رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إصلاح طريقة تفكيرنا


إن النجاح فى الحياة يبدأ بالتعرف على أفكارنا غير الصحيحة واستبدالها، وقد ذكر دكتور «ديفيد برنز» فى كتابه: Feeling Good: The New Mood Therapy أشهر 10 مغالطات فكرية تعطل الإنسان وتفسد حياته، ومنها: التفكير بطريقة كل شىء أو لا شىء: أحياناً ترى الأمور بمنظار ضيق أبيض أو أسود، من المحتمل أن لديك تصنيفين للناس، الجيدين والسيئين، حاول أن تُكوّن منطقة رمادية تُصنف فيها الأشياء، بدلاً من وضعك الأشياء تحت تصنيف النتيجة كلها جيدة أو كلها سيئة.

تخيّل الأسوأ وتهويل الأمور: أحياناً نتخيل أن الأشياء أسوأ بكثير مما هى فى الحقيقة، حتى ولو كان لا يوجد أى دليل على أن الوضع بهذا السوء، إلا أنه من السهل أن تقع فى فخ تهويل الموقف عندما تفكر بطريقة سلبية، عندما تبدأ فى تخيل حدوث الأسوأ وأنه لا يمكن للأمر أن يتحسن، ذكّر نفسك أن هناك عدة نتائج أخرى محتملة قد تحدث.

التفكير العاطفى: عواطفنا لا تُبنى دائماً على الواقع ولكننا عادة نفترض أن تلك المشاعر منطقية أو عقلانية.

التنبؤ بالمستقبل: بالرغم من أنه لا أحد منا يعرف ما الذى سيحدث فى المستقبل، إلا أننا أحياناً نحاول التنبؤ بما سيحدث، إذا لم تنتبه من هذا النوع من الأفكار فإنها قد تتحول إلى نبوءات ذاتية التحقيق.

الشخصنة: بقدر ما نتمنى أن نقول إننا لا نعتقد أن العالم يتمحور حولنا، إلا أنه من السهل أن نضفى على كل شىء طابعاً شخصياً، إذا لم يعاود صديقك مكالمتك قد تفترض الآتى: «لا بد أنه غاضب منى»، عندما تنتبه أنك تأخذ كل الأمور على محمل شخصى، خذ وقتك وضع فى اعتبارك العوامل الأخرى التى قد تكون ساهمت فى التأثير فى ملابسات الموقف.

إن هدف إصلاح طريقة تفكيرنا الخاطئة ليس استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية أو مثالية، ولكن الهدف هو استبدالها بأفكار واقعية، وهذا يتطلب الكثير من المجهود فى البداية، ولكن مع التدرب سنلاحظ تغييرات كبيرة ليس فقط فى طريقة تفكيرنا، ولكن أيضاً فى الطريقة التى نشعر ونتصرف بها، باستطاعتنا البدء فى التصالح مع الماضى، والنظر إلى الحاضر بطريقة مختلفة، والتفكير فى المستقبل بطريقة تدعم فرص الوصول إلى أهدافنا، إن القوة الذهنية تتطلب العمل على ثلاثة أبعاد: التحكم فى أفكارنا، وتنظيم مشاعرنا، والحفاظ على الإنتاجية طوال اليوم بغض النظر عن الظروف المحيطة بنا