهمية النظافة ومراعاة الصحة العامة وأن نكتب مطالبين الناس بمراعاة مبادئ الأخلاق بعدم إلقاء القمامة فى الشارع، أو أن نكتب للناس بعدم إلقاء القمامة فى مصايفنا وعلى شواطئ مصر الجميلة الممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، لأنه لا أحد ينصت أو يستجيب لكثرة ما تشهده شوارع وشواطئ مصر من قمامة حتى أصبحت فضيحة دولية إذ فوجئ مرتادو شاطئ المعمورة ببعض السائحات الأجنبيات يقمن بتنظيف الشاطئ من آثار القمامة التى يلقيها المصريون على الشاطئ إلى حد مقزز ومفجع.

إننى أعتقد أن كثرة القمامة فى شواطئنا قد أصبحت ظاهرة فى حاجة إلى وقفة جادة من المسئولين ووضع قوانين تعاقب على إلقاء القمامة على الشواطئ المصرية وأمام البيوت والعمارات فى كل شبر من أرض مصر، ولى هنا عدة ملاحظات أذكرها حتى تعود النظافة إلى شوارعنا وشواطئنا، أولها: أن يتم وضع غرامات على من يلقى القمامة أمام منزله أو على الشاطئ، حيث اعتادت الأسر أن تبقى طوال النهار على الشاطئ ثم تترك مكانها مليئاً بالقذارة والقمامة، فإن فُرضت غرامات وتم تطبيقها على الجميع سيؤدى إلى الالتزام بالمحافظة على نظافة الشارع والشاطئ. ثانياً: إن هناك نقصاً أو تراخياً فيمن يقومون بمتابعة تنظيف الشوارع أو الشواطئ ففى الإسكندرية مثلاً وفى قرى الساحل الشمالى لابد من توافر عمال للنظافة ولابد من توفير سلات للقمامة وإشراف مسئولى الأحياء على هذا لتلافى انتشار الأمراض وحفاظاً على صحة المواطنين، وحفاظاً على المظهر الجمالى لشواطئنا وشوارعنا. ثالثاً: إننا فى غمرة مشاكلنا الكبرى لابد من حملات إعلامية من الإعلاميين فى كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى لتوعية الأجيال الجديدة والشباب خاصة بأبسط قواعد السلوكيات الصحيحة ومراعاة الغير وعدم شيوع سلوك اللا مبالاة بالآخر، فلقد شاع أسلوب عدم المبالاة بالآخر والأنانية والبلطجة والفوضى، حتى إننى أخشى أن يتغلغل هذا السلوك فى طباع المصريين ويتجذر ليصبح هو السائد فى حياتنا بحيث يتعذر تغييره ويصبح الحفاظ على مشاعر الآخر ومراعاة الآخر درباً من سلوكيات مندثرة تختفى شيئاً فشيئاً من حياتنا، لهذا لابد أن يهتم الإعلام المصرى بالصحة العامة للمواطنين وأن يشارك فى نشر السلوكيات الإيجابية ومراعاة النظافة فى كل شىء بدءاً من نظافة البيت وأمام البيت وفى المدرسة وفى العمل وفى الشارع وفى الشاطئ وأينما ذهبنا. رابعاً: إن هناك بعض الدول المتقدمة تضع كاميرات مراقبة فى الشوارع تسجل ما يحدث فيها، بحيث يتم التقاط صور من يلقى بالقمامة فى الشارع أو من سيارته فى لحظتها ويتم فرض غرامة لا يستطيع التهرب منها لأنها تكون مسجلة، وهذه إحدى وسائل منع المواطنين من تشويه الشارع من المارة أو من أصحاب السيارات، لكننا فى مصر ليس لدينا مثل هذه الوسائل المتطورة فعلى أقل تقدير يمكن تسجيل مخالفات لمن يلقى القمامة فى الشارع أو الشاطئ من أجهزة الحى أو من شباب يتم توظيفه لأداء هذه المهمة العاجلة، حيث تواجه مصر حزمة من السلوكيات الرديئة التى أصبحت أحد أساليب التعاملات بين الناس وأخشى أن يتغير المصريون شيئاً فشيئاً إلى شعب معتاد على أسوأ السلوكيات وأن تنتشر الأمراض وأن يعتاد الناس على القبح والقذارة والفوضى بحيث تصبح سمة من سمات المصريين رغم أننا أصل الحضارة والفنون والإبداع وأصل كل العلوم الحديثة، فنحن أبناء الفراعنة الذين نستحق أن نكون أفضل الشعوب وأكثرها نظافة ورقياً، فقط نحن نحتاج أفكاراً جديدة وقوانين تُطبق ونوايا خالصة ومُخلصة تعمل فى اتجاه تقدم الوطن.