رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكيماوى» السورى .. مسرحية إجرامية «٢-٢»


إن مزاعم استخدام السلاح الكيماوى فى سوريا ما هى إلا مسرحية إجرامية من قبل أطراف إقليمية ودولية وجماعات إرهابية يراد به تدمير بلد وقتل شعب بالجملة مناصرة للعصابات الإرهابية الدولية وأن وسائل الإعلام الغربية مثل صحيفة «وول استريت جورنال» الأمريكية وصحيفة « التايمز» البريطانية تكشفان النقاب عن حصول «داعش» على بعض الغازات الحربية من بعض مخازن الأسلحة الكيماوية الخفية فى سوريا بعد سيطرة «داعش» على مساحات واسعة من الأراضى وأنها استخدمت غاز الخردل ضد القوات الكردية فى العراق فى معارك بينهما الأسبوع الماضى، جدير بالذكر أن الأمم المتحدة أعلنت فى يونيه 2014 بتدمير كل الأسلحة السورية الكيماوية، وأن استخدام الأسلحة الكيماوية يحتاج إلى مهارة فنية وعلمية عند الاستخدام واتخاذ إجراءات الحيطة والحذر حتى لا يتأثر الطرف المهاجم والمستخدم لهذه الأنواع من الأسلحة ووضع ظروف الأحوال الجوية واتجاه وسرعة الريح فى الاعتبار لأنه يمكن أن يتغير اتجاه الريح وترتد هذه الأسلحة الكيميائية على المستخدم، ولا أعتقد أن تنظيم داعش يملك القدرات العلمية والفنية لذلك، وإذا نظرنا إلى تاريخ استخدام الأسلحة الكيماوية فنجدها ترجع إلى أقدم الأزمنة.

يعود استخدام الأسلحة الكيماوية فى الحروب إلى أقدم الأزمنة، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن حروب الهند القديمة فى حوالى العام 2000 ق.م شهدت استخداماًَ لأبخرة سامة تسبب «الارتخاء والنعاس والتثاؤب»، كما استخدم الغاز فى حصار «بلاتيا» إبان حرب البيلوبونيز، وتحوى مؤلفات المؤرخ « توسيديدس» وصفاً لاستخدامه وآثاره . وقد استقر استخدام الأسلحة الكيماوية عبر العصور. إلا أن القرن العشرين شهد من بدايته تطوراً مهماً فى إتقانها وتوسيع مدى آثارها، خاصة إثر خبرة حرب البوير التى أظهرت إمكاناتها التدميرية الهائلة. ومع حلول الحرب العالمية الأولى انتشر استخدام الغازات السامة التى لجأت إليها جميع الأطراف المشاركة فيها، ولقد أدت الأسلحة الكيماوية إلى وقوع ما يتراوح بين 800 ألف ومليون إصابة فى صفوف قوات روسيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة إبان تلك الحرب. وعلى الرغم من التطورات التى ضاعفت من قدرات الأسلحة الكيماوية، فإنها لم تستخدم إبان الحرب العالمية الثانية، غير أن الولايات المتحدة استخدمتها إبان حرب الفيتنام خاصة فى مجال تخريب المحاصيل وتدمير الغابات. و«نابليون» فى كل حروبه كان يلقى الحيوانات النافقة من الطاعون والجمرة الخبيثة فى مياه الشرب ليقضى على أعدائه.وإبان الحرب العالمية الأولى وضعت بريطانيا بكتيريا الكوليرا فى مياه الشرب بإيطاليا لتحالفها مع ألمانيا بينما كانت ألمانيا تلقى قنابل بيولوجية محملة بالطاعون فوق لندن. وكانت مصر عام 1946 قد تعرضت لوباء الكوليرا عندما وضعت العصابات الصهيونية بكتيريا الكوليرا فى مياه النيل وقام الموساد الإسرائيلى بعملية مماثلة فى أعقاب حرب 1967ووقتها كان يطلق على وباء الكوليرا أمراض الصيف. وكانت اليابان فى حربها ضد منشوريا والصين منذ عام 1931 تلقى بالبراغيث الحاملة للطاعون والكوليرا من الطائرات ومعها حبوب القمح التى تقبل عليها الفئران لنشر الأوبئة هناك فحصدت الآلاف من الجنود والمدنيين، وظلت اليابان تلقى بهذه الجراثيم القاتلة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبعد استسلامها استعانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى بالخبرة اليابانية فى مجال الحرب الجرثومية. وهذا ما جعل الأمريكان يشنون حرباً جرثومية ضد الفيتناميين. وكانت قوات « فيت كونج» الفيتنامية تستخدم الرماح الملوثة بالجراثيم ضد المحاربين الأمريكان.

وفى 2013 اتهمت المعارضة السورية قوات النظام الحكومية السورية بإلقاء سلاح كيميائى من غاز السارين على منطقة الغوطة «غوطة دمشق» فى حادثة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص وإصابة المئات فى حادثة أسهمت فى إشعال الرأى العام العالمى وتهديدات أمريكية بقصف سوريا، فيما لم يعرف بعد المسئول عن هذه الهجمات.

مستشار كلية القادة والأركان